د.منى نوال حلمي تكتب: مأساة اسرة فان جوخ بين الانتحار والسلفيين الارهابيين
محرر أنا حوا أنا حوافى مثل اليوم ٢٩ يوليو ١٨٩٠، انتهت حياة فنسنت فان جوخ (٣٧ عاما)، بعد إطلاقه الرصاص على صدره قبل يومين فى غرفته، فى أحد الملاجئ شمال فرنسا. الأصابع التى التقطت فُرشاة الرسم لتصور الضوء والطاقة والحيوية، وتهب الخلود لواحد من أكثر الفنانين جنونا وتطرفا، وأشدهم حزنا وبؤسا، هى نفسها الأصابع التى ضغطت على الزناد، لتريحه من عذاباته، مرة واحدة وإلى الأبد.
كانت آخر كلماته لمنْ حوله: «هذا جسدى الذى أملكه.. وأنا حر أفعل به ما أشاء».
لا أميل كثيرا إلى فن التصوير. لكن فينسنت فان جوخ، هو استثناء. عجينة تم تشكيلها، لتكون بالضبط على مقاس مزاجى. لوحاته تجبرنى على أن أطيل التحديق، والدهشة.
قال فيلسوفى الجميل فريدريك نيتشه ١٥ أكتوبر ١٨٤٤ - ٢٦ أغسطس ١٩٠٠: «لا أحب إلا الكتابات التى خطها الإنسان بدمه». كل شىء، لا يفعله الإنسان، بالدم، وقمة الشغف، ولو كان إعداد فنجان قهوة، يفقد معناه، وتأثيره، ومذاق متعته.
فينسنت فان جوخ، يرسم بدمه، وقلة حياته، وأحلامه المجهضة، وتجليات الحزن، والبؤس، التى تشاركه أنفاسه. قال فنسنت: «إننى أضع قلبى وروحى فى رسم لوحاتى وهذا ما أفقدنى عقلى».
كيف استطاع فان جوخ، أن يحول الفقر، واليأس، والظلام، والحرمان من الحب، وتجاهل لوحاته، وقسوة الوحدة، والطفولة المضطربة فى جو محافظ، إلى طاقة متوهجة بزخم العواطف، والضوء الساطع، والحيوية، والحركة، والألوان الزاهية؟، إنه سر الإبداع السهل الممتنع.
وصل عشق فان جوخ للطبيعة إلى حد الهوس. الحقول، والزهور والأشجار،