مقتل «سارة ايفرارد» يشعل نيران الغضب في بريطانيا.. تفاصيل
كلما انكشفت تفاصيل جديدة في أشهر جريمة قتل شهدتها بريطانيا هذا العام كلما اشتعلت حالة الغضب التي جعلت من الضحية سارة ايفرارد رمزًا لفقدان الأمن والامان في الشوارع الانجليزية وتسببت قضيتها فى فتح ملف جرائم قتل النساء الانجليزيات حيث تشير الإحصائيات إلى تعرض امرأة بريطانية للقتل كل ثلاثة ايام
على مدار الايام القليلة الماضية شهدت بريطانيا محاكمة القاتل فى تلك الجريمة وهو ضابط شرطة مسئول عن الحماية الدبلوماسية الذي اعترف بجريمته وكشف المدعي العام تفاصيلها الصادمة ومن هنا فتحت المنظمات الإحصائية الملف الشائك لجرائم ضباط الشرطة
أصدرت منظمة تعداد أو إحصاء جرائم قتل الفتيات والنساء البريطانية دراسة تشير إلى ارتكاب ما لايقل عن 15 ضابطًا من ضباط الشرطة اثناء الخدمة أو بعد تقاعدهم جرائم قتل للنساء خلال 12 عامًا، منذ عام 2009، وأشارت الدراسة إلى أن معظم الجرائم التي تورط فيها المتهمون تمثلت فى جرائم قتل شركاء حياتهم بسبب الخلافات الزوجية أوالعاطفية، كما لفتت الأنظار نحو تلقي مراكز الشرطة شكاوى متكررة من النساء بسبب أزواجهن أو شركائهن من عناصر الشرطة، وأكدت أن اسباب ارتكاب الضباط المتهمين لجرائمهم لا تقتصر على المشاكل العاطفية وإنما ارتكب بعض المتهمين جرائمهم بدوافع مادية دفعت احد المتهمين للتخلص من والدته، ويغلب القتل خنقا على اغلب جرائم الضباط السابقة
قتلة سابقون
ضمت قائمة الضباط المتهمين، تيموثي بريمر -41 سنة- الذي اقدم على خنق صديقته الممرضة كلير باري فى مايو العام الماضي، واثناء محاكمته أجمع الشهود على وصف تيموثي بالضابط ذو العلاقات النسائية المتعددة وخنق صديقته بعد دقائق من اعترافه لزوجته بخيانتها حيث ارسل لها رسالة قصيرة من هاتفه نصها: «انا اخونك»، استمرت محاكمة الضابط عدة اشهر ليتوقع الجميع أن يواجه تهمة القتل العمد بعد استخدام قوته لكسر رقبة ضحيته ومطاردتها لضربها فى ثلاثة اماكن متفرقة إلا أن قرار هيئة المحلفين بعد التداول لمدة ثلاث ساعات انتهى بتوجيه تهمة القتل الخطأ له وذلك بسبب كلمات المتهم الذي اكد انه لم يكن ينوى قتل ضحيته باري وإنما تهديدها الدائم له بكشف علاقتهما العاطفية لزوجته ودفعه للطلاق اثار غضبه ودفعه للانتقام منها
ضابط آخر في نفس القائمة، تلقى حكمًا بالسجن مدى الحياة فى عام 2013، وهو إيفان إسكاك الذي اقدم على قتل زوجته بعد انفصاله عنها، ووقعت الجريمة اثناء وجودها في صالون تصفيف الشعر في أشفورد ليفاجأ الجميع بالهجوم عليها وطعنها 11 مرة في مشهد دموي صادم.
غضب جماهيري
تعود إلى احدث الجرائم وهى القضية الاخيرة لمحاكمة ضابط الحماية الدبلوماسية واين كوزينز -48 سنة- امام محكمة اولد بيلي بتهمة قتل سارة إيفيرارد مسئولة التسويق الجميلة وعمرها 33 عاما وتلقى حكما بالسجن مدى الحياة، بدأت القضية باختفاء سارة في مارس الماضي وسارعت الشرطة بنشر صورها ضمن المفقودين فى جنوب لندن، وتحولت كاميرات المراقبة إلى أدلة لحل لغز اللحظات الاخيرة فى حياة سارة، وهى تسير بالقرب من منزلها في حوالي الساعة التاسعة مساءً، أظهرت الكاميرات سيارة غامضة قام احد عناصر شرطة متروبوليتان بالعاصمة لندن باستئجارها، وهو الامر الذي أنذر الشرطة بقضية شائكة تشير إلى تورط احد عناصرها في الحادث وساعدت الكلاب البوليسية في العثور على بقايا جثة سارة ليتأكد المحققون من مقتلها
مر اسبوع كامل على اختفاء سارة دون نتيجة لتواجه الشرطة انتقادات ازدادت حدة بالعثور على جثة سارة متأثرة بحروق بالقرب من إحدى الغابات، وهنا كشفت الشرطة هوية القاتل واين كوزينز ضابط للحماية الدبلوماسية الذي انتقل منذ ثلاث سنوات للخدمة ضمن فريق الحماية البرلمانية والدبلوماسية وهي وحدة تسمح بتسليح عناصرها لتأمين المنشآت الهامة
قتل وحرق
اثناء المحاكمة كشف المدعي العام فصلا آخر من كواليس حادث الخطف والقتل عبر اعترافات الضابط أمام المحكمة في مقابلة بالفيديو تبعها حضوره بنفسه في جلستين متتاليتين للاستماع إلى الحكم الصادر بحقه، خطط الضابط لجريمته واستأجر سيارة وأدوات أخرى مثل شريط لاصق وأكياس ضخمة، وكان يؤدي خدمته ضمن دورية الشرطة لتنفيذ إجراءات الحظر الصحي لمكافحة كوفيد 19، استغل الضابط عمله ليقوم بتوقيف سارة واظهر لها بطاقته، توقف شخصان داخل سيارتهما امام هذا المشهد ليتبادلوا التساؤلات حول الانتهاك الذي ارتكبته الفتاة دون ان يدركا انهما امام مشهد خطف يرتكبه ضابط الشرطة حين وضع القيود في يدي الضحية، وأدخلها الى السيارة وقادها نحو منطقة نائية واعتدى عليها ثم خنقها باستخدام حزامه
في اليوم التالي للحادث وتحديدًا حين بدأت عملية البحث عن سارة، اشترى كوزينز بعض الوقود، واستخدمه لحرق الجثة، ووضع بقايا الجثة في كيس ضخم وألقاه في إحدى القنوات المائية بجوار مزرعة يمتلكها، عاد كوزينز لممارسة حياته الطبيعية واصطحب زوجته وطفليه في رحلة إلى منطقة الغابات للاطمئنان على استمرار اختفاء جثة ضحيته، وعلق والد الضحية امام المحكمة قائلا؛ «إحراق الجثة يعد الخطوة الأخيرة في إهانتها حتى لا نتمكن من رؤيتها مرة أخرى او توديعها»، لتلقي المحكمة حكمها بالسجن مدى الحياة