«فوربس» تحذر من تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية للمرضعات والحوامل في تيجراي
الكثير من الكوارث تضرب إثيوبيا من جميع الجهات دون توقف وذلك يعتبر العقاب الإلهي لرئيس حكومتهم آبي أحمد الذي أظهر تعنته وتعامله مع مفاوضات سد النهضة، حذرت مجلة "فوربس" الأمريكية من تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية، لاسيما الأمهات المرضعات والحوامل في شمال إثيوبيا بعد أن أصبحتا تهددان حياة مئات الأطفال في تيجراي، مشيرة إلى أن نقص الأغذية العلاجية و والأدوية الضرورية وانقطاع الكهرباء عن المرافق الصحية يعرض حياة الأطفال، إلى جانب الأمهات المرضعات والحوامل، لخطر جسيم.
وقالت المجلة في تقرير، عرضت فيه مجموعة من القصص الإنسانية القصيرة عن الأزمة في تيجراي، إن الحرب التي شنتها الحكومة الإثيوبية خلفت ورائها الآلاف من القتلى وأدت إلى نزوح مليوني شخص في جميع أنحاء المنطقة، موضحة أن أكثر من 90 % من سكان الإقليم المحاصر- أي ما يقرب من 5.2 مليون شخص - يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء.
ونشرت المجلة مجموعة من الصور تظهر نساء تيجراي وهن يصطفن في مراكز فحوصات التغذية التي تدعمها "اليونيسف" ويحملن أطفالهن على ظهورهن من أجل الكشف على صحتهم بعد إصابتهم بسوء تغذية حادة، مؤكدة أن الكثير من الأطفال في تيجراي ما زالوا بحاجة ماسة إلى المساعدة، لا سيما بعد أن حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بشكل يهدد الحياة سيرتفع 10 أضعاف في العام المقبل.
ولفت التقرير إلى أن هناك طلبا متزايدا على الأغذية العلاجية التي تقدمها مراكز اليونيسف لعلاج سوء التغذية بين الأطفال، وهذا الطلب يفوق المتاح بفارق كبير، ما يعني أن الآلاف من الأطفال مهددون بالإصابة بمرض سوء التغذية الحاد والذي قد يكون قاتلاً إذا تُرك دون علاج.
حياة الأطفال
ونقلت المجلة عن المتحدثة باسم اليونيسف ماريكسي ميركادو، قولها "ما رأيته كان مجموعة من الظروف التي تعرض حياة الأطفال لخطر جسيم، ليس هناك إمدادات كافية من الأغذية العلاجية اللازمة لعلاج سوء التغذية الحاد، ولا يوجد مضادات حيوية، وتنقطع الكهرباء عن المرافق الصحية في كثير من الأحيان، وبالإضافة إلى ذلك ، لم يتم تطعيم الأطفال منذ شهور".
وأشار التقرير إلى أن وفقا للتقييمات أيضا، تعاني 47 من النساء الحوامل والمرضعات في تجراي من سوء التغذية الحاد، مما يشير إلى أنهن يمكن أن يواجهن المزيد من المضاعفات المرتبطة بالحمل، وزيادة خطر وفاة الأمهات أثناء الولادة، وولادة أطفال منخفضي الوزن عند الولادة الذين يكونون أكثر عرضة للمرض والموت.
وتابع أن المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، هنرييتا فور، دعت جميع الأطراف إلى إنهاء القتال، وتنفيذ وقف إطلاق نار إنساني فوري، وقبل كل شيء بذل كل ما في الإمكان لحماية الأطفال من الأذى، مؤكدا أن "الكارثة الإنسانية التي تنتشر عبر شمال إثيوبيا هي مدفوعة بالنزاع المسلح، ولا يمكن حلها إلا من قبل أطراف النزاع".
التحدي الأكبر
ومن إحدى القصص التي عرضتها "فوربس" قصة سيدة تدعى أبابا ويجاهتا، تبلغ من العمر 25 عامًا، من بلدة جيجيت في إقليم تيجراي، يعاني طفلها الثالث البالغ من العمر 6 أشهر، من سوء التغذية الحاد، كما تعاني والدته أيضًا من ذات المرض، وتم إرسالهما إلى المنزل من قبل اليونيسف بكمية محدودة من الأغذية العلاجية والبسكويت الغني بالفيتامينات والطاقة العالية.
وأنجبت أبابا في المنزل بمساعدة والدتها فقط ، لأن المركز الصحي لم يكن يعمل، بعد ستة أيام من ولادتها هربت هي وزوجها ، مبرهيتو البالغ من العمر 28 عامًا ، وأطفالهما من منزلهم المكون من غرفة واحدة هربًا من الحرب والقتال الذي كان يدور في مكان قريب من بيتهم.
وقالت أبابا: “التحدي الأكبر الذي واجهناه كان الخوف، كنت دائمًا خائفًة ، وكنت قلقًا من التعرض للهجوم، وفي الليل ، لم أستطع النوم. كنت دائمًا على استعداد للفرار”.