فاطمة عمر تكتب: قبلة على يد الوزير
أنا حواكنت أتابعه في كل لقاء له ضيفاً كان أو مقدماً لقوة حجته وغزارة علمه وترتيب أفكاره.... وأذكر أنني هاتفته منذ سنوات طالبة أن يسجل بصوته دعاءً يذاع عبر أثير البرنامج العام عقب أذان المغرب في رمضان وجدته إنسانا محترماً دمث الخلق هادئ الصوت وبالفعل سجل الدعاء وأذيع وكان رائعاً وأحدث صدى واسعاً
وعندما أصبح وزيرا للاوقاف تفاءلت به وتمنيت لو تغيرت الأمور على يديه وأراه قد بدأ....
إنه الدكتور اسامه الأزهري وزير الأوقاف الذي له من المواقف ما يستحق الإشاده ..ومشاهد تستحق الوقوف عندها كموقفه من ذلك الكيان المسمى تكوين وكيف واجه أفكاره السامه بحجة قوية قوة الواثق من نفسه وعلمه وقدرته على إدارة نقاش هادئ ولعل رفض أعضاء هذا الكيان المناظرة معه خير دليل على ضعف موقفهم
ولكن من المشاهد التي أثارت بداخلي الكثير من الأسئله مشهد بعض الأئمه وهم يقبلون يده ويجلسون بين يديه ورؤوسهم منحنيه وربما كان بعضهم أكبر منه سنناً..
صورة غريبة حقيقة لم أفهم لما فعلوا ذلك؟ هل هو من فرط الإحترام لشخصه وعلمه ؟ وهل دليل ذلك تقبيل الأيادي؟ فنحن نحترم اساتذتنا ومدرائنا ولكن لا نقبل يدهم ؟ وما الداعي لفعل ذلك؟ هل هو عرف متبع في المؤسسات الدينيه ؟ صدقاً لا أعرف وما تأثير ذلك على صورة هؤلاء الأئمه لدي الناس؟ هل سيقبلون منهم رأياً سيتلّقون منهم نصيحة سيلجأون لهم في مشورة وسؤال في أمور الدين أوالدنيا؟ هل كان الصحابة رضوان الله عليهم يقبلون يد النبي صلى الله عليه وسلم كلما رأوه؟
فبحسب معلوماتي التي يعرفها هؤلاء المشايخ الكرام أكثر مني أن الصحابه رضوان الله عليهم لم يكونوا يقفون عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم لكراهيتة لذلك ولم يرد أنهم قبلّوا يده الشريفه إلا فيما ندر وفي مواقف بعينها ولم يكن ذلك عادة لديهم إلا من قَدِم المدينة حديثا ورأى النبي لاول مره ويفعل ذلك شوقا للمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد رُوي ذلك عن أنس رضي الله عنه
أنا لست أبداً ضد أن يكون الأحترام للغير مبدأً كما علمنا ديننا بل إنني من دعاة ذلك تعلمته من والديّ وأعلمه لأولادي ولكنني أرفض أن يقرن ذلك بتقبيل الأيادي إلا للأبوين فهما الأحق بذلك دون غيرهم والذيّن جعل الله سبحانه وتعالى برهما من حسن التعبد له جل وعلا حين قال في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم { أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير}
نعم نحترم العلماء الأكفاء ونجلهم هذا حقهم ولكن لأنفسنا أيضاً حقاً علينا لا يجب أن نهدره بتقبيل الأيادي وانحناء الرؤوس