ماجد الحداد يكتب.. الحب والحضارة
يقول الحكيم "آني" في الأسرة الثامنة الدولة القديمة وهو ينصح عن المرأة، "لا تكن متحكمًا في منزلها، إذا كنت تعرف انها ممتازة تقوم بواجباتها الزوجية، فهي سعيدة أن تشد ازرها، ويدك في يدها، انت تعرف قيمة زوجتك وسعادتكما عندما تكون يدك بجوارها، فكل زوج ينبغي أن يتحلى بضبط النفس وهو يعامل زوجته".
هذا يسبب لنا احراجًا كرجال مصر في العصر الحديث، لتذكيرنا أننا مقصرين بالفعل، ولو طبقت تلك الحكمة لن تجد أي نسوية تتحدث بفجاجة وبغير علم.
اقرأ أيضاً
- شركة صينية تٌطبق إجراءات حازمة لمنع الأطفال من اللعب بالألعاب الإلكترونية ليلًا
- أول تعليق لـ ”الزهراء لايق“ على قراءة القرآن أمام الرئيس السيسي
- وزيرة التجارة والصناعة تفتتح منتدى الأعمال المصري السنغالي بداكار
- بعد أن أعلن عبد الباسط حمودة أن توفيق الدقن خاله.. ماضي الدقن يقول عنه ”كذاب“
- «أمهات مصر» ترصد ردود فعل أولياء الأمور على تنسيق القبول بالثانوية
- 126 مليون زيارة للمنصة الإلكترونية.. كواليس الأسبوع الأول لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
- «اليهود في الإمبراطورية العثمانية» يتصدر قائمة الأكثر مبيعًا في جناح المركز القومي للترجمة
- قرار جديد من المحكمة بشأن دعوى «العدل جروب» ضد سارة التونسي
- وزيرة خارجية السودان تشرح موقف بلادها بقضية سد النهضة لأعضاء مجلس الأمن.. تفاصيل
- 4 سيدات يقتلون شابًا ويحرقون جثته بالتبين
- لـ ”السماق“ فوائد عديدة تجعله أكثر من مجرد نكهة.. تعرف عليها
- حقيقة فرض ”المالية“ رسومًا جديدة على السيارات
للأسف تعلمنا من العرب ومن الجراكسة والاناضوليين _ الاتراك _ معنى الفظاظة.
انظروا الفرق بين معاملتها الآن ومع معاملة المصري لزوجته من خلال نصائح اول فيلسوف التاريخ اسمه (بتاححتب) اي بتاح الراضي، وكان وزيرا للملك (چدكا_رع) اي إقامة روح رع في الأسرة الخامسة أيضًا في الدولة القديمة وهو يقول: "إذا أصبحت كفؤًا أسس بيتك، وأحب زوجتك في حدود العرف، أو عاملها بما تستحق".
والفيلسوف (عنخ_شيشنق) في القرن الخامس الميلادي قائلًا ناصحًا ولده: "اتخذ لك زوجة حين تبلغ العشرين، حتى يأتي لك الخلف، وأنت في ريعة الشباب، قد تقترض مالًا بفائدة، لتتزوج، ولكن لا تقترض مالًا بفائدة لتتعاظم به".
وكلل نصائحه أيضًا في كيفية اختيار الزوجة، وقال "احذر أن تتخذ فتاة سوقية الطبع زوجة، حتى لا تورث أبناءك تربية فاسدة"، والغريب أن نفس المعنى ذكر في حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم رواه الإمام الغزالي قد ضعفه الامام الألباني يشبه تمامًا نصيحة عنخ_ شيشنق، يُروَى عن النبيّ أنه قال: “إياكم وخضراءَ الدِّمَن” فقيل: وما خضراء الدِّمَن؟ قال: “المرأة الحسناء في مَنبَت السُّوء”.
ونجد نفس المعنى في الكتاب المقدس في سفر الأمثال: "اَلْبَيْتُ وَالثَّرْوَةُ مِيرَاثٌ مِنَ الآبَاءِ، أَمَّا الزَّوْجَةُ الْمُتَعَقِّلَةُ فَمِنْ عِنْدِ الرَّبِّ." (أم 19: 14).
ولننظر كيف تحب المرأة المصرية زوجها و يتفانيا ذوايانا وتوحدا في حبهما
ومن قصيدة إيزيس العاشقة الأولى: النداء الأبدى لأوزوريس بردية برلين رقم 3008
"أنت يا من لا أعداء له
أيها الشاب الجميل الطلعة
تعالى بيتك لكى ترانى
لا تفترق عنى أبدًا"
أنا لا أراك ولكن قلبى يتطلع للقياك
وعيونى تبحث عنك
تعالى يا من توقف قلبه عن الخفقان
إننى أناديك ويرج صراخى أجواء السماء
ولكنك لا تسمع صوتى
أنت لم تحب امرأة أخرى سواى
وأيضًا:
صوتك الغاضب
عندما مررتُ بدارها
وكان الباب مواربًا
تناهى إلى مسمعى صوتها غاضبًا
فوددتُ لو كنت تابعها
حتى توبخنى
فأتظاهر بأننى طفلٌ يخشى سخطها.
بردية شستر بيتى عن مشاعر مثلما جاء فى قصيدة "العاشقة العذراء" والتى تقول: "لقد أثار حبيبى قلبى بصوته/ وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى/ إنه يسكن قريبًا من بيت والدتى/ ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه/ ربما تستطيع أمى أن تتصرف حيال ذلك/ ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها/ إنه لا يعلم برغبتى فى أن آخذه بين أحضانى/ ولا يعرف بما دفعنى للإفصاح بسرى لأمى/ إن قلبى يسرع فى دقاته عندما أفكر فى حبى/ إنه ينتفض فى مكانه/ لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدى ملابسى/ ولا أضع المساحيق حول عينى/ ولا أتعطر أبدا بالروائح الذكية".
ينقصنا الكثير أيها العالم لأنهم قطعوا صلتنا بتلك العظمة، فقط نعرف الحضارة عندما يقرر كلا الجنسين الرجل والمرأة معاملة بعضهما بالرقة والحب، لا حضارة من غير حب.