محمد الغيطي يكتب: حكايتي مع محمود ياسين احد اولياء الله الصالحين 1/2
من الصعوبة تلخيص مشوار يقترب من الثلاثين عاما مع الراحل جسدا الباقي رمزا ور وحا وابداعا العظيم محمود ياسين ،،ولانني لازلت في اتون مشاعر الفقد فلازال قلمي مغموسا بالحزن وحروفي تبحث عن كلماتها مع تزاحم المعاني وهياج الذكريات والمواقف ،وقبل ان احكي بعض المحطات. اشهد الله انني طوال السنوات التي عرفته فيها عن قرب لم اجد مثيلا لشخص محمود ياسين في اخلاقه وتواضعه وثقافته وانسانيته وترفعه وتواضعه ورقيه، لم اسمعه ينطق بلفظ قبيح او خادش ولم اره يوما يستمرئ جلسةًنميمة بل كان يحذر من يتحدث عن غائب بان لايذكر عنه الا الخير ،لم اسمع يوما عنه شائعة ولم يذكر اسمه الا مقرونا بالاحترام والتبجيل من الصغير والكبير ،وفي كل المواقف كنت اشعر ان محمود سفير كل فنان واعتذار عن اي فنان يسئ للفن وصورة مشرقة للفنان المصري سواء في داخل مصر او خارجها ،،وقد رأيت كيف كانوا ينظرون اليه في المغرب مثلا ويتكلمون عنه كأنه طه حسين او العقاد او نجيب محفوظ التمثيل ،كان محمود قدم مسلسلات تاريخية عن ابن سينا وجمال الدين الافغاني وكانوا يرون فيه رمز التنوير العربي وايقونة المبدع المصري عبر الاجيال ولم لا وهو عندما كان يحدث بالفصحى كانت الاذان تميل والقلوب ترف والعقول تطرب لكزس صوته ومخارج الفاظك وكانه عاشق للغة العربية وله مريدون
كنت طالبا بكلية الاعلام قسم الصحافة ومسؤولا عن تحرير صفحات الفن والثقافة واقترحت ان اجري حوارا مع احد النجوم وحددنا عدة اسماء منها نور الشريف ومحمود ياسين. ،نور التقيت به في مقر شركته ان بي في رمسيس ومحمود تأجل اللقاء حتى تخرجت وكنت على وشك دخول الجيش فقلت له في التليفون اربد ان اجري حوارا معك لمجلة عربية وبصراحة همه طلبوه وهايدوني مكافاة تنفعني في الجيش فوجدته على الفور يقول لي عاوزني امتي قلت دلوقت فقال لي تعالى وذهبت اليه بمنزله وشعرت انني اعرفه منذ سنوات ،لم اشعر بحاجز او فارق وامتد الحوار المزمع له ساعة الى مايقرب من ثلاث ساعات كان كل خمس دقايق يسألني تشرب ايه ،وتدفق الحوار. سلسلا بلغة عربية سليمة والفاظ منتقاة وثقافة. موسوعية. وتقريبا لم اتعب في صياغة كلامه كما كنا نفعل مع المصادر الاخرى لان كلامه منضبط وعميق مع بساطته ووضوح افكاره ومنذ هذه اللحظه صرنا صديقين بل شعرت فيما بعد انه ابي واخي وصديقي حيث لم يكن لي اقارب في القاهرة وهو ذات يوم قال لزوجتي انا باشوف نفسي في محمد اول ماجيت القاهرة من بورسعيد
عندما نشر الحوار كنت في الجيش ولم يصدق قائد الكتيبة ان صديقي هو الفنان محمود ياسين فتى الشاشة الاول وبطل افلام النصر فقلت له معي صورة وكنت قد اخذتها من المصور وبعد ان راى الصورة وجدت معاملة مختلفة. من قيادات الفرقة والكتيبة جمعاء وكيف لا ومحمود ياسين هو بطل حرب اكتوبر وهو من غرس في الاجيال المختلفة قيمة الانتماء للجيش للدفاع عن الارض ببطولة وبسالة ،المهم اخذت اجازة استثنائية ٢٤ساعة بسبب صورتي مع محمود ياسين وذهبت له بلبس الجيش وبالجريدة فوجدته يستقبلني ببشاشة وترحاب كبيرين وقال لي ايه الحلاوة دي يابطل فقلت له مش كنت تستنى اصور معاك افلام اكتوبر فقال تلاقيك كنت في اللفة وضحكنا وقال ان بعض اصدقائه قرأوا الحوار وقالوا انه افضل حوار صحفي اجراه وبصراحة اعتبرتها مجاملة منه وتحدثنا في امور شتى منها انه يكون جمعية اسمها جمعية فناني وكتاب واعلاميي الجيزة ويريدني ان انضم لها وكنت من سكان الهرم وقتها ومضيت استمارة وحضرت اول اجتماع وتم اختياري متحدثا اعلاميا باسم الجمعية ووضعوا مجلس ادارة وكنت اصغر عضو على الاطلاق وكان