د. حبيبة محمدي تكتب من الجزائر.. لغتنا في عيدها؟!
أنا حوااللغةُ العربية هى صَدَفَةٌ جميلةٌ وثمينةٌ، جوهرةُ أمتِنا وتاجُ رؤوسِنا. إنَّ اللغةَ العربية من المقوّمات الأساسية لهويّتنا العربية، وأحدُّ مكوّناتِ انتمائِنا العربى الراسخ، وقد قال شاعرُ النيل «حافظ إبراهيم» على لسانِها:
«أنا البحرُ فى أحشائِه الدُرُّ كامنٌ/ فهل سألوا الغَوَّاصَ عن صَدَفاتى؟!».
يحتفلُ العالَمُ باليومِ العالمى للغةِ العربية، والذى سطرتْه «اليونسكو» فى تاريخ «١٨ الثامن عشر من ديسمبر» من كلِّ سنة؛ وكلّما مرتْ السنون، تزدادُ التحدّياتُ التى تواجهُها اللغةُ العربية فى العالَم، بل وفى ديارِها وبين أهلِها!.
كتبتُ سابقا نداءً، أخاطبُ فيه شعوبَنا فى أوطانِنا العربية:
(أبناء أمّتى: لا تتركوا اللغةَ العربيةَ منفيةً بينكم!).
إنَّ لغتَنا العربية هى من أعظمِ وأجملِ اللغاتِ فى العالَم، وأكثرها انتشارًا، حيث يتحدثُ بها حوالى أكثر من ٤٠٠ مليون نسمة كلغةٍ أمّ، كما يتحدثُ بها من غيرِ العرب قرابة العدد نفسِه كلغةٍ ثانية.
كما تُعدُّ اللغةُ العربية ركيزةً أساسية من ركائزِ التنوّع الثقافى للبشرية، ويكفيها تكريمًا أنَّ القرآنَ الكريم نزلَ بها:
بسم الله الرحمن الرحيم:
((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون)).
صدق الله العظيم.
إنَّ اللغةَ العربية التى أَعْلى من شأنها القرآنُ الكريم، وحفظها دينُنا الحنيف، حريٌّ بنا، نحن أبناءها، أن نحافظَ عليها ونحميها من الاندثار أو من أى مكروهٍ قد يصيبها.. والمقصود هنا محاولة القضاءِ عليها وإضعاف مكانتِها ودورِها، ومحاولة استبعادِها والعمل على تقهقرِها أو اندثارِها فى العالَم عامةً وفى الأمةِ العربية بخاصةٍ، ومن واجبِنا الحفاظُ عليها، فنحن عشاقُها وحراسُها ومحبُّوها!، وهى ليستْ «لغة الشِّعر والفنون» فحسب، بل إنّها لغةُ القلب والهويّة، لغةُ العزّة والكرامة، لغةُ العروبة والقومية العربية.
قال «ابن خلدون»: «إنَّ اللغةَ أحدُّ وجهى الفِكرِ، فإذا لم تكنْ لنا لغةٌ تامة صحيحة، فليس يكون لنا فكرٌ تامٌ صحيح».
كما يرى أيضًا: (أنّ اللغاتِ جميعها مَلكاتٌ شبيهة بالصناعة، أى أنَّ اللغةَ تُتعلّم كما تُتعلّم صناعةٌ ما، و«المَلكَة» عنده هى مهارةٌ ثابتة تُكتسبُ عن طريق التَعلُّم، سواء تعلَّق الأمرُ باللغةِ أو بغيرِها من الصنائع).
أما النشءُ، فعليهم بطريقةِ اكتسابِ اللغةِ العربية، وهى عند «ابن خلدون»: (حفظُ كلامِ العرب القديم، وجعلُ القرآنِ الكريم والحديثِ الشريف من أوّل ما ينبغى أن يُحفظ، ابتغاءَ هذه المَلَكة، ثم يأتى بعد ذلك كلامُ السلفِ عامة، ثم كلامُ فحولِ العرب).
حفظَ اللهُ لغتَنا العربية فى جميعِ بقاعِ العالَم، وحفظَ أمتَنا العربية.
المجدُ للوحدةِ العربية!.