عماد فرغلي يكتب: مركز تكوين ولا مساس بالدين
أنا حوامنذ أن تم الإعلان عن تأسيس وتدشين مركز تكوين للفكر في مصر والمطالبات بإغلاقه لا تتوقف سواء من المواطنين الطبيعيين أو من المعنيين بالشئون الدينية والعلماء في الأزهر الشريف الذين حذروا منه واعتبروه أول مشروع علني منظم يهدف للتشكيك في ثوابت الشريعة الإسلامية من العقيدة والسنة النبوية ونشر الإلحاد في مصر والوطن العربي .
لقد كتب المركز شهادة وفاته قبّل ميلاده لأسباب جوهرية ومنطقية فالمصريين بمرونتهم المعهودة وسماحتهم المشهودة يتحولون إلى وحوش كاسرة إذا ما تعلق الأمر بدينهم أو في حال المساس بعقيدتهم او الاقتراب من النبي المصطفى والصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين ، والسر في رفضهم التام لقيام هذا المركز يتلخص في ثلاث كلمات ( المسمى - الأهداف - الأعضاء) .
فمن حيث المسمى فكلمة "تكوين" في قاموس المعاني لها عدة مرادفات ، منها : إِبْتِداع , إِبْتِدَاء , إِبْتِكَار , إِحْداث , إِخْتِراع , إِسْتِحْداث , إِسْتِنْباط , إِكْتِشاف , إِنْشاء , إِيْجاد , خَلْق , صُنْع . وكل كلمة من هذه المرادفات إذا ما اقترنت بالدين الإسلامي تصبح كبيرة من الكبائر ، وكمثال لنأخذ أي كلمة منها ونضعها في جملة : ( ابتداع دين إسلامي - انشاء دين اسلامي - صنع دين إسلامي - خلق دين إسلامي ) آلا في ذلك شرك والعياذ بالله "الله اعلم"
ومن حيث أهداف المركز سأذكرها كما تم الإفصاح عنها من قبل المنشئين له :
- [ ] بث روح التجديد والإصلاح في الفكر الديني، لكي يعود إلى مكانته المرموقة وتمكنه من التكامل مع مستجدات العصر
- [ ] تطوير الفكر الديني في الوطن العربي ليواكب التقدم المطلوب في جميع المجالات الفكرية والعلمية والعملية
- [ ] تأسيس جسور تهدف للتواصل بين الثقافة المتجددة حول العالم والفكر الديني
- [ ] إعادة النظر في الموروث الديني المتسبب في عدة مآزق فكرية ودينية واجتماعية، ما أدى إلى ظهور بعض المنظمات المتطرفة
ويتبنى المركز أهدافًا معلنة تتمثل في تعزيز الفكر الحر والنقاش المفتوح في المجتمع العربي وتشجيع البحث العلمي والتفكير النقدي في القضايا الدينية والفكرية ، وإذا ربطنا بين مسمى المركز وأهدافه تتضح لنا نوايا مؤسسيه والداعمين والممولين لهم ، ولا يحتاج الأمر لمزيدا من التوضيح .
ونأتي للأعضاء ، فيتكون مجلس أمناء المركز من 6 أعضاء من بلدان مختلفة وهم :
من مصر إبراهيم عيسى - إسلام البحيري - يوسف زيدان ومن تونس ألفة يوسف ومن لبنان نايلة أبو نادر ومن سوريا فراس السواح .
تمعنوا في الأسماء جيداً من غير التقليل من شأنهم ، هل من بينهم من درس علوم الدين في اي جامعة اسلامية أو عالم من علماء الأزهر أو أحدا من منظمة التعاون الإسلامي أو من هيئة كبار العلماء من أي دولة عربية أو اسلامية ، الإجابة لا يوجد . ما هو مرجعهم ، الاجابة قراءتهم وكتابتهم .. أفكارهم وآرائهم .. قناعتهم وتصورهم .. آمالهم وأحلامهم .. مشاعرهم وأحاسيسهم ، وهل لهم آراء متداولة في أي أمر من أمور الدين ، الاجابة نعم وهي آراء تتعلق بالحجاب والميراث والمثلية والخمور والمذاهب والمعراج والأضحية ، وكلها تخالف ثوابت الدين وفتاوى العلماء .. هل لديهم قبول لدى الشارع الإسلامي الاجابة بالطبع لا ، ولكن لديهم متابعين ومريدين ممن يميلون لمنهجهم ومن بينهم أعداد من الشباب من الجنسين ، وهنا يكمن الخطر إذا تأسس المركز وزاول نشاطه فسوف ينشر فكره على نطاق أوسع وربنا يستر على شبابنا .
ومن المهم أيضا التذكير بأن بعض الاعضاء في مجلس أمناء مركز تكوين للفكر لهم آراء مناهضة للأزهر الشريف ودائما ما يقللون من دوره وشأنه ومن كوادره ومشايخه ويفصحون عن ذلك على المشاع ، فهل يخططون لكي يصبح مركزهم هو البديل الأصلح للأزهر في المستقبل ؟ ربما يكون ذلك هو توجههم .