حكم الملابس الداخلية في الإحرام، أمين الفتوى يوضح القواعد الشرعية


في إجابة وافية، كشف الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن حكم ارتداء الملابس الداخلية للرجال أثناء الإحرام خلال مناسك الحج، حيث تناول استفسارًا حول مدى جواز استخدام هذه الملابس في ظل قواعد الإحرام.
الملابس المحظورة: التجرد من الرفاهية
أوضح "شلبي" خلال تصريحات تليفزيونية أن الإحرام يحظر ارتداء الملابس المخيطة التي تُصمم لتلائم شكل الجسم، مثل القمصان والسراويل المفصلة التي تحيط بالجسم بخياطة محكمة، وهذا الحظر، بحسبه، يهدف إلى إبعاد المحرم عن مظاهر الترف، مُحققًا حالة روحية نقية تتماشى مع جوهر الحج كعبادة تطهر النفس من الذنوب، وأضاف: "الإحرام يدعو إلى التخلي عن الزينة الدنيوية، ليتفرغ المؤمن للعبادة في بساطة وخشوع".
الملابس الداخلية هل هي استثناء؟
فيما يتعلق بالملابس الداخلية، أشار "شلبي" إلى أنها لا تندرج ضمن المحظورات طالما لم تُصمم بطريقة تحاكي الملابس المخيطة المفصلة، فإذا كانت فضفاضة ولا تلتف حول الجسم بنفس الشكل المعتاد للملابس المحظورة، فلا مانع شرعًا من ارتدائها، وأكد أن الهدف من هذه القواعد هو تعزيز التجرد الروحي، وليس تعقيد الأمور على الحاج.
الجهل أو النسيان لا إثم ولا عقوبة
أشار أمين الفتوى إلى أن ارتداء الملابس المخيطة عن غير قصد أو بسبب عدم المعرفة بالحكم لا يترتب عليه إثم أو فدية، واستند في ذلك إلى رأي غالبية الفقهاء، الذين يربطون الحرمة والعقوبة بالعلم والتعمد، مُؤكدًا أن الإسلام يتسامح مع الأخطاء غير المتعمدة، مما يعكس يسر الدين ورحمته.
استثناءات طبية مرونة الشريعة
في الحالات الاستثنائية، مثل المرض الذي يتطلب ارتداء ملابس معينة كالجوارب الطبية أو الأحذية الخاصة، أوضح "شلبي" أن الشريعة تتيح ذلك مع وجوب تقديم فدية، وتتضمن الفدية إحدى ثلاث خيارات: صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاة، وأكد أن هذا الاستثناء لا يُبطل صحة الحج أو العمرة، مما يبرز مرونة الإسلام في مراعاة الظروف الخاصة.