وسام حبيب تكتب من سوريا.. مأساة امرأة في مفترق الأنوثة
يوم أطفأت شموع عيد ميلادي الخمسين، هالني أنني قد بلغتُ الخمسين من أعوامي الضائعة، إذ مازال في كؤوسي الكثير من الأمنيات المؤجلة، والأحلام غير المحققة، فقد تزوجتُ من رجل أعمال يكبرني بثلاثين سنة، بعد أن أصبحتُ في بلاطه جارية، ولصحته المتداعية غدوتُ ممرضة.
زواجي الثاني هذا جاء بعد طلاقي صدفة، لكني سرعان ماصدمتُ بمر الحقيقة، لم يكن زواجنا سوى صفقة تقليدية خاسرة، هو يريد زوجة تدير شؤون الفيلا ليست في حياته أكثر من واجهة، وأنا لرغبة الأهل راضخة، وتلافيًا لصفة المطلقة عني مرغمة، لم أشعر بدفق حنانه يومًا ولا بأمطاره المجنونة، ولا بجموح خيول أشواقه المتوثبة، كانت رياحي العاطفية شديدة، بعد أن استوت ثماري وحان قطافها عنوة، لكن "رجل المال والأعمال" لم يفهم الحقيقة، ولم يكن يعرفُ حزن بقاء الثمار على أغصانها دون قطاف حزينة.
اقرأ أيضاً
- إنجاز رياضي.. سيدات لبنان يفوز على سوريا ويتأهل الى نصف النهائي لبطولة آسيا للسلة
- السويد.. أعتقال امرأتين يشتبه بارتكابهما ”جرائم حرب في سوريا”
- سوريا.. مقتل طفلة وأصيب 7 أشخاص في قصف إرهابي لقرية بريف حماة
- سوريا.. إصابة عدد كبير من النساء والأطفال جراء حريق في مخيم الهول
- وسام حبيب تكتب من سوريا: أن تحب امرأة مستيقظة
- قصي خولي يعتذر عن تكريم جائزة ”الموريكس دور“ بسبب ظروف لبنان وسوريا
- وسام حبيب تكتب من سوريا: ما هي العذارة او البكارة؟
- شاهد.. زوجان سوريان يُعلنان نوع مولودهما القادم بإضاءة الأهرامات.. فيديو
- وسام حبيب تكتب: الانثى والنشوة والتحول والاحتراق
- وسام حبيب تكتب من سوريا.. رسالة زوجة لزوجها
- وسام حبيب تكتب من سوريا.. عندما يرى الرجل المرأة كشئ جنسي بحت
- وسام حبيب تكتب من سوريا: فخورة بنفسي ..ولا انكر حقيقة عمري
كنا لا نلتقي إلا مساءً كي يتناول طعامه بشراهة، نمضي الوقت كالأغراب لا يجمعنا حوار ونقاش ولا حماسة، حتى أني كفرت بالزواج في هذه المدينة، خصوصًا أننا لم ننجب أطفالاً ونؤسس عائلة، فانكسر في خاطري مشروع الزوجة والأمومة، لطالما بكيتُ وتأوهت وبصمت تمزقت حتى روضت أنوثتي، ووأدت أحلامي الضائعة وأقصيت رغباتي، ووجدتُ في النسيان أكبر نعمة.
غاص هو في عمله وصفقاته وسفره، وتشاغلت أنا في الصباحات والجمعات والثرثرات النسائية، والأزياء والتجميل والتفاصيل العبثية، وحين تراجعت صحته صرت له كأم حنون، أعامله كأب لي أكن له الإحترام والعطف والمحبة.
أوليست هي مأساة امرأة في مفترق الأنوثة، قد تاهت فيها السفينة، وانتحرت منها أجمل أمنية.