من الجزائر د.حبيبة محمدي تكتب: العشق المشترك
أنا حوابين البلدين العظيمين، مصر والجزائر، تاريخ مشترك، وما يربطهما كثير وكبير، دماء شهداء جزائريين ارتقوا من أرض سيناء الحبيبة، ودماء جنود مصريين فى ثورة نوفمبر الخالدة، روت أرض الثوار.
ما بين البلدين، ضارب فى عمق التاريخ، من علاقات ومحبة.
وما بينهما أيضا: «وردة».
إنها «وردة» الجزائرية المصرية، التى ظلت متربعة على عرش الغناء لعصر ذهبى امتد لعقود من الزمن، كانت فيه أميرة الغناء العربى، ولاتزال.
نتشمم فى هذه الأيام عبق ذكرى رحيل المطربة الكبيرة «وردة»، التى رحلت عن عالمنا ذات ١٧ مايو ٢٠١٢ بالقاهرة.
كانت «وردة» تذكر دائماً وبفخر كيف أن الرئيس المصرى الراحل، الزعيم «جمال عبدالناصر»، طلب شخصيًا أن تُعطى دورًا فى العمل الأوبرالى لموسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب»، «الوطن الأكبر» سنة ١٩٥٨، وكان قد سمعها تغنى أغانى وطنية جزائرية على الإذاعة.
هى وردة الفن، والشاهدة على زمن من العروبة الجميل.
بلاشك «وردة» موهبة كبيرة وحقيقية، ولكن أيضا «وردة» صنعتها مصر الكبيرة، مصر التى تفتح أبوابها للمواهب الحقيقية، لتدخل إليها بسلام، وتقدم لها بطاقة الاعتراف والمرور إلى العالم العربى بل العالم، كانت لوردة تجارب قبل الاستقرار فى القاهرة، فى «باريس»، وفى غيرها، لكن النجومية الحقيقية والتألق عاشتهما فى مصر، وقد حققت مع الملحن العبقرى "بليغ حمدى" ثنائيا رائعا..
«وردة» تذكر دائماً فضل مصر عليها، ولم تنس يوماً ذلك، وظلت حتى رحيلها وفية لمصر وطن الغناء، صانعة نجوميتها، وللجزائر مسقط الرأس والقلب.
تعرفت عليها عن قرب، أثناء إقامتى فى وطنى الثانى مصر الحبيبة، حيث عملى بسفارة الجزائر فى القاهرة بالعلاقات الثقافية والإعلامية بين البلدين. كنت أقدم تحت إشراف ورعاية السفارة احتفالات السفارة بذكرى ثورة «نوفمبر» المجيدة، وعلى مدى سنوات، حرصت فيها «وردة» على الحضور بشكل مستمر، كنا نستمتع بلقائها كل سنة، إلى أن رحلت عن عالمنا.
فى ذاكرتى مواقف ولقاءات مع أميرة الغناء العربى، وسفيرة الجمال إلى القاهرة، وإلى بقاع الدنيا، لا يتسع لها مقال، والورد الحقيقى لا يذبل مع الزمن.
«وردة»، التى اختارت «الجزائريّة» لقباً لها، حملت اسمها بمسؤولية تجاه الوطن، فكانت تشاركه أعياده كل سنة، تغنى له، وأجملها «عيد الكرامة».
عاشت «وردة» بكرامة الفنانة الأصيلة، مما جعل منها سفيرة للجمال الأبدى، وأوصت أن تدفن فى أرض بلدها، وكما يموت الأبطال والشهداء، هناك فى مقبرة «العالية» بالجزائر العاصمة، فى مربع الشهداء والوطنيين، تغفو «وردة». لروحها السلام، وردة الجزائر ومصر..
⇧
ما بين البلدين، ضارب فى عمق التاريخ، من علاقات ومحبة.
وما بينهما أيضا: «وردة».
إنها «وردة» الجزائرية المصرية، التى ظلت متربعة على عرش الغناء لعصر ذهبى امتد لعقود من الزمن، كانت فيه أميرة الغناء العربى، ولاتزال.
نتشمم فى هذه الأيام عبق ذكرى رحيل المطربة الكبيرة «وردة»، التى رحلت عن عالمنا ذات ١٧ مايو ٢٠١٢ بالقاهرة.
كانت «وردة» تذكر دائماً وبفخر كيف أن الرئيس المصرى الراحل، الزعيم «جمال عبدالناصر»، طلب شخصيًا أن تُعطى دورًا فى العمل الأوبرالى لموسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب»، «الوطن الأكبر» سنة ١٩٥٨، وكان قد سمعها تغنى أغانى وطنية جزائرية على الإذاعة.
هى وردة الفن، والشاهدة على زمن من العروبة الجميل.
بلاشك «وردة» موهبة كبيرة وحقيقية، ولكن أيضا «وردة» صنعتها مصر الكبيرة، مصر التى تفتح أبوابها للمواهب الحقيقية، لتدخل إليها بسلام، وتقدم لها بطاقة الاعتراف والمرور إلى العالم العربى بل العالم، كانت لوردة تجارب قبل الاستقرار فى القاهرة، فى «باريس»، وفى غيرها، لكن النجومية الحقيقية والتألق عاشتهما فى مصر، وقد حققت مع الملحن العبقرى "بليغ حمدى" ثنائيا رائعا..
«وردة» تذكر دائماً فضل مصر عليها، ولم تنس يوماً ذلك، وظلت حتى رحيلها وفية لمصر وطن الغناء، صانعة نجوميتها، وللجزائر مسقط الرأس والقلب.
تعرفت عليها عن قرب، أثناء إقامتى فى وطنى الثانى مصر الحبيبة، حيث عملى بسفارة الجزائر فى القاهرة بالعلاقات الثقافية والإعلامية بين البلدين. كنت أقدم تحت إشراف ورعاية السفارة احتفالات السفارة بذكرى ثورة «نوفمبر» المجيدة، وعلى مدى سنوات، حرصت فيها «وردة» على الحضور بشكل مستمر، كنا نستمتع بلقائها كل سنة، إلى أن رحلت عن عالمنا.
فى ذاكرتى مواقف ولقاءات مع أميرة الغناء العربى، وسفيرة الجمال إلى القاهرة، وإلى بقاع الدنيا، لا يتسع لها مقال، والورد الحقيقى لا يذبل مع الزمن.
«وردة»، التى اختارت «الجزائريّة» لقباً لها، حملت اسمها بمسؤولية تجاه الوطن، فكانت تشاركه أعياده كل سنة، تغنى له، وأجملها «عيد الكرامة».
عاشت «وردة» بكرامة الفنانة الأصيلة، مما جعل منها سفيرة للجمال الأبدى، وأوصت أن تدفن فى أرض بلدها، وكما يموت الأبطال والشهداء، هناك فى مقبرة «العالية» بالجزائر العاصمة، فى مربع الشهداء والوطنيين، تغفو «وردة». لروحها السلام، وردة الجزائر ومصر..