الخميس 19 سبتمبر 2024 09:46 مـ 15 ربيع أول 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
بقلم آدم وحوا

وفاء محمود تكتب: أطفال غزة ليسوا للقتل فى فلسفة الوجه!

وفاء محمود
وفاء محمود

مع بدايه القرن الحالى دخلت العولمة حيز التنفيذ، بعد ظهور إرهاصاتها فى القرن الماضى خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة وأصبحت واقعا فى عملية التبادل التجارى الدولى وظهور عصر الشركات العملاقة التى تفوق ميزانيتها ميزانية بعض الدول الكبيرة!. مع هذا الواقع الجديد سيطر مفهوم التسامح أو التعايش لتسهيل عملية التفاعل بين الأمم من الناحية التجارية والصناعية وكذلك تبادل الأفكار والثقافات، وأنا أفضل تعبير التعايش أكثر من التسامح!.

مفهوم التعايش حاجة إنسانية فطرية عالجتها منذ القدم الفلسفات والأديان، لإقرار أصول التعايش، وتدور حول مقولة أصيلة، أحب جارك كما تحب نفسك، فحب الذات لا يحتاج لتوصية فهو مرتبط بغريزة البقاء، بينما حب الجار ضرورة للتخلى عن الأنانية لحسن الجوار والتعايش فى سلام!.

قيم التعايش لمجتمع آمن وعولمة دائمة ضرورة لا خيار فيها، لاستحالة تطابق الأفكار والاتجاهات النفسية بين البشر، فحتى لا يكون الآخرون هم الجحيم كما يقول سارتر، فلابد أن تكون حقوق الآخرين أولوية للحفاظ على حريتنا وحقوقنا، فقيم التعايش مع الآخرين هى الضمانة للاعتراف بحقوق وحرية الذات، وإلا وقعنا فى العزلة التى يفترضها فيلسوف التشاؤم (شوبنهاور) الذى لا يرى الحرية إلا فى العزلة، وربط بينهما مدعيا أن من لا يحب الوحدة لا يحب الحرية، فى ارتباط غير عملى يفتقر للقدرة على التعايش!. التعايش حاجة إنسانية فيرى الفيلسوف الألمانى (هايدجر) إن كان الكائنات تكون ولا توجد بينما البشر فقط هم (الموجودون) لقدرتهم على التساؤل عن كينونتهم والتعايش مع الآخرين، هو ما يملك الاجابة عن السؤال الوجودى عن معنى وجودنا، فالآخرون هم من يتقاسمون معنا العالم الذى نعيش فيه، أى يتقاسمون الوجود، ورعايتهم جزء من رعاية الذات وقيم التعايش تحمى الجميع!.

الآخرون جزء من الكيان الداخلى لكل إنسان، وآلامهم تؤذينا، وتحملنا المسئولية لرفع الظلم عنهم، لتوقعنا أنهم يشاركوننا نفس المشاعر، فالتعاطف هو الأخلاق، إذا كنا بشرا!! نعرف معنى الإنسانية والوجود، وهذه النزعة الانسانية كانت السبب وراء نجاح فيلم نداء الحرية الأمريكى، فهو فيلم بسيط بميزانية صغيرة لا تتجاوز 14 مليون دولار، وتجاوزت إيراداته 200 مليون دولار، ويتناول تجارة البشر خاصة الأطفال، فلمس الوتر الداخلى داخل كل إنسان يخشى على ذاته من الظلم الواقع على الآخرين أن يُصيبه، خاصة أن المخرج الأمريكى (مونتيفيردى) وجد فى قصة عميل الاستخبارات الأمريكى (تيموثى بولارد) مادة واقعية حقيقية لعرض قضية الاتجار بالأطفال، فهو يدعى أنه تمكن من إنقاذ 220 ضحية واعتقال 22 مهربا من المتاجرين بالأطفال، وأمريكا من أكبر الوجهات للاتجار بالبشر وأكثرهم استهلاكاً لجنس الأطفال!.

حاز الفيلم على إعجاب الناس خاصة أنه تم اختيار الممثل الأمريكى (جيم كافيزيل) الذى مثل دور المسيح فى فيلم آلام المسيح، فأحاط الفيلم بحالة إنسانية أخلاقية تثير التعاطف مع ما يحدث للأطفال الأبرياء من جرائم صادمة مروعة، تهز قيم التعايش الدولى، عندما يتم استغلال البشر خاصة الأطفال، وكان بطل الفيلم عندما يتقاعس الآخرون عن مساعدته متمسكين بالإجراءات يصيح فيهم، أليس لديكم أطفال!.

