الأربعاء 23 أكتوبر 2024 09:25 صـ 19 ربيع آخر 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
فنون وثقافة

الدكتور عوض الغبارى يكتب.. البعد الفنى والإنسانى فى قصة سلوان

الدكتور عوض الغبارى
الدكتور عوض الغبارى

قصة سلوان تحمل اسم شخصيتها الواقعية التى استلهمتها الدكتورة/ سعدية العادلى فى رسالة إنسانية تبعث الأمل فى نفوس المكفوفين الذين استأثروا باهتمامها ورعايتها إنسانة شفيفة الروح، صادقة المشاعر تحمل فى حناياها عواطف لا حدود لها للإنسانية المعذبة.

وبعبارات دالة تفتتح الكاتب القصة بقولها: "النور الحقيقى هو نور فى القلب يحرك العقل والوجدان".

وتستشهد بقوله تعالى: " أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٌ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ آذَانٌ يَسۡمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَارُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ " .

وتعوِّل الكاتبة على رحمة المجتمع بالذين فقدوا البصر، ولكنهم لم يفقدوا البصيرة ، ضاربة المثل بطه حسين قاهر الظلام . وقد تعاطفت مع شخصية "محمود"، وهى حقيقية أيضاً، وقد تساءل فى حيرة الإحساس بضعف حيلته أمام القصور المجتمعى فى رعايته، وهو من المحرومين من نعمة البصر، أيضا، وقوله : "العيب فى مين؟" مشفقة عليه وعلينا – نحن القراء- من صعوبات الحياة وقسوتها على الكاتبة نفسها وقد غرقت فى بحر الهموم وتقمصت شخصيات قصتها الذين قست عليهم الظروف لكف البصر فأرادت أن تضيئ لهم شمعة، وتقدم لهم أملاً فى مستقبل أفضل بالصلة مع الله ، والعمل على استثمار الإبداعات الصادرة عن المتميزين منهم، وتشجيعها، وتقديم الجوائز لهم، ونشر أعمالهم وغير ذلك من جهود تقوم بها الدكتورة/ سعدية العادلى خالصة لوجه الله.

فضلا عن الجائزة الخاصة للدكتورة/ سعدية العادلى للثقافة وأدب الطفل.

ووالدات ذوى الحاجات الخاصة عظيمات "واعيات متحضرات جُبلن على إنكار الذات راضيات بقضاء الله ، حَوَّلن المحَنة إلى منحة عظيمة، حوَّلن أحزان النفس إلى فرح ورضا كما تقول الكاتبة.

و"سلوان" الكفيفة ابنة الأربعة عشر عاما ملائكية الوجه، عذبة الابتسامة تُغنِّى فتعيش الكلمة وتُبرز معناها. و"محمود" حاصل على بكالوريوس الإعلام طموح كاتب قصة يسعى إلى تحقيق ذاته.

وقد برعت الكاتبة فى سرد قصة كفاح أسر ذوى كف البصر، والتضحية فى سبيل تربيتهم فى أسلوب يجدل بين قسوة الواقع والرضا بما قسمه الله ، بل ترى الكاتبة أنها أرادت إسعادهم فكانوا هم الذين أسعدوها.

وفى أثناء السرد تفيض روائع الثقافة المصرية بقيمها الأصيلة مميزة للشخصية الأدبية للكاتبة الدكتورة/ سعدية العادلى . وتصف الكاتبة العلاقات الأسرية الجميلة وحب الخير والعطاء فى مجتمع شخصيات القصة فى فصول سردية متتالية تنبع من نفس مُحِبة لكل جميل فى الصور الرائعة لحياة هذه الشخصيات، ورعاية أسرهم لهم.

وتحظى المهندسة أم سلوان باهتمام الكاتبة فتسرد صوراً رائعة لشخصيتها، خاصة كفاحها فى رحلة إصابة ابنتها "سلوان" بكف البصر. وكانت معاملة بعض الأطباء سيئة، كذلك الأخطاء فى عملية الولادة التى كادت تفقد الأم حياتها، مما دعا الكاتبة إلى دعوة الأطباء للرحمة بمرضاهم، والتنديد بأحدهم، وقد تسبب فى تكلفة العلاج مبالغ باهظة دون طائل، ومثله ممن يجيدون الرقص على الأحزان على حد تعبيرها.

