د. عصام عبد الصمد يحكي لأول مرة قصة لقائه بعبد الناصر في الشارع قبل الفجر
يخكي الدكتور عصام عبد الصمد عبر صفحته الرسمية علي مواقع التواصل الاجتماعي ويقول حكايتي مع السيد اللواء طيار
الإخوه والأخوات
صباح الخير
كنت بالأمس مع أخي مجدي وأخي عادل في زيارة لصديق العمر محمود .
في كل مرة أحضر فيها إلى مصر الحبيبة ، يدعوني محمود لأكثر من لقاء ، محمود وأنا أصدقاء منذ أن كنا ( لامؤاخذة في اللفه ) ، دخلنا كلية الطب بجامعة عين شمس مع بعض و تخرجنا منها ( موش عارف ازاي ) ، لم نفترق أبدا ، كنا نذاكر كل يوم مع بعض ، يوم في بيته ، ويوم في بيتي ، وفي مرة من المرات كان يوصلني كالعادة من منزله الي منزلي مشيا علي الاقدام ( بالطبع ) في جو القاهره الجميل ، وكنا نضحك ونهرج كالعادة لأن محمود معروف بخفه ظلله التي لم أجدها في أي إنسان آخر حتي يومنا هذا .
كان صوتنا العالي ( كالعادة ) يجلجل في سكون الصباح الباكر ، وكانت الساعة حوالي الرابعة صباحا وعند وصولنا الى منطقه روكسي بمصر الجديدة وكنت مشغول بالتحدث معه وغير منتبه للطريق ، واذا به يقطع الحديث ويقول لي :
بص ادامك ! مش الراجل ده شكل جمال عبد الناصر ؟
فقلت له لأ ، ده موش شكل جمال عبد
الناصر ، ده هو جمال عبدالناصر ، نظر الى مره اخري بستغراب شديد وقال : الله موش الراجل اللي علي يمينه ده شكل شعراوي جمعه ، قلتله لأ ده هو شعراوي جمعه وبالمناسبه الراجل اللي علي شماله ده موش شكل محمود رياض ، ده هو محمود رياض .
عند إذن إقتربنا من بعض وإذا به جمال عبد الناصر يمشي في الشارع القريب لمنزله مع مجموعه من الوزاراء واتذكر منهم حسن عباس زكي ، ومحمد فوزي ، وكمال الدين رفعت ، وحسين الشافعي ، وعزيز صدقي ، وثروت عكاشه ، وعبد المحسن ابو النور ، وعبد العزيز حجازي الذي شرفت بصداقته بعد ذلك ، لاحظنا أيضا رجال الأمن يحيطون بهم من بعيد ، وبدأ السيد الرئيس جمال عبد الناصر بالكلام :
صباح الخير يا أولاد ، أنتم بتعملوا ايه هنا ؟ وعاملين هيصه في الشارع ليه ؟ وصوتكوا عالي اوي لدرجة انه صحاني من النوم ، اخذ في الكلام لمدة طويلة جدا لا يقل عن 5 دقائق بل أكثر من ذلك والابتسامة لا تفارق وجهه إطلاقا .
سألنا عن كل شي ، سألنا عن أسماؤنا ، عن تعليمنا ، عن معيشتنا ، عن هواياتنا ، عن سكننا ، عن وظائف اولياء امورنا ، وكنا نرد عليه في منتهى الأريحية (مع ملاحظه ان بعض رجال الأمن المحيطين بالسيد الرئيس عن بعد لم يكونوا سعداء بنا ونحن قريبون من السيد الرئيس لهذا الحد ) .
انتهى اللقاء بالسيد الرئيس عندما قال لنا جملة لن أنساها أبدا وهذه الجملة أثرت في حياتي كما أثرت في حياة محمود المستقبليه حتى الآن .
