فاطمة عمر تكتب: وردية مطبخ


في كل يوم أدخل فيه المطبخ في رمضان أتذكر كلمات الفنان محمد هنيدي في فيلم سور الصين العظيم هو الراجل ده مالوش أهل.
المطبخ في رمضان مثل الوردية تبدأ قبل الإفطار بساعتين أو ثلاثه وتنتهي بعده بنفس القدر من الوقت رغم أنني ككل السيدات أجهز قبل رمضان ما يسهل علي الأمر ولكن دون جدوى.
أبدا رحلتي مع المطبخ وأنا أقول في نفسي أنا واخده أربعة أيام على ذمة المطبخ ما كل هذا الكم من الأطباق والحلل والأكواب التي تنهال علي بعد الإفطاروالسحور لدرجة تتطلب مني استراحة محارب بين الحين والآخر؟!.
في كل مرة أدخل فيها لإعداد طعام الإفطارأو السحور أعقد اتفاقا ملزما بيني وبين نفسي ألا أفرط في استخدام المواعيين ولكن مع كل يوم يذهب الإتفاق مع الريح ولا أعرف من الذي اخترقه وجعلني أغرق أغرق في كل هذا الكم الذي يدعوني للتساؤل لماذا لا أشتري أطباقا من تلك التي تستعمل لمرة واحده وأرحم قدمي من هذا التعب ؟! وتأتيني الإجابة سريعة من أولادي هو إحنا في مائدة رحمن.
طب واحد فيهم يحس على دمه ويساعدني لاااا لسان وبس.. والعجيب أن الجميع يشعر وكأنه يجلس في مطعم فاخر يطلب من المنيو ما لذ له وطاب من أصناف الطعام دون النظر بعين الرحمه لتلك المسكينه التي هي صائمة مثلهم ولكن الفارق الوحيد أنها تلعب عدة أدوار في الفيلم طباخ وسفرجي وعامل نظافه وغيرهم دون حتى كلمة بقشيش –إلا فيما ندر-من نوعية تسلم إيدك ربنا يخليكِ لينا مش عارفين كنا هنعمل إيه من غيرك ويكأن الألزهايمر قد أصاب الجميع عن عمد.
في كل مرة أخرج فيها من المطبخ مفرهده وتكاد اقدامي لا تحملني تظهر أمامي صورة أمي اطال الله عمرها ومتعها بالصحة والعافيه فإذا بلساني وقلبي يدعوان لها فكم تعبت في أيام لم تكن فيها وسائل مساعده كتلك التي نعيشها أو حتى الإستعانه بصديق.
إن معاناة السيدات في رمضان أمر موجب للتكريم الجماعي في حفل كبير يذاع على الهواء من كل بيت وإن كنت أرى أننا سنذهب الى الحفل بحكم العاده ونحن نرتدي مريلة المطبخ الفاخره حاملين في أيدينا كيسا به كل أنواع المسكنات والمراهم وباسطات العضلات إذا لم ندخل الحفل على كرسي متحرك من فرط ما تحملته أقدامنا من طول الوقوف.