محمد الغيطي يكتب.. الحزن عند خط الاستواء
أنا حواالحزن يتسلل كثعبان لئيم ليلتهم اطرافي
والغربة ثعلب يتحفز لينقض على بؤبؤ عيني
مثل راع كسيح احاول الوقوف
لاطمنئن خرافي
تنظر لقدمي وتنحني خائفة مني
وتربض بين حجري
باكية على حالي
انا منفي رغم عني في بلاد بعيدة جدا
النهار يدخل في الليل والمطر ينهمر على خط الاستواء،
في كاررابي جنوب غرب تايلاند
الناس يأكلون كل مايزحف على الارض
ورائحة البشر غريبة
وانا اسأل نفسي
من أنا
وكيف جئت ،؟
قدماي في غيبوبة سكران
وعقلي لايستوعب ماأرى
وكأني خارج كوكب الارض،
دموعي تختلط بأمطار الطريق
ورغم ان الحرارة فوق الخمسين
أشعر ببرودة وصقيع
تنكمش أطرافي
وقلبي يشق صدري ويخرج متمردا
احايله ليعود لصدري
يرفض
يتعثر نبضه في الهواء الملوث
هنا بائع يعلق قطة ويبيع اعضاءها للمارة
وبجواره بائعة عجوز تبيع الديدان والصراصير المسلوقة
اتقيأ طعاما اكلته منذ اسبوعين
واشرب ريقي الجاف العطشان
واسير خلف ظلي
إلى اين المسير ؟
أيتها البلاد البعيدة
ياوطني
احلم بترابك
واتوسد صخرة من جبينك
وافترش أرضك القاسية في كابوس أرتضية
ارتوي من ملح بحرك
وارتضي دموعي في حضنك الطارد
واتنفس هواءك المسموم
واشرب ماء،نيلك القذر
ارتضيك بكل مافيك
وجل امنيتي ان اموت تحت سمائك
جل امنيتي ان اعود إليك
ولو في كفن من خيش الغربة
......
الان ينهمر المطر
وارى خارطة النيل على مرمى البصر
طالعة من ثنايا دمي