قال لنا السيد الرئيس : أنتم سيكون لكم شأن كبير لأن عندكم قوة شخصية ، وثقتكم بنفسكم عاليه جدا ، وعندكم لباقة الحديث ، وحسن الاطلاع والتعبير عما يجول بخاطركم بدون خوف او تردد .
بعد التخرج سافرت إلى الخارج لتكمله الدراسة ونجحت والحمد لله في حياتي كطبيب اخدم مرضاي بكل ما املك من خبرات ولم اضن على الأخوة والأخوات الأطباء الصغار والزملاء العاملين في مجال الطب من محاضرات ومساعدات في الكثير والكثير من دول العالم ، كما مارست الطب في تخصص التخدير والرعايه المركزه وعلاج الالام في كبريات الجامعات في الخارج ولكن وللأسف لم تتحقق لي فرصه العمل في مصر إطلاقا وأنا اعلم أن السبب هو تقصير مني .
بجانب عملي في الخارج كطبيب ، اندمجت في العمل العام منذ خروجي من مصر سنة ١٩٧٠ حتى اليوم في خدمة كل من يطلب خدمة في اي مكان ، ومن اي لون ، واي جنس ، واي ديانه ، وخدمة مصر والمصريين علي الخصوص .
عندما خرجت من مصر دخل محمود الكلية الجوية وتخرج منها ، تدرج في المناصب وزار اغلب دول العالم وخدم الأفارقة في اغلب دولهم وحصل على العديد من الدورات العسكريه والطبيه من أوروبا وأمريكا واسيا ، وحصل ايضا على الكثير من الأوسمة ، وكان قريب من السيد الرئيس الاسبق حسني مبارك حيث كان يزامله اغلب الوقت المتاح لهما في لعبة الإسكواش ، وفي خلال حياته العملية كطبيب في القوات الجوية اشترك في حرب ١٩٧٣ ككبير أطباء لواء جوي ، وعمل بعد ذلك رئيسا للمجلس الطبي الجوي ، ومدير معهد طب الطيران .
شكرا لك أخي الحبيب الغالي اللواء طيار طبيب محمود صدقي عمر سعد على دعوتكم الكريمه وإلى اللقاء في زيارة أخرى للقاهره بإذن الله .
⇧
الإخوه والأخوات
صباح الخير
كنت بالأمس مع أخي مجدي وأخي عادل في زيارة لصديق العمر محمود .
في كل مرة أحضر فيها إلى مصر الحبيبة ، يدعوني محمود لأكثر من لقاء ، محمود وأنا أصدقاء منذ أن كنا ( لامؤاخذة في اللفه ) ، دخلنا كلية الطب بجامعة عين شمس مع بعض و تخرجنا منها ( موش عارف ازاي ) ، لم نفترق أبدا ، كنا نذاكر كل يوم مع بعض ، يوم في بيته ، ويوم في بيتي ، وفي مرة من المرات كان يوصلني كالعادة من منزله الي منزلي مشيا علي الاقدام ( بالطبع ) في جو القاهره الجميل ، وكنا نضحك ونهرج كالعادة لأن محمود معروف بخفه ظلله التي لم أجدها في أي إنسان آخر حتي يومنا هذا .
كان صوتنا العالي ( كالعادة ) يجلجل في سكون الصباح الباكر ، وكانت الساعة حوالي الرابعة صباحا وعند وصولنا الى منطقه روكسي بمصر الجديدة وكنت مشغول بالتحدث معه وغير منتبه للطريق ، واذا به يقطع الحديث ويقول لي :
بص ادامك ! مش الراجل ده شكل جمال عبد الناصر ؟
فقلت له لأ ، ده موش شكل جمال عبد
الناصر ، ده هو جمال عبدالناصر ، نظر الى مره اخري بستغراب شديد وقال : الله موش الراجل اللي علي يمينه ده شكل شعراوي جمعه ، قلتله لأ ده هو شعراوي جمعه وبالمناسبه الراجل اللي علي شماله ده موش شكل محمود رياض ، ده هو محمود رياض .
