هند الصنعاني تكتب: نحن نختار السلم و أنتم تختارون العداء
في خطاب سامي مليء بالحكم والعقلانية، وجه الملك محمد السادس في الأيام الماضية رسائل عديدة كانت شافية كافية لنزع الستار عن خبايا المؤامرات التي تحاك ضد المملكة المغربية من أطراف أقل ما يقال عنهم إلا أنهم يهابون قوة المغرب الذي يحرجهم باقتصاده الذي يسير في طريق متصاعد، و أوضح أيضا الملك محمد السادس في خطابه الجليل" ان المغرب مستهدف لأنه دولة عريقة تمتد لأكثر من 12 قرنا فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل، و تتولى أمورها ملكية مواطنة منذ أزيد من 4 قرون، في ارتباط قوي بين العرش و الشعب".
سلمية خطابات ملك المغرب، واستعماله الدائم لرسائل دقيقة تهدف الى التعاون و التعايش مع دول العالم عموما و دول الجوار خصوصا لم يشفع للمغرب بالرغم من أنه ظل لسنوات عديدة يمد يده لهذه الجارة وبالمقابل ظلت هذه الدولة لا تفكر إلا في كيفية نسج مؤامرات دموية هدفها الأول و الأخير الزج بالمملكة المغربية في حرب و دمار.
السيد ناصر بوريطة وزيرالشؤون الخارجية و التعاون، رجل دبلوماسي من الدرجة الأولى، بخطوات ثابتة ومدروسة استطاع لفت انتباه العالم بقراراته الصارمة و الهادفة، و هذا ما جعل مسؤولي الجارة الشرقية تعاني من سعار مزمن دفع وزير خارجية الجزائر المعروف -بعدائه الشديد للمغرب- يشن هجوما غير مسبوق على السيد بوريطة في ندوة صحفية نظمها للإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
متدرعة بحجج باهتة تخدع بها الشعب الجزائري، أعلنت حكومة الجزائر قرارها هذا بالرغم من أن الحكومة الجزائرية تعلم علم اليقين بطلان كل الاتهامات التي وجهت الى المغرب، و هذا يفسر بأن الحكومة الجزائرية تحاول تشتيث تفكير شعبها الذي يطالبها بتقديم بيانات لتفسير سبب تدهور وضعها الاقتصادي المتجه نحو الإفلاس، و ليس أمامها خيار إلا التوصل الى حل الازمة السياسية، و حتى تهرب من هذه المحاسبة فهي تحاول جر المملكة المغربية الى حرب لزعزعة أمن ليس فقط البلدين لكن أمن شمال افريقيا بالكامل.
و كعادته و رغم الإستفزازات، جاء رد بليغ من الحكومة المغربية بعد إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية، حيث صرح رئيسها الممثل في شخص السيد سعدالدين العثماني أن عودة العلاقات مع الجزائر إلى طبيعتها "قدر محتوم" كما أعلن أيضا أسفه على هذا القرار لافتا أن المغرب ينظر إلى المصالح العليا للشعوب المغاربية عموما و للشعبين المغربي و الجزائري على وجه الخصوص.
الرد الرسمي للحكومة المغربية وكما تعودنا دائما ما يتسم بالاتزان والتحضر و الحوار المتمدن المبني على الإحترام المتبادل مع "الجيران المتمدنين"، نحن كشعب ينتمي إلى هذه الدولة العظيمة لا نختلف عن حكومتنا في المبادئ و القرارات نحن نحترم قراراتها و نمتثل لها لكننا نعلن لكل شخص يفكر في مس أمن بلدنا ووحدة ترابنا، نحن الشعب المغربي، من طنجة إلى الكويرة، جنود مجندة نساء و رجال، وراء ملكنا و قائدنا محمد السادس، على أتم الإستعداد للتضحية بالغالي و النفيس فداء لمملكتنا المغربية الغالية.