محمد الغيطي: بشير الديك كاتب لن يتكرر وتاريخه الفني عقد ذهبي يجب تدريسه
أقام اتحاد الكتاب برئاسة الدكتور علاء عبد الهادي، وجمعية مؤلفي الدراما برئاسة السيناريست أيمن سلامة، ونقابة السينمائيين برئاسة مسعد فودة، أمسية استثنائية تحت عنوان "لمسة وفاء" لتكريم الكاتب الكبير الراحل بشير الديك، وخلال الأمسية، تحدث الإعلامي والسيناريست محمد الغيطي بإعجاب كبير عن المسيرة الفنية للراحل بشير الديك، مؤكدًا على تأثيره العميق في السينما والدراما المصرية ودوره الاستثنائي في إثراء الفن.
وأشاد "الغيطي" بالرحلة العصامية للكاتب الراحل بشير الديك، واصفًا إياه بالرجل الذي "غزل نفسه خطوة خطوة" دون مساعدة أو وساطة، مضيفًا: "هذا الرجل لديه حب كبير للطبيعة ورغبة حقيقية في تغيير العالم"، مؤكدًا أن أعمال بشير الديك تميزت بعمقها وإنسانيتها، وأنه لم يقدم عملًا واحدًا خاليًا من النجاح، مشيرًا إلى أن هذه معادلة صعبة للغاية في عالم الفن.
وتحدث محمد الغيطي عن مشروع بشير الديك الفني، الذي وصفه بأنه مشروع لبناء إنسان سوي يحل عقده النفسية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن أفلامه كانت تعكس بصدق ما يدور في المجتمع، مستشهدًا بفيلمي "سواق الأتوبيس" و"ضد الحكومة"، حيث وصف الأول بأنه "قصيدة سينمائية" استطاع "الديك" من خلالها رصد التحولات الاجتماعية والسياسية بسلاسة وبراعة.
وخلال حديثه، دعا محمد الغيطي إلى ضرورة تدريس منهج خاص عن بشير الديك لطلاب المعاهد والأكاديميات الفنية للاستفادة من تاريخه الفني ومشواره الذي وصفه بالعقد الذهبي في الفن المصري، مؤكدًا: "بشير الديك كاتب لن يتكرر، الزمن لن يأتي بمثله مرتين، ونحن بحاجة إلى أسبوع كامل لدراسة تاريخه وأعماله".
وأضاف "الغيطي" أن بشير الديك استلهم كثيرًا من ثقافة المقاهي التي كانت تجمع أعلام الأدب والفن مثل نجيب محفوظ وصلاح أبو سيف، مشيرًا إلى أن هذه الأجواء ساهمت في تشكيل وعيه الفني وبلورة رؤيته، مؤكدًا أن "الديك" صنع تاريخه الفني بدون دعم خارجي، مما يجعل كل عمل من أعماله نموذجًا فنيًا لا يسقط في دائرة الفشل.
وجاءت أمسية "لمسة وفاء" كفرصة للاحتفاء بمسيرة بشير الديك، الذي سيظل اسمه محفورًا في وجدان السينما المصرية كواحد من أهم رموزها، وكما قال الغيطي: "أعمال بشير الديك ليست مجرد أفلام، بل هي دروس إنسانية وفنية خالدة".