فى الحضَّانة رعاية غير دقيقة "فيزيد الأكسجين على "سلوان" فيفقدها بصرها، ويقل عند "الحَسَن" توأمها، فيفقد النطق والقدرة على الحركة".

لقد عانت أمهما، وتخلت عن عملها مهندسة ناجحة لأجلهما، وجعلت نفسها العين التى تبصر بها ابنتها، والحيوية التى تمد بها ابنها.

وتتوالى فصول القصة التى تتناول حياة "سلوان" بين الحقيقة والخيال ، وحبها للغناء والموسيقى، ورعاية الأم وتنميتها لمهارة ابنتها فى ذلك حتى أصبحت دارسة بالأوبرا، ومشارِكة فى احتفال "قادرون باختلاف" بحضور الرئيس السيسى.

تصف الدكتورة/ سعيدة العادلى سلوان بقولها: "تقاوم الظلم بالرضا، والبكاء بالابتسامة الصافية".

وتخصص فصلاً، ضمن فصول كثيرة من القصة ، عن " أمل " أم سلوان عنوانه : "أمل صوت الصبر والرضا". فأم سلوان هى المنبع الصافى للحب والحنان والعطاء لابنتها ولابنها.

ويبرز حنو الأم فى حوارها مع ابنتها وهى تصف لها الفستان الذى اشتركت به فى حفل الرئيس. وتكتمل الدائرة الإنسانية المؤثِّرة عندما تتمنى "سلوان" أن تموت لترى فى الجنة كل شئ حُرمت من رؤيته فى الدنيا.

وتؤلف الدكتورة سعدية العادلى أغنية جميلة للأم تغنيها سلوان مطلعها:

أمى يا رمز الخلود

أمى يا أصل الوجود

تأثرا بقصة سلوان وأمها.

وتمضى قصة نجاح سلوان بتفوقها فى معهد الموسيقى العربية وتعيينها معيدة فيه.

وتناولت الدكتورة سعيد قصة حب ملحن شاب لسلوان، وعزمه على الزواج منها.

كما تناولت ما يمكن الإفادة منه من خلال الوسائل الحديثة للذكاء الاصطناعى فى التسهيل على المكفوفين فى حياتهم اليومية.

وفى رحلة أمل للعلاج فى الخارج يدور حوار إنسانى آخر بين سلوان وأمها فى الطائرة عن هذه الرحلة، وعن فستان الفرح الذى تصفه الأم لابنتها، كما تصف لها شكل الطائرة، ولبس مضيفة الطائرة، وذكريات السفر الأول لسلوان فى رحلة العلاج، والتفكير فى نتيجة العملية التى قد تنجح وقد تفشل.

لكن العملية نجحت عن طريق شريحة الذكاء الاصطناعى التى مكنت "سلوان" من استعادة البصر فى نهاية فنية سعيدة للقصة استعادت بها سلوان ما تخيلته قبل العملية وبعدها.

كان الفضل للأم التى وصلت بابنتها إلى تلك النهاية السعيدة ، ووصلت بالابن أن يكون منتجا للمنسوجات المشغولة فى المعارض الفنية فى رحلة كفاح نادرة.

عايشت الدكتورة/ سعدية العادلى أحداث هذه القصة الإنسانية المؤثرة، وكانت بطلة لها بوجودها المتعاطف مع الأم وابنتها، وبعملها الروائى فى هذه القصة وقد سكبت فى نسيجه قدراتها الفنية فى حبكة القصة ورسم الشخصية بأعماقها النفسية ودلالاتها الإنسانية بأسلوب يدل على شخصيتها الأدبية الرائعة.

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأربعاء 09:25 صـ
19 ربيع آخر 1446 هـ 23 أكتوبر 2024 م
مصر
الفجر 04:35
الشروق 06:02
الظهر 11:39
العصر 14:51
المغرب 17:16
العشاء 18:34