محمد الغيطي يكتب.. ورحل أهم سيناريست من عصر الكبار
أنا حواذات يوم سألوا الراحل ممدوح الليثي من هو أفضل كاتب سيناريو في مصر، توقعت أن يقول أسامة عكاشة أو وحيد حامد أو محسن زايد أو عاصم توفيق، لكنه قال بلا تردد عاطف بشاي.
عاطف الذي قدم ما يقرب من 60 عملًا للشاشة لم يكن مجرد سيناريست لا، إنه نموذج للمبدع المثقف المحترف، مسيحي علماني مستنير، جاهد ووظف قلمه من أجل فكرة المواطنة وثقافة التسامح وحرية الرأي ومقاومة التخلف والتطرف والجمود.
أما عاطف كـ كاتب كوميدي فأنا أقول لكتاب الموجة الاستهلاكية الفيسبوكية الغيبوبية الجديدة شاهدوا أعمال عاطف بشاي وتعلموا جملة الحوار وتركيب المواقف والضحك بلا اسفاف، شاهد فوزية البرجوازية أو ناس وناس أو يا نساء العالم اتحدوا أو غيرها وغيرها.
عاطف صديق وأخ وانسان جميل للأسف اشتكى لي مرارًا من إقصاء جيله لسنوات وخلال أكثر من عقد من الزمان ورغم ضحكته وحسه الكوميدي المبطن بالمرارة واليأس ورغم كوميديته السوداء وسخريته لكنه مات مكتئبًا بسبب هذا الاقصاء ولا أعلم هل هذا الجيل العظيم المثقف الموسوعي والذي لا يعوض والذي بنى عقل أمة وصاغ قوة مصر الناعمة بحق مسؤول عن ذلك أم الظروف أم ماذا؟.
ماركيز له عبارة في إحدى رواياته عن البطريق الذي يرشد الصغار لعبور النهار من الخطر ثم يشرف على الموت ويختار ان يختفي ليموت وحيدًا، انني عبرت بكم اتركوني لنفسي وكفى، الله يرحمك ويسعدك في العالم الآخر يا عاطف كما أسعدتنا بأعمالك.