د. وسيم السيسي يكتب.. ومن أنوارهم قبست أوروبا!
أنا حوااليونانيون يعرفون أنهم تلاميذ للمصريين فى حضارتهم الراقية: دكتور طه حسين- مستقبل الثقافة فى مصر. قامت حركة ترجمة كبرى فى العصر العباسى الأول. ظهرت مجموعة كبرى من علماء المسلمين، أضاءوا أوروبا بعلومهم وأفكارهم. يقول إرنست رينان: توما الأكوينى مدين لابن رشد فى فلسفته، ودانتى لأبى العلاء فى الكوميديا الإلهية، ألبرت الكبير لابن سينا فى كل شىء. رسالة من الملك جورج الثانى، ملك إنجلترا والغال (فرنسا)، السويد، النرويج، إلى هشام الثالث فى مملكة الأندلس: سمعنا عن الرقى العظيم، معاهد العلم، أردنا اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم فى بلادنا... إلخ، كانت طليطلة كنوز المعرفة للغرب، وقرطبة أعظم أسواق الكتب فى العالم، أشبيلية موطن الموسيقى والغناء وبلد الحدائق الرائعة والجمال.
ظهر عالِم الكيمياء جابر بن حيان من إيران ٧٢٠م، وضع قواعد فى المنهج العلمى التجريبى، الخوارزمى أبوالرياضيات من بغداد القرن التاسع الميلادى. أما القرن العاشر الميلادى، فقد كان ثريًّا بالزهراوى أبوالجراحة «إسبانيا»، البيرونى عالِم الجغرافيا الفلكية «إيران»، الفارابى، المعلم الثانى بعد أرسطو صاحب أضخم كتاب فى الموسيقى، ابن يونس عالِم الأرصاد الفلكى، الذى شيد مرصدًا فى حلوان «كان مصريًّا». جاء القرن الثانى عشر ومعه ابن رشد آخر الفلاسفة العرب، وُلد فى قرطبة، كان يدعو للعقل، كاد يُعدم، لولا أن السلطان نفاه إلى أليسانة، ثم أفرج عنه، أحرقوا كتبه، ظهر ابن البيطار عالِم النبات، وُلد فى الأندلس، اكتشف ٣٠٠ نبات، كما ظهر الإدريسى عالِم الجغرافيا، الذى صنع كرة فضية نموذجًا للأرض، هذا العالِم وُلد فى صقلية، كما وضع ٧٠ خريطة للأرض. جاء القرن الثالث عشر ومعه القزوينى عالِم الجيولوجيا «إيران»، وبرهن على دوران الأرض قبل كوبرنيكس بثلاثة قرون.
جاء القرن الرابع عشر الميلادى ومعه عالِم الحيوان المصرى: الدميرى، صاحب كتاب: حياة الحيوان الكبرى، الذى تفوق على كتاب الحيوان للجاحظ، كما جاد هذا القرن بابن بطوطة «طنجة- المغرب»، هذا الرحالة يحكى لنا قصصًا أغرب من الخيال. أخيرًا يأتى القرن السادس عشر بـ«أبوالصيدلة»: الأنطاكى «أنطاكية- سوريا»، ترك لنا تذكرة داوود من ٣ أجزاء، جاء مصر واستقر فيها كبيرًا للصيادلة.
تعرض ابن الهيثم عالِم البصريات للقتل من الحاكم بأمر الله لأنه رفض فكرة بناء سد فى أسوان، وقال لأخت الحاكم «ست الملك»: هؤلاء الجبابرة الذين بنوا الأهرامات، لم يكن ليصعب عليهم بناء سد، ولكنهم عرفوا أن هذا السد سوف يحرم مصر من الغرين «الطمى»، الذى تكونت مصر منه وتعيش عليه زراعيًّا، قالت ست الملك: أخى سوف يقتلك!، ادّعَى الجنون!، حبسه الحاكم فى زنزانة لها فتحة حتى يتأكد من جنونه، ومن هذه الفتحة كانت فكرة الكاميرا، أى الخزانة ذات الثقب!، تم اغتيال الحاكم بأمر الله على جبل المقطم، وقالوا: الله اختطفه، هرب أتباعه إلى جبال الشام (سوريا ولبنان)، وهم الآن الدروز، وهو بالنسبة لهم الإمام المغيب، الذى ينتظرونه، كان ابن الهيثم من مواليد ٩٦٥م.
أخيرًا، جماعة رائعة تؤمن بالعلم اسمها: إخوان الصفا وخلان الوفا، كانت فى القرن العاشر الميلادى، دمروها، وقضوا عليها، إنها الجماعة التى قالت: اعلم أن الساعة الأولى من نهار الأحد للشمس، والاثنين للقمر، والثلاثاء للمريخ، والأربعاء لعطارد، والخميس للمشترى، والجمعة للزهرة، والسبت لزحل. أخذ الغرب بهذا التقسيم، وأطلق على الأحد Sunday، والاثنين Moonday، التى أصبحت Monday، والثلاثاء Marde، وهى من Mars، أى المريخ، أو تيوزداى، وتيوز هو كوكب الحرب الأحمر عند أمم الشمال، والأربعاء لميركورى Mercredi، أى عطارد، والخميس Jude، من جوبتر، أى المشترى، والجمعة للزهرة فينوس Vendredi، والسبت لزحل ساتيرن، فأصبحت Saturday، وزحل هو أجمل الكواكب، ولا أعرف لماذا يقولون: يوم زحل أى سيئ!.