عند إذن إقتربنا من بعض وإذا به جمال عبد الناصر يمشي في الشارع القريب لمنزله مع مجموعه من الوزاراء واتذكر منهم حسن عباس زكي ، ومحمد فوزي ، وكمال الدين رفعت ، وحسين الشافعي ، وعزيز صدقي ، وثروت عكاشه ، وعبد المحسن ابو النور ، وعبد العزيز حجازي الذي شرفت بصداقته بعد ذلك ، لاحظنا أيضا رجال الأمن يحيطون بهم من بعيد ، وبدأ السيد الرئيس جمال عبد الناصر بالكلام :
صباح الخير يا أولاد ، أنتم بتعملوا ايه هنا ؟ وعاملين هيصه في الشارع ليه ؟ وصوتكوا عالي اوي لدرجة انه صحاني من النوم ، اخذ في الكلام لمدة طويلة جدا لا يقل عن 5 دقائق بل أكثر من ذلك والابتسامة لا تفارق وجهه إطلاقا .
سألنا عن كل شي ، سألنا عن أسماؤنا ، عن تعليمنا ، عن معيشتنا ، عن هواياتنا ، عن سكننا ، عن وظائف اولياء امورنا ، وكنا نرد عليه في منتهى الأريحية (مع ملاحظه ان بعض رجال الأمن المحيطين بالسيد الرئيس عن بعد لم يكونوا سعداء بنا ونحن قريبون من السيد الرئيس لهذا الحد ) .
انتهى اللقاء بالسيد الرئيس عندما قال لنا جملة لن أنساها أبدا وهذه الجملة أثرت في حياتي كما أثرت في حياة محمود المستقبليه حتى الآن .
قال لنا السيد الرئيس : أنتم سيكون لكم شأن كبير لأن عندكم قوة شخصية ، وثقتكم بنفسكم عاليه جدا ، وعندكم لباقة الحديث ، وحسن الاطلاع والتعبير عما يجول بخاطركم بدون خوف او تردد .
بعد التخرج سافرت إلى الخارج لتكمله الدراسة ونجحت والحمد لله في حياتي كطبيب اخدم مرضاي بكل ما املك من خبرات ولم اضن على الأخوة والأخوات الأطباء الصغار والزملاء العاملين في مجال الطب من محاضرات ومساعدات في الكثير والكثير من دول العالم ، كما مارست الطب في تخصص التخدير والرعايه المركزه وعلاج الالام في كبريات الجامعات في الخارج ولكن وللأسف لم تتحقق لي فرصه العمل في مصر إطلاقا وأنا اعلم أن السبب هو تقصير مني .
بجانب عملي في الخارج كطبيب ، اندمجت في العمل العام منذ خروجي من مصر سنة ١٩٧٠ حتى اليوم في خدمة كل من يطلب خدمة في اي مكان ، ومن اي لون ، واي جنس ، واي ديانه ، وخدمة مصر والمصريين علي الخصوص .
عندما خرجت من مصر دخل محمود الكلية الجوية وتخرج منها ، تدرج في المناصب وزار اغلب دول العالم وخدم الأفارقة في اغلب دولهم وحصل على العديد من الدورات العسكريه والطبيه من أوروبا وأمريكا واسيا ، وحصل ايضا على الكثير من الأوسمة ، وكان قريب من السيد الرئيس الاسبق حسني مبارك حيث كان يزامله اغلب الوقت المتاح لهما في لعبة الإسكواش ، وفي خلال حياته العملية كطبيب في القوات الجوية اشترك في حرب ١٩٧٣ ككبير أطباء لواء جوي ، وعمل بعد ذلك رئيسا للمجلس الطبي الجوي ، ومدير معهد طب الطيران .
شكرا لك أخي الحبيب الغالي اللواء طيار طبيب محمود صدقي عمر سعد على دعوتكم الكريمه وإلى اللقاء في زيارة أخرى للقاهره بإذن الله .
