فاطمة عمر تكتب.. ليس كل العقاب ضربًا
أنا حواعندما كنت طفلة لم يكن في قريتي مدرسة إعداديه بل كانت مدرسة واحده يتبادل فيها طلاب المرحلة الإبتدائية الحضور مع زملائهم في المرحلة الإعدادية على فترتين صباحية ومسائية.
وذات يوم ذهبت قبل موعدي وتجولت بين فصول المرحلة الإعداديه ووقفت عند أحدهم وأخدت أشاهد الطلاب ومعلمهم واذا بظهري وقد ألهبته ضربات عصا غليظه لمدرس الإشراف في ذلك اليوم ..بكيت بكاءً حارًا من ألم الضرب للدرجة أنني وأنا أكتب هذه السطور أكاد اشعر به.
كَبُرت ودخلت المرحلة الإعدادية وإذا بهذا الأستاذ الفاضل يدرس لي إحدى المواد كنت كلما رأيته تذكرت ألمي ودموعي.. كنت أرفضه وأكره مادته ولا أذاكرها كبقية المواد بنفس درجة الكفاءة ورغم أن هذه القصة مرت عليها سنوات طويله إلا أنها ما زالت عالقة في ذاكرتي وكأنها حدثت بالأمس القريب.. أتذكرها كلما رأيت معلماً يضرب طالباً مهما كان سنه وأياً كانت مرحلته التعليمية.
إن التدريس ليس مهنة يمتهنها كل من يبحث عن وظيفة ولا يجب أن يحكمها مجموع الثانوية العامة ومكتب التنسيق وإنما هي موهبه بالأساس قدرة على التعامل.. رغبة في تأسيس أجيال سليمة العقل وبلا عقد نفسيه.
عزيزي المعلم إن إستخدامك اليد يعني أنك لا تمتلك القدرة الكافيه التي تمكنك من السيطرة على طلابك سواء بقوة شخصيتك أو بحبهم لك فيصبح ما تقدمه لهم من معلومة مآله الرفض بل والرفض لك انت.
نعم لم يعد الطالب كما كان.. نعم هناك طلاب يستحقون العقاب بل والعقاب الشديد ولكن ليس الضرب.. لديك عزيزي المعلم آليات للعقاب واسعة تستطيع استخدامها حال تجاوز الطالب.
لقد كان ابي وأمي معلمين وتربيت على إحترام المعلم وعلى هذا المبدأ أربي أولادي ولكنني أيضا لا أقبل الاهانة لأي طالب في أي مرحلة عمريه.
عزيزي المعلم أنت عندما تضرب طالبك لا تهينه وحده بل تهين شقى أب وأم حرمًا نفسهما من أشياء ليست رفاهية كي يضعوا أولادهما أمانة في عنقك وإن قصرًا فعيلك استكمال التقصير ولك مطلق الحرية في استخدام الطريقة ولكن لا يجب أن يكون الضرب حلاً.وقبل أن تمد يدك أرجوك أن تسأل نفسك هل تقبلها على ابنك أو بنتك. إن الضرب سيفرز للمجتمع رجالا ونساء ضعفاء الإهانة بالنسبة لهم أمراً عادياً والضعفاء لا يبنون أوطانًا، وتذكروا أنكم دائمًا ما علمتمونا أنها وزارة التربيه والتعليم أي أن التربية تأتي قبلاً.
عزيزي المعلم مد اليد إهانة لا تسقط بالتقادم.. لا تُمحى بمرور الأيام ...لا تغيب عن الذاكرة حتى وإن أضعفتها الهموم.