فاطمة عمر تكتب: الشاطر عمرو


وشه وش دكاتره، ثلاث كلمات كانت تقال لأخي الطبيب الطيب رحمه الله ...أذكر كم كان حلم أبي وأمي وكم عانيا لتحقيقه وكم دفعا من وقت ومال وجهد كي يصلوا إليه رغم كل معوق وأزمه وأيام صعبه مرت تفاصيلها أمامي وأنا أرى السجال الدائر بين الشاطر عمرو والأطباء.
أعترف أنني لا أشاهده إلا فيما ندر وبشكل خاطف من خلال فيديو هنا أو هناك ربما لأنه عالي الصوت بشكل مزعج أو ربما لطريقة أدائه التي أظنه لم يدرسها في كلية الإعلام العريقه ولم أدرسها أنا ايضاً وربما لأنني وهذا عيبي بكل تأكيد لا أعرف أن أحدد بدقه بصلة انتماءاته وولاءاته وتوجهاته بدقه.
خرج علينا الشاطر عمرو لائماً على الأطباء سفرهم خارج البلاد وأياً كانت الأسباب فهذا حقهم وبالتأكيد له ما يبرره على الأقل من وجهة نظرهم..وعلى ما أذكر أنني لم أر هذا المذيع الشهير يعمل على شاشة مصريه الصنع والإنتماء والهويه بل منذ ظهوره وأظنه يعمل في قنوات عربية، الشاطر عمرو حرّم على الأطباء ما حلله لنفسه ولكن الفارق في أن العائد المادي فرقه شاسع في الحالتين.
قال الشاطر عمرو إن الأطباء تعلموا بالمجان وعليهم رد الجميل وأضاف لا فض فوه أنه من حقه إذا ذهب الى المستشفى للعلاج أن يجد طبيباً وغير ذلك من كلمات وجمل اختتمها بما جاء في حسابه على موقع إكس بأن علاج الناس في مصر ليس بالأهمية وعلينا الاستعانة بخريجي التجارة للعمل في المستشفيات عددهم أكبر وفرص السفر لديهم أقل وهنا سكت الشاطر عمرو عن الكلام غير المباح والسخرية المرفوضة والإعتذار كلاماً وليس فعلا.
نعم هناك هجره من قبل الأطباء ولكن علينا البحث في أسبابها ورصد مشكلاتها ومحاولة حلها حلاً جذرياً قبل أن نجلدهم بسياط الألسن، نعم هؤلاء الأطباء هم شقى أهاليهم ونتاج معاناتهم التي لا يعرفها غيرهم وسنوات من الدراسة لا تنتهي بالتخرج.
أما عن المجانيه التي تعلم بها الأطباء على حسب ماجاء على لسان الشاطر عمرو احب أقول لحضرته إنها لم تعد وأذكره بكلمة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بأن المجانية في التعليم ليست امتيازا بل هي حق تكفله الدولة لأبنائها.
وأطمئن الشاطر عمرو بأنه أذا مرض لا قدر الله سيجد طبيباً يعالجه سواء كان في مصر أو البلد الأخرى الحامل لجنسيتها - والتي لم أسمع منه كلمة نقد لها ولا حتى عتاب -أو في أوروبا حيث يقضي إجازته السنوية وربما يجد أن من يعالجه طبيباً مصرياً متفوقاً ومتألقاً ممن يلوم عليهم سفرهم وأذكر أنه في أحد لقاءاتي القريبه مع الدكتور اسامه عبد الحي نقيب الأطباء عندما سألته عن أسباب تقديم الأطباء لإستقالاتهم والسفرالى الخارج جاءني رده الذي أصابني بالحسرة على ما آل إليه حالهم، قال أطباء مصر لا يمكن أن يتخلوا عن دورهم بس ياريت لا نضربهم في الطوارئ ومنجرجرهمش في النيابات والمحاكم ونوفر لهم سبل العيش الآمن مادياً ومعنوياً.
إن الأطباء كأي مهنه فيهم الصالح والطالح وأنا لست في موقع الدفاع عنهم فنقابتهم أولى مني بذلك ..كل ما في الأمر أن قلبي يحدثني بما لا أتمنى صدقه.