د. حياة عبدون تكتب.. زمن.. أه لو لعبت يا زهر!
أنا حواان ظاهرة نجاح اغنية " اه لو لعبت يا زهر " .. ماهي للاسف الا تعبير عن ظواهر اجتماعية خطيرة انغرست فينا ..ماهي الا تعبير علي ان الجميع معتمد علي الزهر ، الحظ و الصدفة لتحقيق امانيه و احلامه ..و ان الجميع في انتظار لعب الزهر !!!
فهي تعبر عن حالة الكسل والتواكل و الاستسهال التي يعيشها اغلب المصريين .. فهم لا يبحثون عن فرص جديدة ، مبتكرة و لكنهم في انتظار الزهر .. لانهم ينظرون حولهم في كل مكان .. فلا يجدون الا الوجوه التي لعب معها الزهر . في جميع المجالات الاعلامية .. السياسية .. الاجتماعية ... الاقتصادية و غيرهم بلا تعليم او موهبة او ثقافة او بصمة فهم بلا رحيق بلا لون بلا طعم الا لون الزهر المعروف بالالوان الزاهية الملفتة البراقة .
فهم يتابعون تحليق وجوه لعب معها الزهر دون تعب ، دون مشقة ، دون خبرة ، دون أي امكانات فكرية ، او امكانات شخصية او علمية او حتي القليل من الموهبة الفنية لاقتحام عالم الشهرة و المال و السلطة .
فتتسلل الافكار الشيطانية لهم و يطرحون علي انفسهم " لماذا لا يلعب الزهر معي ايضا ؟ " ً.. و لماذا يعملون و ينتجون و يطورون من انفسهم اذا كان غيرهم ممن يمتلكون تلك الامكانات لم يلعب معهم الزهر !!! فيبدوا في سلك نفس طريق من لعب معهم الزهر !!
للاسف ان كل من لعب معه الزهر أصبح قدوة لشبابنا ، لاطفالنا ، لبناتنا و اصبح الثراء الفاحش ، الشهرة ، النجومية ، السلطة هي حلمهم .
و اصبحت الناس تحلم بالزهر الذي يمثل الحظ .. الصدفة .. الاساليب الملتوية ... السلوك المشبوه .. النفاق ..!!
الزهر لا يمثل العمل ..العلم ... التعليم .. الاتقان .. الثقافة .. الخبرة ..التعب .. الكفاح ...الاصرار .. تخطي الصعاب .. الرؤي ..
فكم من وجوه سياسية اقتحموا عالم السياسة لانه الوسيلة الوحيدة لتحقيق احلام الثراء و النفوذ و التقرب من السلطة للوصول الي الوزارة ..
فهم لا يجيدون و لا يتميزون الا باتباع الاسلوب الميكافييلي " الغاية تبرر للوسيلة " فاتبعوا كل الاساليب و الطرق الغير شريفة للوصول الي هدفهم و هو كرسي مجلس النواب .
و بالتالي ستزداد اعداد " كومبارس السياسة " ... او " عبده مشتاق " الذين يحلمون بالزهر و بنفس الكرسي... و اصبح حال لسانهم يردد " اشمعني هي .. اشمعني هو " .. " هو انا مش افضل من ده .. هو انا مش احسن من دي "!!! فاصبح كل غاوي شهرة او منصب او كرسي يتخذ الشعارات السياسية الرنانة السوفسطائية طريق للوصول الي الزهر ليلعب معه !!!
كم من وجوه اعلامية لعب معهم الزهر بلا موهبة ، بلا خبرة ، بلا شخصية ، بلا ملامح اعلامية ، بلا رؤية ، بلا ثقافة الا ثقافة الاساليب الملتوية لا يجيدون الا فن الصوت العالي و الصريخ و الالفاظ البذيئة و العلاقات المشبوهة و الشللية .. و اصبحوا يتصدورن القنوات الفضائية .. و اصبح كل من له من هب و دب يطلق علي نفسه لقب " اعلامي " او " صحفي " و في انتظار لعب الزهر معه ليكون خليفا لمن لعب معهم الزهر من قبل ليحمل الراية من بعدهم او ينافسهم في تصدر المشهد الحالي !!
انظر حولك ...ستجد ان الزهر قد لعب مع كثير من انصاف المواهب الذين يتصدرون المشهد..
و ان لعب الزهر قد انتج و افرز لنا أسوأ السياسيين و الاعلاميين و الحزبيين و الفنانين و الاطباء .....الخ
والان .. عليك ان تسأل نفسك .هل انا ممن يعملون ، بتطورون ، يحلمون ، يكافحون و يعملون علي تحقيق احلامهم بالجد والعمل و التعب ام انتم ممن ينتظرون ان يلعب معكم الزهر ؟ ..
الإجابة عندك انت !!!