بعد تسجيل أول حالة وفاة بشرية في الصين.. تعرف على «الفيروس القردي بي» النادر
قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن جراحًا بيطريًا يبلغ من العمر 53 عامًا، كان يعمل في معهد أبحاث متخصص في تربية الرئيسيات غير البشرية (وهي رتبة من طائفة الثدييات، تضم السعالي البدائية والسعالي، وتعيش معظم الرئيسيات في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في الأمريكتين وأفريقيا وآسيا) في بكين قام بتشريح قردين في مارس، ومرض بعد حوالي شهر.
وحسب صحيفة ذا هل بدأ الجراح يعاني من الغثيان والقيء والحمى بالإضافة إلى مشاكل عصبية وتوفي في النهاية في مايو. وتم اختبار عينات الدم واللعاب ووجد الباحثون في أبريل دليلاً على وجود الفيروس القردي بي، المعروف أيضًا باسم فيروس الهربس بي (Herpes B virus). وقال الباحثون إن طبيبا وممرضة كانا على اتصال وثيق بالضحية جاءت نتيجة اختبارهما سلبية للفيروس.
وينتشر «الفيروس القردي بي» بين قرود المكاك لكن العدوى بين البشر نادرة للغاية. وقرود المكاك هي إحدى أنواع قردة العالم القديم التي تنتمي إلى الفصيلة الفرعية سيركوبيثيسيناي، ولا تنتمي قردة المكاك لجنس القردة العليا «الهومو». وينتشر هذا النوع من القردة في الأراضي الممتدة من اليابان إلى أفغانستان، أما في حالة المكاك البربري يمتد انتشاره إلى شمال إفريقيا. وقد تم التعرف على اثنين وعشرين نوعًا من المكاك، من بينهم بعض القردة المعروفة بشكل جيد، ومنها: المكاك الريسوسي، والمكاك البربري وهي مجموعة تعيش على صخرة جبل طارق.
منذ تحديد الفيروس في عام 1932، تم الإبلاغ عن 50 حالة فقط، معظمها في أمريكا الشمالية. وحالات العدوى بـ«الفيروس القردي بي» بدون معالجة عند البشر خطيرة، بمعدل وفيات يبلغ حوالي 80%.
وتشمل الأعراض الحمى وضيق التنفس ومن ثم تتطور إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل تورم المخ والحبل الشوكي. وعمال المختبرات والأطباء البيطريون الذين هم على اتصال وثيق بهذ النوع من الحيوانات هم الأكثر عرضة للخطر حيث يصاب الناس عادة بالفيروس إذا تعرضوا للعض أو الخدش من قرد مكاك مصاب، أو كانوا على اتصال بعيني القرد أو أنفه أو فمه.
ولكن من غير المرجح أن يتحور الفيروس بطريقة تشكل مشكلة لعامة الناس. وتم توثيق حالة واحدة فقط من حالات انتقال الفيروس من إنسان لآخر.