الإفراط في تناول أدوية الحموضة خطر على صحتك


يعاني العديد من الأشخاص من الحموضة بعد الإفطار، وغالبًا ما يلجؤون إلى استخدام مضادات الحموضة كالأقراص أو الفوارات المتوفرة في الصيدليات دون وصفة طبية أو استشارة مسبقة للطبيب بشأن الجرعات المناسبة.
ومع ذلك، فإن الإفراط في استخدام هذه الأدوية قد يؤدي لاحقًا إلى مشاكل أخرى مثل سيلان المعدة.
مخاطر استخدام مضادات الحموضة بشكل مفرط
بالرغم من الدور الفعال لمضادات الحموضة في تخفيف الحموضة وحرقة المعدة، إلا أن لها تأثيرات جانبية قد تؤثر على صحة الجهاز الهضمي.
أظهرت الدراسات أن هذه الأدوية قد تعطل التوازن الطبيعي لبكتيريا الأمعاء، حيث تعمل البيئة الحمضية في المعدة كحاجز طبيعي ضد البكتيريا الضارة.
وبمجرد انخفاض مستويات حمض المعدة بشكل مستمر، يمكن أن تتضاعف أعداد البكتيريا الضارة مما يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من العدوى، إضافة إلى احتمالات الإصابة بالإسهال.
إلى جانب ذلك، قد يؤدي نقص حمض المعدة إلى ظهور مشكلات أخرى مثل الانتفاخ، الإمساك، وبطء عملية الهضم بشكل عام.
إن الاعتماد الكبير على مضادات الحموضة دون معالجة السبب الحقيقي للارتجاع الحمضي أو عسر الهضم يرتبط بآثار جانبية محتملة قد تكون مقلقة وربما خطيرة.
الآثار على الكلى
تشير الأبحاث إلى علاقة بين الاستخدام طويل الأمد للأدوية المعروفة بمثبطات مضخة البروتون وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض الكلى، بما في ذلك التهاب الكلى وتلفها على المدى الطويل.
ومما يثير القلق أن أمراض الكلى غالبًا ما تتطور بصمت دون ظهور أعراض مبكرة واضحة، مما يعني أن الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية بانتظام قد يعرضون صحة كليتيهم للخطر دون إدراكهم لذلك.
مشكلات القلب والأوعية الدموية
ذكرت بعض الدراسات وجود علاقة بين استخدام مضادات الحموضة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ويرى الباحثون أن هذه الأدوية قد تؤثر على وظائف الأوعية الدموية، مما يساهم على المدى الطويل في زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
لهذا السبب، يُنصح المرضى الذين يعانون من أمراض القلب بالتعامل بحذر مع تناول هذه الأدوية.
في المجمل، من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أدوية الحموضة لتقييم الحالة بدقة ومعرفة الجرعات المناسبة، ولتجنب أي آثار غير مرغوب فيها قد تترتب على استخدامها العشوائي.