يزهلني انني اجلس في الاجتماعات بجوار احمد سمير اشهر مذيع في مصر ومديحة يسري ونبيلة عبيد وحلمي بكر والفيشاوي ومحسن علم الدين وسمير صبري وغيرهم و واذكر ان اول قرارات محمود ياسين هي المساهمة في تنظيف شوارع الجيزة ودعم عمال النظافة والاهم شراء وحدة غسيل كلوي لمستشفى ام المصريين وبعض المستشفيات الحكومية الاخرى ،وظلت الجمعية في نشاطها الخيري والثقافي طوال فترة رئاسة محمود لها حتى مرض واجرى جراحة وقرر التنحي عن الرىاسة وبصراحة من بعده ماتت الجمعية ولم يعد لها اي نشاط
عندما اشتد نشاط الارهاب في الصعيد وتم منع فرقة مسرحية في قرية من تقديم عروضها المسرحية كان محمود ياسين مديرا للمسرح القومي وكان يقوم ببطولة مسرحية اهلا يابكوات مع حسين فهمي وسافرنا عبر القطار واصر ان يكون الصحفيين مع الفنانين والعمال في نفس الدرجة ونزلنا جميعا في نفس الفندق ولم اجد استقبالا لفنان كما وجدت استقبال الصعايدة لمحمود ياسين واذكر ان عبد الحليم موسى شيخ العرب كان محافظا لاسيوط واستقبلنا بحفاوة وقال لمحمود انا عمري ماكنت احب الافلام ولا المسلسلات بس لما اشوفك اتسمر قدام الشاشة وعندما تنبه ان حسين فهمي موجود فاستدرك الامر وقال تمام زي الاستاذ الخواجة حسين فهمي ،واذكر ان اهالي الصعيد كانوا ياتون من النجوع والقرى ويقفون صفوفا لمشاهدة المسرحية التي كانت تناقش فكر التطرف والارهاب عبر الزمن ،ولاانسى عندما قمت بمغامرة صحفية وتسللت لمسجد الجمعية الشرعية باسيوط وكان مقرا للارهابيين وكانت الشرطة تحاصره واستطعت ان اتسلل لاجري حديثا مع امير جماعة الجهاد وقال لي لو غيرت كلامي هاعرف اجيبك وقبل الدخول للامير فتشوني وقد استغرق الحديث معه من العصر حتى العشاء ونسيت انني وعدت محمود ان اجلس معه قبل الارض وعندما سأل عني قيل له انني غير موجود وكنت قد ابلغت الناقدة د نهاد صليحة عن مهمتي الصحفية فقالت لمحمود انها تخشى ان يكونوا قد قتلوني وفوجئت بسيارات الشرطة امام المسجد واحد اتباع الأمير يدخل علينا ويقول له خليه يطلع الشرطة بتدور عليه وقذفني للخارج وركبت سيارة الشرطة وفوجئت. بمحمود ياخذني بالحضن وكأنه ابي وانا ابنه الذي عاد ويسألني بقلق ..يامجنون حد يعمل كده بس برافو طلعت بسبق صحفي اكيد ،وفي المساء دعانا المحافظ على العشاء وكانت نبوءة محمود له انه سيكون وزيرا للداخلية فماذا حدث بعد ان تحققت النبوءة ، ولماذا اطلقنا على محمود ولي من اولياء الله الصالحين ساحكي لكم في العدد القادم باذن الله
⇧
اول تعارف
كنت طالبا بكلية الاعلام قسم الصحافة ومسؤولا عن تحرير صفحات الفن والثقافة واقترحت ان اجري حوارا مع احد النجوم وحددنا عدة اسماء منها نور الشريف ومحمود ياسين. ،نور التقيت به في مقر شركته ان بي في رمسيس ومحمود تأجل اللقاء حتى تخرجت وكنت على وشك دخول الجيش فقلت له في التليفون اربد ان اجري حوارا معك لمجلة عربية وبصراحة همه طلبوه وهايدوني مكافاة تنفعني في الجيش فوجدته على الفور يقول لي عاوزني امتي قلت دلوقت فقال لي تعالى وذهبت اليه بمنزله وشعرت انني اعرفه منذ سنوات ،لم اشعر بحاجز او فارق وامتد الحوار المزمع له ساعة الى مايقرب من ثلاث ساعات كان كل خمس دقايق يسألني تشرب ايه ،وتدفق الحوار. سلسلا بلغة عربية سليمة والفاظ منتقاة وثقافة. موسوعية. وتقريبا لم اتعب في صياغة كلامه كما كنا نفعل مع المصادر الاخرى لان كلامه منضبط وعميق مع بساطته ووضوح افكاره ومنذ هذه اللحظه صرنا صديقين بل شعرت فيما بعد انه ابي واخي وصديقي حيث لم يكن لي اقارب في القاهرة وهو ذات يوم قال لزوجتي انا باشوف نفسي في محمد اول ماجيت القاهرة من بورسعيد
المحطة الثانية
