هند جاد تكتب.. يوسف إدريس.. تشيخوف العرب وأمير القصة العربية
أنا حوا32 سنة على رحيل يوسف إدريس. من أهم رواد القصة القصيرة فى مصر وأحد كبار الأدباء العرب، ظهر فى الخمسينيات ليشارك مع مبدعى زمانه فى تغيير خريطة الثقافة المصرية.
أثرى يوسف إدريس الأدب العربى بالعديد من الأعمال الروائية والقصصية والمسرحية، بجانب مقالاته المتعددة فى الصحف المصرية. واستطاع أن يشغل الحياة الثقافية والأدبية والسياسية لأكثر من 40 سنة من الزمان، وذلك منذ نشر قصته الأولى «أنشودة الغرباء» سنة 1950، وبعدها مجموعته القصصية الأولى «أرخص ليالى» سنة 1954، ليحتل مكانة متميزة فى مقدمة صفوف كتاب القصة القصيرة بشكل مطلق فى مصر والعالم العربى.
من أشهر مؤلفاته الابداعية، فى القصص: أرخص الليالى، وجمهورية فرحات، وحادثة شرف، وأليس كذلك، والعسكرى الأسود، ولغة الآى آى، والنداهة، وأنا سلطان قانون الوجود. وفى الروايات: الحرام، والعيب، والبيضاء، ونيويورك 80. وفى المسرحيات: ملك القطن، والفرافير، والمهزلة الأرضية، والجنس الثالث، والبهلوان.
نجح يوسف إدريس أن يخرج من عباءة أجيال المبدعين الذين سبقوه، واستطاع أن يغير من مزاج القارئ المصرى، والقارئ العربى للاهتمام بقراءة القصة القصيرة.
قال عنه عميد الادب العربى «طه حسين»: لقد خلقة الله ليكون قصاصًا. ترك الطب من أجل القصة ليصبح من أشهر الأدباء.
يوسف إدريس بخيال الكاتب وضمير الطبيب، رأى أن الكلمة «أمانة». وتحدث عن مسألة الأمانة فى أحد اللقاءات التلفزيونية، وقال إنها قادرة على الإخلال بنظام الكون بأكمله. ومن الأكيد أن كل المهن يجب أن تحمل على عاتقها وفى عقول أصحابها وفى ضمائرهم «الأمانة».
كان يرى أن من أخطر المهن القادرة على تغيير حياة الإنسان للبناء أو الهدم، وتحويله إلى طريق الهاوية ثلاث مهن: الكاتب والقاضى والطبيب؛ لأنهم قادرون على البناء أو الهدم.
فلسفة يوسف إدريس تتلخص فيما صرح به حيث قال: أنا لا أكتب كل الحقيقة، ولكن كل ما أكتبه حقيقى.
وفى لقاء مع الراحل المخضرم الإعلامى مفيد فوزى سأله: إوصفلى يوسف إدريس!.. فنظر إليه لحظات وقاله له: أنا كذاب كبير. فصدم مفيد فوزى، ورد الدكتور يوسف إدريس: أنا قصاص ولدىّ أفكار وحكايات وقصص.
من الآخر..
رشح يوسف إدريس للحصول على جائزة نوبل قبل أن يفوز بها نجيب محفوظ صاحب «الحرافيش»، لأسباب غير معروفة بدقة إلى الآن يرجعها البعض لشخصية كل منهما، وأسباب يرجعها البعض لنقد أعمالهما، وذلك رغم استغراق أعمالهما فى المحلية والخصوصية الثقافية المصرية.
تعد الأعمال الإبداعية المبكرة ليوسف إدريس بحق إنجازًا، لا يقارن بمثيله فى الأدب المصرى، بل والأدب العربى أيضًا.