د. حبيبة محمدي تكتب من الجزائر.. الفلسفة جوهر الحياة
أنا حواولأنَّه لا يمكنُ تصوُّرُ العالَمِ بلا تفكيرٍ فلسفى، ولا الحياةِ بدون فلسفة!، اعتمدتْ «منظمةُ اليونسكو» يومًا عالميًا للفلسفةِ، احتفاءً بالعقلِ والفكرِ، وبوصفِ الفلسفةِ جوهرَ الحياةِ، ووَقودَ الرُّوحِ!.
وهو احتفالٌ عالمى، أُعلن -إذًا- من قِبل «اليونسكو»، حيث يُحتفلُ به كلَّ ثالثِ يومِ «خميس» من شهر «نوفمبر»، وقد تمَّ الاحتفال به لأوّلِ مرة فى 21 نوفمبر 2002. احتفاءً بقيمةِ الفلسفةِ فى حياتِنا عمومًا، وبدورِها فى تطوّرِ فكرِ الإنسانِ فى المجتمعِ.
ذلك أنَّنا لا نستطيعُ تصوّرَ حياةِ البشرِ بدون فلسفةٍ، القِيَّم والمبادئ والأفكار، من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى، التفكير الفلسفى والنقدى الذى يجبُ أن تَحرصَ الجامعاتُ والمدارسُ على تعليمِه للنشءِ والأجيال.
يجبُ تعليمُ القدرةِ على التفكيرِ والتفكير النقدى وكيفيةِ استعمالِ العقلِ، وليس مجرّد تلقينٍ للمعلومات!. كما دعا إلى ذلك الفيلسوفُ «كانط».
وأصلُ كلمةِ «الفلسفة» مشتقٌ لغويا من الكلمة اليونانية «philosophia»، «فيلوصوفيا». والتى تَعنى «محبّةُ الحكمة». وبالفرنسية والإنجليزية: Philosophie و/philosophy.
وأستحضرُ ما كتبتُه سابقا عن الكتاب الهام «عظمةُ الفلسفة»، للفيلسوف «كَارْل ياسبَرْس»، ترجمة الدكتور «عادل العوّا»، وممّا جاءَ فيه: (للإنسانِ عظمةٌ تُقاسُ بالإمكاناتِ القُصوى، بطولةِ المُحارب، براعةِ المُشرِّعِ، مهارةِ المُخترعِ، نبوغِ الشاعرِ والكاتبِ والفنانِ والنحَّاتِ والموسيقار.
و لكنْ للفكرِ الفلسفى، عظمةُ النفاذِ إلى الجوهرِ، إلى الأعماقِ، والاتصال بالكونِ، وإن كانَ الكونُ تمزقًا، وبالوجود، وإن كانَ الوجودُ خيبةَ أملٍ تدعو الضِعافَ إلى اليأسِ!.
الفيلسوفُ يُشاركُ الشُّعراءَ والفنَّانين والأبطالَ والقدّيسين والأنبياءَ فى نقطةٍ رئيسية، نقطةِ الارتباط الشاملِ بالكونِ، ولكنْ الفلسفةُ وحدها وعىُّ عقلى بالوجودِ، ومسؤوليةُ الأملِ المنبثقِ من الخورِ واليأسِ).
إنّ الكتابَ محاولةٌ لإعادةِ الاعتبارِ لجوهرِ مفهومِ «العَظَمة» للإنسانِ والفكرِ، على حدٍّ سواء، بوصفِهما شريكى الإنسانيةِ: الإنسانُ والفلسفة!.
الفلسفةُ هى أمُّ العلومِ وفنُ التفكيرِ، ولا معرفة حقيقية، دون طرحِ الأسئلةِ العميقة، التى هى أساسُ الفلسفة.
ولعلَّ من خصائصِ التفكير الفلسفى: الدهشة، (حيث لا أمرا مسلمًا به)، والتأمل، المنطق، والاستقلال الفكرى.
إنَّ الفلسفةَ هى ذلك النورُ العقلانى والتفكير الموضوعى والأسئلةُ العميقة، والتحليلاتُ المنهجية.
وسيظلُّ النَّاسُ يمارسونَ الفلسفةَ، حتى وهُمْ يحاولونَ إنكارَها!!.
لكنَّهم لن يستطيعوا ذلك، لأنَّ الفلسفةَ ليستْ عارضًا من الأعراضِ الزائدة على الإنسانِ، بل هى جوهرُ الإنسانِ!.
وتبقى الفلسفةُ من أهمِّ مجالاتِ الفكرِ الإنسانى فى تطلُّعِه صوبَ المعرفةِ ونِشْدانِه معنى الحياةِ!.