في عيد استقلال المغرب...قصة الملك الراحل محمد الخامس وزيارته الخالدة لمصر
كتبت ــ هند الصنعاني أنا حواولد السلطان محمد الخامس سنة 1909 بمدينة فاس، هو أحد أبرز رموز النضال المغربي ضد الاستعمار الفرنسي، تولى الحكم في سن الثامنة عشرة، ليصبح ملكًا شعبيًا أُطلق عليه "أب الأمة" و"بطل التحرير"، تميز بتمسكه بالعادات المغربية الأصيلة، وكان نادرًا ما يظهر بدون الجلباب المغربي.
عُين محمد الخامس ملكًا للمغرب عام 1927 على يد المستعمر الفرنسي، ظنًا منهم أنه لن يشكل خطرًا، لكنهم فوجئوا بمقاومة قوية ودعما شعبيا، مما أحبط مخططات الاحتلال، رفض الملك مطالب المستعمر بالتنازل عن العرش، مما دفع فرنسا لنفيه في أغسطس 1953 إلى جزيرة كورسيكا، ثم إلى مدغشقر عام 1954، وتعيين سلطان صوري يُدعى "ابن عرفة".
خلال فترة النفي التي استمرت حوالي سنتين، اشتعلت المقاومة الشعبية بالمظاهرات والصراعات التي أثمرت عن عودته يوم 16 نوفمبر 1955، ليصبح ذلك اليوم عيد الاستقلال للمملكة المغربية، وتتوج جهود الكفاح بإلغاء معاهدة الحماية الفرنسية عام 1956.
من القصص الشهيرة المرتبطة بالملك محمد الخامس، انتشار إشاعة بين المغاربة عن ظهور وجهه في القمر، ما يعكس مدى حبهم الكبير لملكهم، هذا الاعتقاد الشعبي كان رمزًا للترابط الروحي بين الملك وشعبه، ودليلًا على تأييدهم لنضاله.
في عام 1960، قام الملك محمد الخامس بزيارة تاريخية إلى مصر، حيث استقبله الرئيس جمال عبد الناصر بحفاوة كبيرة، تبادل الزعيمان القلادات الشرفية، حيث أهدى الملك قلادة الوسام المحمدي وقدم له الزعيم عبد الناصر قلادة النيل.
خلال زيارته، ألقى الملك صلاة الجمعة في الأزهر الشريف، وقام بزيارة السد العالي بأسوان، حيث شارك في وضع حجر الأساس للمشروع، وسط حشود جماهيرية رفعت أعلام المغرب وهتفت بالوحدة العربية.
كما أقامت جامعة القاهرة احتفالًا لتكريمه بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية، في حضور عبد الناصر ونخبة من العلماء والوزراء، ما أبرز دور الملك في تعزيز العلاقات بين الدول العربية.
ظل الملك محمد الخامس رمزًا للحب والاحترام حتى وفاته في شهر رمضان عام 1961، عن عمر ناهز 52 عامًا، كان حكمه نموذجًا في النضال والوحدة الوطنية، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة المغرب كقائد عظيم حقق استقلال الأمة ووحدتها.