مطروح.. ندوة تثقيفية عن دور المرأة في الهجرة النبوية


تشغل المرأة مكانة خاصة في الإسلام، عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح، اليوم الأحد، لقاء تثقيفي لرواد مجلس مدينة الحمام، تحت عنوان «دور المرأة في الهجرة النبوية ومكانتها في الإسلام».
وتحدث الشيخ إسلام سعودي الشامي، عضو منظمة خريجي الأزهر بمطروح، خلال اللقاء دور المرأة في الإسلام وما اناطه لها من أدوارا تليق بمكانتها المرموقة في أحكامه وتراعي قدراتها النفسية والبدنية، فكانت على قدر التكليف خلال أحداث مهمة جرت في تاريخ الدعوة الإسلامية كان من أبرزها الهجرة النبوية والغزوات الإسلامية.
وأوضح «الشامي»، إنّ الهجرة النبوية التي تمت بأمر إلهي وتخطيط وتنفيذ نبوي هي من أعظم الأحداث التي غيرت مسار البشرية وأسهمت في إخراجها من الظلمات إلى النور، وإن المرأة المسلمة شاركت في هذا الحدث العظيم جنبا إلى جنب مع ابنها وزوجها وأبيها وأخيها.
مشيراً إلى أن المرأة حين خاضت تجربتها في الهجرة النبوية، أثبتت أنها على قدر عالٍ من القيام بالتكليف الرباني، وهو يرسل إشارات في هذه الأيام لمن يريد استبعاد النساء من ساحات الحياة العامة والسياسة والتشاور، مؤكدا أنَّ أحداث الهجرة وتجلياتها تظهر مبادرة المرأة وتضحيتها، ومواجهتها المخاطر، فها هي أم سلمة رضي الله عنها تواجه عنت المشركين وتتحمل الأذى في سبيل إصرارها على الهجرة، وهذه لَيْلَى بِنْتُ أَبى حَثْمَةَ وزوجها عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ كانا في مقدمة المهاجرين، بينما كان لأم عمارة وأم منيع دورهما في التمهيد للهجرة وتهيئة الأجواء في يثرب، فيما ذهبت رقيقة بنت طيفي وهي عجوز تخطت مئة عام إلى الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم- لتحذره من المبيت في داره، وأخبرته بما يسعى إليه الكفار وما تآمروا عليه، إلى جانب عدد من النساء كان لهن دور بارز في الهجرة من بينهن أم ايمن بركة، وأم أيوب الأنصارية.
وبين عضو المنظمة خلال اللقاء أبرز الصور المشرقة في مساهمة النساء خلال الهجرة ما قامت به أسماء وأختها عائشة رضي الله عنهما إذ كانتا ((معينتين)) للرسول صلى الله عليه وسلم في أمر الهجرة؛ رغم خطورة الأمر، فقد ائتمنهما الرسول على سرّ هذه الرحلة.
وأضاف عضو المنظمة، أنَّ اسماء بنت ابي بكر، أسهمت في الإعداد لرحلة الهجرة فكانت تقوم بدور فدائي وحملت أمانة الإمداد والتمويل للرحلة المباركة، ونقل أخبار الكفار، ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الرحيل من الغار متجهاً إلى يثرب جهزت الزاد والماء، ولم تجد ما تربطهما به، فشقت نطاقها وربطتهما به، وحين فعلت ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة» فقيل لها ذات النطاقين.
وفي نهاية اللقاء، أوضح فضيلة الشيخ إسلام سعودي الشامي، للحاضرات إلى أنَّ الهجرة النبوية أثبتت أن الإسلام لا ينظر للمرأة من خلال النسب فقط بل يراها من خلال الأدوار التي تؤديها خاصة في المفترقات المهمة فالانتقال من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وتأمين الدعم خلال الهجرة والغزوات بعدها، وتأمين احتياجات المرضى هذا كله أعاد صياغة المشهد من جديد ونقل المرأة من مكانة متأخرة وضعها فيها المجتمع الجاهلي، إلى أخرى متقدمة في إشارة لواحدة من أعظم رسائل الإسلام الروحانية والأخلاقية وهي توحيد الرؤية للرجل والمرأة بما يناسب ما وهب الله كلا منهما من قدرات.