أطفال الرب ليسوا للبيع، شعار الفيلم الذى يرى منتقدوه أنه فيلم إثارة مسيحى يدعمه اليمين المتطرف خاصة (ترامب) المرشح الرئاسى، الذى دعا (بولارد) لزيارة البيت الأبيض ويستخدم اليمين المتطرف الفيلم لاتهام الليبراليين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية!.

ومن التناقضات التى تحدث فى هذا العالم أن يكيل اليمين المتطرف لليبراليين الاتهامات ويستخدمون الفيلم للدفاع عن قيم الإنسانية التى لا يختلف عليها أحد، ثم يقوم زعيم مجلس النواب الجمهورى اليمينى (مايك جونسون) بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى المتهم بجرائم حرب وإبادة جماعية وتهجير قصرى فى غزة، لإلقاء خطاب فى الكونجرس لتبييض وجه إسرائيل القبيح أمام العالم كله، فى إطار الصراع السياسى الداخلى، إرضاء للوبى الصهيونى، فالعالم يتألم من صور الاطفال والأبرياء الذين يتعرضون لهولوكوست جديد فى غزة، فأطفال غزة أيضاً أطفال الرب وليسوا للقتل!. رغم التصفيق الحار لمن حضر الخطاب الدعائى الممل الفارغ من كل حقيقة، والمتخم بالمغالطات المنطقية، إلا أن العشرات من أعضاء الكونجرس رفضوا الحضور احتجاجاً على دعوته كمجرم حرب!.

تحت أى قيم للتعايش ستقوم عليها العولمة؟! هذه الحرب الظالمة تعيد زمن الاستقطاب الدولى للدفاع عن النفس فى ظل هذا الكم من الاكاذيب والتلفيقات والمغالطات المنطقية التى لا تنطلى، على أحد وقد اعترف ترامب، وهو من أشد الداعمين لإسرائيل، أنها خسرت معركة العلاقات العامة من الصور التى تنتشر عن أطفال غزة، فالعالم يتألم ويفقد الثقة فى إمكانية التعايش مع هذا القدر من التزييف!.

هذه الحكومة المتطرفة خطر على العالم وعلى الفكرة الأمريكية نفسها التى تقع تحت سيطرة اللوبى الصهيونى، فالحلم الامريكى ليس مجرد حلم بالثراء المادى، ولكن الحلم يشمل الاحساس بالحرية وإعلاء قيم التعايش وإتاحة الفرصة لكل فرد بتحقيق واستثمار كل قواه الذاتية للتطور، فهى نموذج التعايش والمساواة والحرية ودعمها اللامحدود لإسرائيل ينسف هذه الصورة الذهنية التى كونتها عبر السنين وشكلت حضارتها.

فيلسوف الوجه اليهودى الراحل (إيمانويل ليفيناس) ا عتقد بفشل كل المذاهب الأخلاقية التى فشلت فى منع الهولوكوست النازى، وابتكر فلسفة تسمى «إتيقا الوجه» أى فلسفة الوجه التى تأثر فيها بالمعتقدات اليهودية حيث قابل الله سيدنا موسى وجهاً لوجه فأعطى للوجه الإنسانى قداسة إلهية، واستنتج أن إنسانية الإنسان تكمن فى القبول بالآخر واحترامه، لمجرد أنه إنسان لتجاوز الأنانية والنرجسية المضرة بالبشرية، واثبت فلسفياً أننا بحاجة غريزية للآخر، الذى يعكس كينونتنا ومرآة عاكسة لنا، فلا تقتل البتة! وحسب فلسفة الوجه فأطفال غزة مثل كل الأطفال الآخرين ليسوا للقتل! وقد كان الأستاذ الراحل (مرسى عطاالله) دائماً ما يقول إن مشكلة إسرائيل أنها تفتقر إلى الشعر الأبيض، ولم يعد بها إلا المتطرفون أعداء التعايش والحضارة!.

وفاء محمود

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 09:46 مـ
15 ربيع أول 1446 هـ 19 سبتمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:15
الشروق 05:42
الظهر 11:49
العصر 15:17
المغرب 17:56
العشاء 19:14