هند الصنعانى تكتب.. «لولا مكرهم ما عظم كيدهن»
حياة كل واحد مننا لا تخلو من شخصيات كانوا أبطالًا لوثوا هواء حياتنا في فترة من الفترات بالاذى والخبث والحقد، الطيور على أشكالها تقع، لكن لا في الحقيقة ليس دائمًا، فالحياة أوقعتنا على غير اشكالنا واجبرتنا على التعامل مع شخصيات منها اللطيفة والطيبة ومنها الضعيفة والمنكسرة لكن منها المريضة والكيدية، هذه الشخصيات المعقدة التي تخبئ مخططات الدمار والخراب.
حيرة تلازمنا كل ما استرجعنا الذكريات السيئة ويبقى السؤال الأهم، من الأكثر كيدا الرجال أم النساء، التاريخ ضرب أمثلة قوية في هذا الموضوع وأقصد " الكيد"، هذه الصفة المذمومة والممدوحة في نفس الوقت، فقد تكون رمزًا للدهاء والمكر أو رمزًا للأذى والدمار كما جاء في قوله تعالى "يا بني لا تقصص رؤياك على اخواتك فيكيدوا لك كيدا"، كيد الرجال دموي يكون غالبًا سببه الكره وهدفه تحقيق مصلحة أو الوصول الى السلطة او ما شابه ذلك. أما كيد النساء الذي يقال أنه أكثر خطورة لكنه الأكيد الأكثر مكرًا، فهو الشىء الوحيد الذي خلقه الله وعظمه، قال تعالى: "انه من كيدكن إن كيدكن عظيم" كيد النساء غالبًا ما يكون أعمى لأن من أهم دوافعه العواطف، والمعروف أن المرأة لا تستطيع السيطرة على مشاعرها لو مُسَّت او أُهينت فتقودها رغبتها في الانتقام حتى لو ستؤدي هذه الرغبة الى الخراب. إذا كان كيد النساء مرتبط بـ"العظيم" فكيد الرجال جاء مفعولًا مطلقًا "كيدا" ، إذن كلاهما سواسية في صفة الكيد، لكن الرجال هم من استغلوا "كيدكن عظيم" لمصلحتهم، فهي لا يستشهد بها لأن من أطلقها هو عزيز مصر وأوردها الله في القرآن على لسانه ولم يعقب عليها. النفس الأمارة بالسوء، تشمل المرأة والرجل، فالكيد صفة سيئة يتصف بها الإنسان عمومًا، والرسول عليه الصلاة والسلام لم يستعذ من كيد النساء وإنما استعاذ بالله وقهر الرجال، إذن كلاهما يتصفان بصفة الكيد الشديد المدمر أحيانًا، ومن وجهة نظري أؤمن بنظرية التي تقول أن لولا مكر الرجال لما خلقت المرأة بكيد عظيم، ففتشوا عن الرجل لا عن المرأة. وأيضًا..https://www.facebook.com/anahwa2019