عذرًا أيها المشاهدين لقد مـــات ضمير العالم
«خذ البسكويت معك للجنة».. مشهد يُبكي القلوب لفلسطيني يودع طفله الشهيد.. فيديو
أنا حوا أنا حوايمسك بيده تارة، ويُقبل قدمه أخرى، يبكي ويصرخ ويجلس إلى جوار كفنه، محاولًا وضع قطعة الحلوى في يديه بعد استشهاده، ليوثق المصور الفلسطيني بلال خالد، الوداع الحزين من إبراهيم الغف لطلفه الصغير «فراس»، الذي استشهد في استهداف منزلهم بخان يونس، من قبل صواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي.
«خذ هذا البسكويت معك إلى الجنة، جبتلك إياه يا بابا، ليه ملحقتش تاكله؟»، وداع حزين من «الغف»، لطفله، وفق بلال خالد: «الصواريخ استهدفت بيت عائلة الغف بخان يونس، وقتلت 12 شهيدا بينهم 4 أطفال وزوجة إبراهيم، بعد رحلة نزوحهم من غزة إلى جنوب خان يونس، وهذاد اللي بيحصل مع كل عائلات غازة».
لحظات مؤثرة، استطاع «خالد»، توثيقها بعدسته خلال تواجده بأحد مناطق خان يونس، بينها محاولة «الغف»، تويدع زوجته وطفله وأفراد أسرته: «كانت لحظات قاسية وخاصة الطفل فراس لم يتخط عمره العامين ونصف، وده أصغر شهيد في عيلتهم، وإبراهيم كان بيعيط ويصرخ ويقول طلب مني حلوى وشوكولاتة وبسكويت».
في الصباح خرج «الغف»، بحثا عن رغيف الخبز بعد توقف المخابز في خان يونس، ليطلب منه صغيره إحضار الحلوى والبسكويت، لكنه لم يستطع تلبية طلبه، وفقا له: «جبتلك البسكويت والحلوى يا أبا، وكان نفسي تاكلهم، هاي الحلوى اللي طلبتها قبل ما تستشهد يا صغيري، خدها معاك إلى الجنة، ما راح أنساك أبدا».
لم يتمالك رب الأسرة أعصابه حينما عاد حاملا بعض أرغفة الخبز في إحدى يديه وفي الأخرى حمل حلوى طفله، ليتفاجأ بتدمير المنزل الذي كان يأوي عائلته، بعد نزوحها من غزة منذ أكثر من شهرين: «نزحنا من غزة إلى الجنوب واعتقدنا أن هناك سيكون أكثر أمانا، لكن لم نجد مكان آمن في فلسطين، صواريخ الاحتلال قتلت أسرتي دون ذنب، زوجتي وطفلي، فحسبي الله ونعم الوكيل».