فاطمة عمر تكتب.. قلبي معك يا أم أحمد
أنا حواأتخيلك الأن جالسة في أحد أركان بيتك المظلم حزنا على رفيق عمرك وصديقك وقطعة من قلبك الذي رحل ...أراكِ وأنت تحتضنين صورته وتتمنين لو كان كابوسا جاءكِ في منام بعد أكلة شهية صنعتها يداك بكل حب كي تتناوليها مع ابنك العائد من الموت ...اسمعكِ وأنت تطلبين من الله الصبر والثبات والحق... تناجينه وترددين حسبنا الله ونعم الوكيل.
ولكنني وأنا لا أحاول أن أهدئ من روعك أو أخفف من مصيبتك أقول لك أن ابنك بإذن الله في مكان افضل ..وبين يدي الواحد الأحد .. العدل المطلق ..الذي حرم الظلم على نفسه وأمرنا بألا نظلم...ولكننا للأسف ظلمنا..الذي أمرنا بالقسط فَجُرنَا ..أمرنا بالتراحم فقسونا وفقدت قلوبنا لينها الفطري.
أن ما حدث لهذا الشاب الطيب وكما قال يرحمه الله في أحد البرامج {إن ما حدث لي لا يستطيع بني آدم أن يحتمله}...جعل بعض كلمات اللغه كالظلم والفساد واستغلال النفوذ تفقد معناها الذي اعتدناه بل وتتجاوز كل ما ورد لها من معنى في كل قواميس العربيه.
أصبح الظلم عادة نمارسها ونحن نعتقد أن ذلك من طبائع الأمور... عادي يعني فيها ايه ؟!!! ماذا سيحدث للكون اذا ظلما هل ستتوقف الكرة الأرضية عن الدوران ؟!! ماذا سيحدث لو أننا ومع كل طلعة شمس كسرنا خواطر وقهرنا أصحابها وزرعنا بداخلهم بذور الحسرة على أنفسهم وأحلامهم وأيامهم التي لونها الظلم بلون الظلام؟!!.
وهذا يذكرني بعمل كنت اراه كئيباً ربما لأننا اعتدنا على النهايات السعيده في معظم الأعمال الدراميه بعكس الواقع تماما ولكنني أراه الأن شديد الواقعيه و ارفع القبعة لصانعيه وأعتذر لهم عن سوء ظني الا وهو مسلسل حضرة المتهم أبي ذلك الابداع الفني الذي اظهر كيف يكون الزواج بين السلطة والمال ورغم كونه محرما لإفتقاده الى الشرعيه الا انه ينتصر في النهايه.
كيف تكون القوة باطشة لا بانيه ..كيف تكون الحصانة قاتلة بسوء الإستغلال لا توق نجاه...كيف تكون المسؤولية العامه سوط جلد لأحلام البسطاء المشروعه لا طريقاً ممهدة لتحقيقها.
قلبي معك يا أم أحمد ...اشعر بحزنك لأنني عشته ..أسمع صوت قلبك المكلوم ألما لفقد حبيب كقلبي ..أقدر محاولاتك للتعايش مع الألم والحزن لانني حاولتها قبلك.
ولكنني اسمع صوتاً بداخلي يعتب عليك كيف تربين ابنك على نقاء القلب وحولنا قلوب هي القسوة ذاتها ؟!!...كيف تعلميه الصدق والدنيا هي عين الكذب ؟!! كيف لم تجعلي اظافره خناجر وطلقات رصاص يصوبها في قلب كل فاسدٍ ظالمٍ واهمٍ بأن الدنيا دائمة له؟!.
ولكنني اعود واقول لصوت عتابي هذا اصمت قليلا العبرة بالنهايات فقد اعاد الله احمد للحياة في معجزة الهيه وسخر له اسبابه ليكشف سترا ظن اصحابه أنه لن يكشف ابدًا.
اهدئي يا أحمد واحتسبي وانتظري وسترين عجبا في كل من ظلم وفسد وأوجع قلبك وتذكري دائما أن دعوتك ليس بينها وبين الله حجاب.