الحجاب رحلة تربوية: كيف يُعد الأهل بناتهم لفريضة دون صدمات؟


في تصريحات تلفزيونية ألقتها هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، يوم الإثنين 21 أبريل 2025، أكدت أن إعداد الفتاة لارتداء الحجاب يجب أن يكون رحلة تربوية مدروسة تبدأ منذ الطفولة المبكرة، وليس قرارًا مفاجئًا يُفرض عند بلوغها، وشبّهت هذا التمهيد بتعليم الصلاة، الذي يُغرس تدريجيًا في نفوس الأطفال.
وأوضحت هبة إبراهيم أن الحجاب فريضة إلهية تُلزم المرأة المسلمة عند بلوغها سن التكليف، سواء بانطلاق علامات الحيض أو غيرها من دلائل النضج، لكنها شددت على أهمية الإعداد النفسي والسلوكي المسبق، محذرة من فرض الحجاب بشكل مفاجئ، لأن ذلك قد يُسبب صدمة للفتاة، وقالت: "لا يمكن أن ننتظر حتى تبلغ الفتاة ونطالبها فجأة بارتداء الحجاب غدًا صباحًا، ويجب أن نبدأ معها منذ الصغر، كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم الأطفال الصلاة عند سن السابعة".
وأضافت أن دور الأم كقدوة أساسي في تشكيل وعي الفتاة تجاه الحجاب، فعندما ترى الفتاة والدتها تحرص على تغطية شعرها وارتداء ملابس محتشمة عند استقبال الضيوف أو الخروج إلى الشرفة، يترسخ في ذهنها مفهوم الحياء تدريجيًا، ونصحت الأمهات بتجنب ارتداء الملابس المكشوفة أمام بناتهن في سن مبكرة، وتعليمهن اختيار الملابس المحتشمة بطريقة ممتعة، عبر تقديم خيارات محدودة جميعها متوافقة مع الحشمة، مما يمنح الطفلة شعورًا بالحرية ضمن إطار توجيهي.
وأكدت هبة إبراهيم أن هذا النهج يُعد الفتاة نفسيًا لتقبل الحجاب بفخر وإيمان عند بلوغها، بدلاً من الشعور بالضغط أو الإجبار، وأردفت: "الحجاب ليس مجرد عادة أو استجابة لضغوط اجتماعية، بل هو التزام ديني يعبر عن الطاعة لله، ودور الوالدين لا يقتصر على التوجيه اللفظي، بل يمتد إلى تجسيدهما لقيم الحياء والاحتشام في سلوكهما اليومي".
وختمت حديثها بدعوة الأهالي إلى تربية بناتهم على الحياء كقيمة جوهرية، ليصبح الحجاب رمزًا للفخر الديني والثقة بالنفس، وليس عبئًا يُفرض تحت وطأة الإلزام، هذه الرؤية تعكس نهجًا تربويًا متكاملاً يجمع بين الإيمان والحكمة في تنشئة جيل واعٍ بمسؤولياته الدينية.