الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر.. وفاة 810 سيدة حول العالم يوميًا بسبب الإهمال
دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر من إهمال الرعاية للسيدات، قالت المنظمة إن العالم اليوم يحتفل، للمرة الثالثة، باليوم العالمي لسلامة المرضى، ويدور موضوع حملة هذا العام، حول الرعاية الآمنة للأم والوليد، الذي يُسلِّط الضوء على العبء الثقيل من المخاطر والأضرار التي يتعرض لها النساء والمواليد عند تلقِّي رعاية غير آمنة أثناء الولادة.
وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «إن معدلات وفيات الأمهات والأطفال الحديثي الولادة مرتفعة ارتفاعًا غير مقبول، وحتى قبل جائحة كوفيد-19، كانت نحو 810 سيدات في العالم يَمُتْنَ كل يومٍ لأسبابٍ يمكن الوقاية منها وتتعلق بالحمل والولادة، وكذلك 7000 مولود يفارقون الحياة كل يوم.
وأضاف: «يُولَد في كل عام نحو مليوني وليد ميت، وأكثر من 40% من حالات الإملاص تحدث أثناء المخاض».
وأكد أنه من الممكن تجنُّب معظم هذه الوفيات وحالات الإملاص من خلال تقديم الرعاية الآمنة والجيدة على يد مهنيِّي الرعاية الصحية المهرة الذين يعملون في بيئات داعمة، لكن من المؤسف أن الجائحة قد قلَّصت كثيرًا فرص حصول النساء الحوامل والمواليد على الرعاية الأساسية».
ويُسجِّل إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ثاني أعلى المعدلات العالمية في وفيات الأمهات «164 وفاة لكل 100000 ولادة حية» بعد الإقليم الأفريقي «525 وفاة لكل 100000 ولادة حية».
ولفت المنظري ان الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات هي النزيف، والإنتان، وارتفاع ضغط الدم؛ وجميع أسباب الوفاة هذه يمكن الوقاية منها. ويُسجِّل إقليم شرق المتوسط أيضًا ثاني أعلى المعدلات العالمية في وفيات الأطفال الحديثي الولادة «25 وفاة لكل 1000 ولادة حيَّة» بعد الإقليم الأفريقي «27 وفاة لكل 1000 ولادة حيَّة».
وتتأثر جودة الرعاية التي تحصل عليها الأمهات الحوامل بأمورٍ منها المساواة بين الجنسين والعنف، ولهذا، فإن ما تتعرض له المرأة أثناء الولادة يُمثِّل تجربةً؛ إما تُمكِّن المرأة، وإما تُلحِق بها الضرر والصدمة العاطفية.
وترفع حملة هذا العام شعار «حان وقت العمل من أجل ولادة في كنف الأمان والاحترام»، الذي يدعو الجهات صاحبة المصلحة إلى تسريع وتيرة الإجراءات اللازمة لضمان أن تكون الولادة آمنة في جو يسوده الاحترام.
ولفتت المنظمة في بيان لها، أن الحملة العالمية تهدف إلى زيادة فهم ما لتحسين سلامة المرضى وتقوية الدور الذي يضطلع به عموم الناس في ضمان مأمونية الرعاية الصحية، وتعزيز الإجراءات الرامية إلى الوقاية من الضرر الذي يمكن تجنبه في مجال الرعاية الصحية والحدِّ منه.
ولفتت المنظمة انه على الرغم من التقدم الكبير الذي أُحرِز خلال العقود القليلة الماضية في خفض وفيات الأمهات والأطفال الحديثي الولادة، فإن غايات الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 لا تزال بعيدة المنال.
وأسهمت أمور في زيادة المسألة سوءًا، مثل جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى اضطرابات في تقديم الخدمات الصحية الأساسية في وقتٍ تُحوَّل فيه الموارد لعلاج مرضى كوفيد-19 ورعايتهم، وانقطاع سلاسل الإمداد، وعدم قدرة المرأة على الحصول على الرعاية، والنقص في أعداد المهنيين الصحيين المهرة.
وأقرت جمعية الصحة العالمية الثانية والسبعون اليوم العالمي لسلامة المرضى في عام 2019، عندما اعتمدت قرار حول «العمل العالمي بشأن سلامة المرضى».
ويستمد هذا اليوم جذوره الراسخة من مبدأ أساسي من مبادئ الطب؛ وهو مبدأ «لا ضرر أولًا»، ويستند اليوم العالمي لسلامة المرضى إلى سلسلة من مؤتمرات القمة الوزارية العالمية السنوية الناجحة بشأن سلامة المرضى، التي عُقِدت في لندن عام 2016، وبون عام 2017، وطوكيو عام 2018، وجدة عام 2019، ويُسهِم كذلك في تحقيق رؤية إقليم شرق المتوسط «الصحة للجميع وبالجميع».