د. حياة عبدون تكتب.. هل أنت رمادي؟
أنا حوااللون الابيض واللون الاسود عنوان الاناقة وألوان الحياة.. فاللون الابيض واللون الاسود هما شعاران واضحان للحياة ليس هناك خلط بينهما.. فالابيض أبيض.. والاسود أسود.. هما ألوان واضحة واختيارات محددة ومواقف ثابتة في الحياة، و"القلوب البيضاء" هي القلوب المتسامحة والمعطاءة، الودودة، و"القلوب السوداء" هي القلوب المليئة بالحقد، بالغيرة، بالطمع، بالحسد، بالتلون، بالفساد وبالشر.
ولكنني في الفترة الاخيرة.. قد لاحظت أختفاء اللون الابيض والقلوب البيضاء من حولنا وساد اللون الاسود أو اللون الرمادي !! ... اختفي الوضوح ..الايجابية , الثبات علي الموقف , العطاء , الامل , الايمان , الاخلاق , الشفافية , الامان , الدفء و سادت الانانية الطمع . الكراهية . التشاؤم.
أصبحنا نلجأ للون الرمادي و أصبح هو اللون الحقيقي للحياة، كثير من علماء النفس يروا أن اللون الرمادي هو " لون المصلحة الشخصية , لون "الانا " , الحيادية , السلبية , المجاملات , التلاعب بالالفاظ , الكابة , الركود , قلة النشاط , قلة الحيلة , عدم الرغبة في المشاركة , الاحباط , التحفظ , شدة الحذر , الشك , التشائم , الانعزال , فقدان الثقة قي النفس , عدم الرغبة في التميز و التفوق.
هل تتفق معي أننا أصبحنا نعيش اللون الرمادي ؟ .. هل أصبحنا نتننفس السلبية و الامبالاة ؟..هل أصبحنا نكره التحدي و التفوق , مستسلمين لحالة اليأس و الركود كما يشاع عنا أو كما يحاول أعداؤنا التشكيك في قدراتنا علي اجتياز مشاكلنا ؟.
لا اعتقد.. لا اعتقد ان الشعب الذي أفشل لامريكا مخططها لتقسيم مصر ممكن أن يعود الي الوراء و أن يعود رماديا او أن يقبل الان ان يعيش علي هامش الحياة و أن يحيا حياة رمادية.
لا أعتقد أن الشعب الان ممكن ان يقبل وزيرا أو مسئولا رماديا .... لا اعتقد ان الشعب االذي رفض أن يتم التفريط في أرضه و سرقة وطنه أو سيطرة الارهاب علي أراضيه .... يقبل أن يكون رماديا؟.
لا اعتقد ان المرأة المصرية ستقبل الان بأنصاف حلول لمشاكلها أو بعدم احترام مكاناتها الفكرية و العلمية او بعدم تصدر كوادرها للمشهد السياسي والاداري.. لا اعتقد ان الشباب سيقبل الان من لا يحترم عقله و طموحه .
ان لحظات اليأس التي تنتابك أو تنتابني ما هي الا استراحة محارب , أو حالة تأمل و مراقبة للاحداث .. للمواقف .. للشخصيات لتصنيفهم و تقييمهم .. لكننا نرفض جميعا اللون الرمادي ...الحياة الرمادية ... المسئول , السياسي , الاعلامي الرمادي . أننا نرفض كل ما هو سلبي أو محايد.
أننا كمصريون أصبحنا نكره و نرفض اللون الرمادي في حياتنا، لاننا نعيش الان حالة حرب ..و من لا يدرك ذلك فهو خارج الزمان و المكان.. وفي حالة الحرب التي تعيشها مصر الان علي حدودها الشرقية و الغربية والجنوبية لا نقبل بيننا كل من هو سلبيا، محايدا، راكدا، متشائما.. رماديا..!!!