فريدة الشوباشي تكتب.. الأسعار والتجار
أنا حواسمعت فى الأيام الأخيرة قصصًا وحكايات مفزعة عن ارتفاع الأسعار في مصر نتيجة لجشع التجار، وبطبيعة الحال عما يصاحب هذا الارتفاع الكبير بما يثير سخط المستهلك.. فعلى سبيل المثال عاصرنا فترات ارتفعت فيها الأسعار ولكن بشكل مقبول، فمثلًا نشترى البيضة بجنيه بعدها بعدة أشهر يرتفع السعر الى جنيهين او ثلاثة جنيهات، غير أن المثير فى هذه الأيام أن تذهب لشراء سلعة بسعر محدد، اليوم مثلًا، وفى اليوم التالى مباشرة، تقصد نفس البائع فإذ بك تفاجأ بارتفاع جنونى، وقال لى صديق إنه عندما عاش هذه التجربة الغريبة، سأل البائع، كيف ارتفع السعر الى هذا الحد، بينما لم تقع أحداث جديدة تبرره وهو خاص بذات السلعة التى اشتراها بالأمس القريب بأقل من ذلك بكثير، فأجاب البائع بصفاقة، هذا هو السعر وعليك دفعه بدون تعليق و الا فلتتركه!!.
أظن أن من يعبثون باحتياجات المواطن بهذه الجسارة الغريبة، وليس كل الظن إثما، أن هناك مخططا أكيدا بمواصلة الحرب ضد دولة الثلاثين من يونيو ومحاولة إفشالها بعد فشل دولة إخوان الشر فى تنفيذه، وبدليل محاولات إفشال أى مشروع قومى باستخدام أحط الأسلحة، خاصة سلاح الشائعات وحرف الاهتمام بالعمل والعبور بالوطن من عقود الركود والتخلف الى آفاق تليق بأم الدنيا..والتساؤلات التى يحتار فيها المواطن ولا يجد جوابا يشفى غليله، ومنها، بمن يستقوى هؤلاء، وأين الرقابة على الأسعار والأنشطة المدمرة بإخفاء سلع أساسية وتخزينها للتحكم فى الأسواق.. من المهم لجم سعار تجار السوق السوداء ومواجهة من يثيرون إثارة القلق الشديد حيال الغد الذى يصورونه على أنه قدر مصاحب لدولة يونيو؟.. ولماذا لا تفضح الدولة هؤلاء المتلاعبين بمصير الوطن باستغلال الظروف العالمية البالغة الصعوبة من جهة وضعف الوعى الجماهيرى، مع تقصير المؤسسات والمسئولين عن القطاعات التى تعانى الأزمات، ولا شك أن فضح العناصر المخربة التى تستغل الصعوبات العالمية هو ما يجعل المواطنين فى انتظار ردع هؤلاء.. أن الارتفاعات فى الأسعار بلغت مستوى كبيرا، ونعرف الأزمات الحالية الناجمة عن الحرب الروسية الغربية، والتى لا ناقة لنا فيها ولا جمل، والتى يلعب فيها الرئيس الاوكرانى دورا مرسوما، غير أن الارتفاع الذى يحدث يوميا يصعب تصديق انه ناجم عن تلك الظروف، فالارتفاع لا يحدث بعد فترات زمنية معقولة، بل إن ما تشتريه اليوم بسعر، يزيد بصورة غير منطقية فى اليوم التالى، مما يؤكد أنه مقصود.. ان الجماهير التى أيدت الثورة وساندتها، تنتظر فضح المتلاعبين بقوت الشعب، فالصمت فى مواجهة من يرتكبون خيانة عظمى وأعتقد أننا فى حاجة ماسة وملحة للتدخل ومواجهة هؤلاء المستغلين.