د.حياة عبدون تكتب.. «من الحياة.. كم من أفاعي حولنا؟»


يُحكي إن "أفعي" قد دخلت ورشة "نجار" في الليل بعد أن غادرها تبحث عن طعام، وبينما كانت "الأفعي" تتجول هنا وهناك في الورشة، مر جسمها من فوق المنشار مما أدي الي جرحها جرحًا بسيطًا، ارتبكت "الأفعي"، وعلي الفور حاولت لدغ المنشار، فسال الدم من فمها، لم تستوعب "الأفعي" ما يحدث، واعتقدت أن المنشار يهاجمها، فأخذت تلتف حوله حتي أنها أدركت أنها ميتة لا محالة، فقررت أن تقوم برد فعل أخير قوي ورادع!، فالتفتت بكامل جسمها حول المنشار محاولة عصره وخنقه، فماتت "الأفعي".
في الصباح وجد "النجار" المنشار علي الأرض وبجانبه الأفعي ميتة بسبب طيشها وحماقتها وغضبها!، فقد قتلت "الأفعي" نفسها بنفسها، لأنها لم تدرك أننا في لحظات الغضب، الطيش، الغباء التي نحاول فيها أن نجرح غيرنا، لا ندرك إلا بعد فوات الأوان أننا لم نجرح أو نقتل إلا أنفسنا. وأنا أقرأ هذه القصة، راودتني وجوه كثيرة تحيط بنا، وملامح شخصيات كثيرة حولنا، وبلدان وعواصم عربية كثيرة تتصرف مثل هذه الأفعي!، شخصيات حمقاء، دول كثيرة حمقاء تخسر وتقتل نفسها بنفسها بسبب فقدان الاتزان، غياب مصلحة الوطن واستقراره حتي ولو علي حساب الاستمرار في السلطة!. يا تري، كم أفعي حمقاء تحيط بنا؟، وكم دولة تتعامل مع الأحداث مثل تلك الأفعي؟!، فهي لا تري الحقيقة الواضحة ولا تري أن نهايتها هي التي صنعتها بنفسها، وأن أمنها القومي مهدد، ووطنها مهدد أيضًا بالانقسام بسبب حماقتها السياسية وطيشها!، فقد قامت تلك الدول بتمويل الإرهاب لسنوات، بدعم ونشر الأفكار التكفيرية علي حساب وسطية الاسلام، بتمويل وتسليح الجماعات الارهابية المختلفة في دول عربية شقيقة لإسقاط نظام دولة عربية أخري!، دون أن تدرك إن سقوط هذه الدول سيؤدي إلي سقوطها وتقسيمها!، ألا تفكرك بسلوك "الأفعي"!. كم دولة تحيط بنا، لم تدرك أنها لم تلدغ عدوها الحقيقي بل حاربت السراب والوهم، ولفت الحبل حول رقبتها بسبب الحماقة أو الطيش أو الغباء السياسي أو الغطرسة الحمقاء أو الغرور المخادع!. كم من أفاعي حمقاء تحيط بنا جعلت العدو بديلًا للصديق!، كم من وجوه وشخصيات ورموز جرحت نفسها وشوهت صورتها، اسمها وتاريخها بنفسها، فذكائها لم يسعفها لتري أنها بسبب غبائها وغرورها وجشعها للمناصب والأموال طعنت نفسها وتاريخها، دون أن تترك لنفسها فرصة للتراجع أو لاستعادة حياتها واحترامها لنفسها أو احترام الآخرين لها. والآن، هل تعرفتم علي الأفاعي التي تحيط بنا وكم عددهم؟. وأيضًا..https://www.facebook.com/anahwa2019