عندما نشر الحوار كنت في الجيش ولم يصدق قائد الكتيبة ان صديقي هو الفنان محمود ياسين فتى الشاشة الاول وبطل افلام النصر فقلت له معي صورة وكنت قد اخذتها من المصور وبعد ان راى الصورة وجدت معاملة مختلفة. من قيادات الفرقة والكتيبة جمعاء وكيف لا ومحمود ياسين هو بطل حرب اكتوبر وهو من غرس في الاجيال المختلفة قيمة الانتماء للجيش للدفاع عن الارض ببطولة وبسالة ،المهم اخذت اجازة استثنائية ٢٤ساعة بسبب صورتي مع محمود ياسين وذهبت له بلبس الجيش وبالجريدة فوجدته يستقبلني ببشاشة وترحاب كبيرين وقال لي ايه الحلاوة دي يابطل فقلت له مش كنت تستنى اصور معاك افلام اكتوبر فقال تلاقيك كنت في اللفة وضحكنا وقال ان بعض اصدقائه قرأوا الحوار وقالوا انه افضل حوار صحفي اجراه وبصراحة اعتبرتها مجاملة منه وتحدثنا في امور شتى منها انه يكون جمعية اسمها جمعية فناني وكتاب واعلاميي الجيزة ويريدني ان انضم لها وكنت من سكان الهرم وقتها ومضيت استمارة وحضرت اول اجتماع وتم اختياري متحدثا اعلاميا باسم الجمعية ووضعوا مجلس ادارة وكنت اصغر عضو على الاطلاق وكان يزهلني انني اجلس في الاجتماعات بجوار احمد سمير اشهر مذيع في مصر ومديحة يسري ونبيلة عبيد وحلمي بكر والفيشاوي ومحسن علم الدين وسمير صبري وغيرهم و واذكر ان اول قرارات محمود ياسين هي المساهمة في تنظيف شوارع الجيزة ودعم عمال النظافة والاهم شراء وحدة غسيل كلوي لمستشفى ام المصريين وبعض المستشفيات الحكومية الاخرى ،وظلت الجمعية في نشاطها الخيري والثقافي طوال فترة رئاسة محمود لها حتى مرض واجرى جراحة وقرر التنحي عن الرىاسة وبصراحة من بعده ماتت الجمعية ولم يعد لها اي نشاط
اسيوط واهلا بابكوات والبحث عن صحفي
عندما اشتد نشاط الارهاب في الصعيد وتم منع فرقة مسرحية في قرية من تقديم عروضها المسرحية كان محمود ياسين مديرا للمسرح القومي وكان يقوم ببطولة مسرحية اهلا يابكوات مع حسين فهمي وسافرنا عبر القطار واصر ان يكون الصحفيين مع الفنانين والعمال في نفس الدرجة ونزلنا جميعا في نفس الفندق ولم اجد استقبالا لفنان كما وجدت استقبال الصعايدة لمحمود ياسين واذكر ان عبد الحليم موسى شيخ العرب كان محافظا لاسيوط واستقبلنا بحفاوة وقال لمحمود انا عمري ماكنت احب الافلام ولا المسلسلات بس لما اشوفك اتسمر قدام الشاشة وعندما تنبه ان حسين فهمي موجود فاستدرك الامر وقال تمام زي الاستاذ الخواجة حسين فهمي ،واذكر ان اهالي الصعيد كانوا ياتون من النجوع والقرى ويقفون صفوفا لمشاهدة المسرحية التي كانت تناقش فكر التطرف والارهاب عبر الزمن ،ولاانسى عندما قمت بمغامرة صحفية وتسللت لمسجد الجمعية الشرعية باسيوط وكان مقرا للارهابيين وكانت الشرطة تحاصره واستطعت ان اتسلل لاجري حديثا مع امير جماعة الجهاد وقال لي لو غيرت كلامي هاعرف اجيبك وقبل الدخول للامير فتشوني وقد استغرق الحديث معه من العصر حتى العشاء ونسيت انني وعدت محمود ان اجلس معه قبل الارض وعندما سأل عني قيل له انني غير موجود وكنت قد ابلغت الناقدة د نهاد صليحة عن مهمتي الصحفية فقالت لمحمود انها تخشى ان يكونوا قد قتلوني وفوجئت بسيارات الشرطة امام المسجد واحد اتباع الأمير يدخل علينا ويقول له خليه يطلع الشرطة بتدور عليه وقذفني للخارج وركبت سيارة الشرطة وفوجئت. بمحمود ياخذني بالحضن وكأنه ابي وانا ابنه الذي عاد ويسألني بقلق ..يامجنون حد يعمل كده بس برافو طلعت بسبق صحفي اكيد ،وفي المساء دعانا المحافظ على العشاء وكانت نبوءة محمود له انه سيكون وزيرا للداخلية فماذا حدث بعد ان تحققت النبوءة ، ولماذا اطلقنا على محمود ولي من اولياء الله الصالحين ساحكي لكم في العدد القادم باذن الله