منى باروما تكتب: الإعلانات والفنانات.. والكذب الحصري

تعلمنا من دراسة الإعلام اذا تدخل الإعلان في المادة الإعلامية اذا لا يوجد اعلام.

لماذا أتذكر ذلك؟

شاهدت بالصدفة برنامج على إحدى القنوات وكان يستضيف معظم مدراء إدارات الإعلان في معظم الشركات التي تتحكم في الإعلام بالإعلان.. واذا بأحدهم يقول اذا لم يتدخل الإعلان فلا وجود للإعلام، هنا استوقفني الحوار العار تمامًا من الصحة وتذكرت ما درست بل تذكرت أن المادة الإعلانية دائمًا تعتمد علي جمهور مستهدف ودائمًا هي كاذبة وخادعة، كما تذكرت الفنان محمد صبحي الذي كان دائمًا يخوض معارك في التليفزيون المصري رافضًا إذاعة أي إعلان داخل دراما مسلسله، ودائمًا كان محقًا، لأن الدراما بها رسالة فلا يجب أن تدس الإعلانات بها مثل السم في العسل.

وتذكرت انه كان هناك قواعد اعلانية في حسابات الإعلانات، وهي الوقت المميز وذلك قبل المسلسل مباشرة ويكون الأعلى سعرًا وبعد المسلسل وقبل الماتش وبين الشوطين وبعد الماتش كل له سعر، هكذا تعلمنا، الآن نحن في زمن انقلبت به الموازين وأصبح الإعلان يسيطر ويطغى علي الإعلان بالاستعانة بالفنانات والفنانين وكم من الإعلانات الكاذبة فلا الفنانة التي تعلن عن الجبنة تأكل منها ولا الفنان الذي يعلن عن خطة مولتو يأكل منه ولا السيارة التي يعلن عنها النجم والنجمة وأنها طيارة علي الأرض يركبها ولا تركبها هي أيضًا بل هي سبوبة الفنانين والفنانات وتمثيل الوهم علي الناس دون استحياء فكم من الإعلانات لا تحتاج الإعلان عنها ويأتي المعلن بفنانات مغمورات أو في بدايتهن ويلح بالإعلان ويلح ويلح وبالتالي تتعرف الفنانة وتبقي نجمة لمجرد انه تم الإلحاح بها فمثلًا الجبن واللبن والفوط الصحية وصبغات الشعر وكريمات الشعر، والمولتو والأدوات المنزلية والمواد الغذائية والمفروشات والاندومي لماذا يعلن عنهم بما انهم لا يحتاجون هذا الإلحاح والمستهلك يذهب لما يحتاجه والسلعة هذه عرض وطلب.

فلا حاجة للإعلان ولكنها سبوبة المعلن بالاشتراك مع الفنانات، أقسم أن إعلانات الشامبوهات والكريمات أن الفنانات اللاتي يبيعن الوهم يرتدين الباروكات فهذا لم يكن كذبًا علي المستهلك؟!، أيها المعلن ارحمونا والكذب الذي اعتدتم الإلحاح علينا انتم وفناناتكم فصناعتكم الاعلانية فاسدة وأفسدت الإعلام الرسمي لقد هرب المشاهد منكم إلى المنصات خوفًا علي وقته لم يعد هناك برنامج الا وتحكمتم به وسيطرتم عليه فافسدتموه بحجه الوكالات الاعلانية تحتاج فلان وتحتاج فلانة وهناك تعليمات تقول كذا وكذا.

بضاعتكم فاسدة وانتم تتوغلون في المحطات والشوارع بالأوت دور ونجوم الإعلانات تبعكم، ها هو الشهر الكريم على بعد خطوات وأيام وانتم تكثفون الكذب الحصري انتم ونجوم اعلاناتكم والديل المتبع حملة اعلانية وبطولة مسلسل، ننتقل من الإعلان للمسلسل وقليل من الدراما وكثير من الإعلان.

لم يعد المشاهد والجمهور المستهدف للكذب يصدقكم ولم يعد يشاهدكم، المنظومة فاشلة وأصبح لا يوجد إعلام بل أصبح مسخ، ولم يعد لنا ريادة في إعلام أو دراما، فلماذا أتحدث عن الإعلام ونحن في فوضي إعلانية تفتقد للمعايير الدولية والمهنية وما يسمى بالكود الإعلاني والمسؤولية الاجتماعية للإعلان ولذلك أصبحنا نعيش واقعًا تفحش فيه المعلن وأصبح من يحكم الإعلام والدراما هي شركات الإعلان.

هناك تضارب مصالح ياسادة فما كان يجرؤ أي برنامج جمع هذا العدد من مدراء شركات الإعلان إلا أنها هي الحاكمة والمتحكمة في الإعلام والدراما
ولا يسعني إلا أن أعلق على ما يحدث الآن، لقد انتحر الإعلام وماتت الدراما، وانتصر الكذب على المواطن المهري.. ارحمونا.