د. حسام بدرا ي يكتب: اقحام الدين في الفوز والهزيمة
أنا حواشاهدت الأوليمبياد في باريس وانبهرت بالأداء الرياضي المتفوق للاعبين من كل مكان في العال و راقبت لاعبينا واهنئ الثلاثة الذين فازوا بالميداليات.
ولكن هالني محاولة اقحام الدين فيالفوز بغباء لا يخدم الإسلام بل يضره ونفس المنطق يتم دفعه في وجدان المجتمع المصري بربط نتائج امتحانالثانوية العامة بالصلاه وقراءة القرآن وليس الجهد والمثابرة .
ولا مانع من الغش الجماعي الذي يشترك فيه أولياء الأمور وبعض المعلمين ثم تنسيب نتائج الغشاشين الي الله والدين الذي اكرمهم بلجان
تسمح بذلك. يا سادة ان ادعاء أن تلك القراءة أو التدين هي من خلقت تفوق رياضي أو
دراسي أو علمي ، هي إهانة للإسلام وليست تكريماً، لأنها ستجعل القرآن في مرمى النيران، حين تضطر
الآخرين الى المقارنة ،فنجد البوذي متفوقاً بدون ان ينسب هذا التفوق الى حكم بوذا، واللاديني حاصداً لنوبل
ولميداليات الذهب ولأعلى نسب الرفاهية والسعادة ولم يرجع كل ذلك الى دوكنز
أو هوكنج!، والمسيحي مسيطر علي العديد من المسابقات والعلوم ، واليهودي متحكم في مصادر المال والسلاح ، وهنا الكارثة ،لأننا نتعمد أن
أن نقحم القرآن والإسلام في معركة هو نفسه لم يطلبها، بل المسلمين المتواكلين هم الذين يفتعلوها.
طقوسنا الدينية هي قناعاتنا
الخاصة ،مكانها انفسنا وراحتنا
النفسية ، في منازلنا ودور عبادتنا، وليس مكانها الشارع أو المؤسسات العامة المشتركة او المسابقات الرياضية او الاختبارات العلمية. نحن في منافسة ، لا في تنظيم ديني أو جماعة عقائدية، يحكمنا قانون لا
فتوى، وقواعد لعبة لا كتاب فقه، فلا يجب تحويل طقوسنا الى زجاجة دواء
أو جيم تدريب أو لجان امتحان!!.
العمل والإتقان والفوز والنجاح والتفوق هو عمل إنساني وجماعي وتدريب ومثابرة وعلم وليس نتيجة لمن ننتمي
دينيا اليه أو من يفرض طقوسه علي الآخرين.
اقحام انتمائنا الديني كسبب للتفوق يؤدي الي وجوب اعتباره سبب لتخلفنا الرياضي والعلمي والبحثي .
اليس ذلك ظلما للدين وغباء اجتماعي.