مستشارة شيخ الأزهر: المرأة صاحبة الدور الأبرز في النهوض الحضاري بالأمم والشعوب
أنا حوا أنا حواقالت الدكتورة، نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، إن الإسلام بحقٍّ ساوى بين المرأة والرجل في كثير من الحقوق والواجبات، حسب ما يتناسب والطبيعة الجِبلِّيَّة لكل منهما، واعتبر المرأةَ شريكةً للرجل وقسيمته في العيش على هذه المعمورة، ويتجلَّى ذلك في قوله تعالى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْن﴾ وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّما النِّساءُ شَقائقُ الرِّجال».
جاء ذلك خلال كلمتها بالمؤتمر «الآسيوي-الإفريقي الأول للوسطية الدينية: الدين والوسطية الإنسانية» الذي تنظمه وزارة الشئون الدينية الإندونيسية في مدينة «باندونج» الذي بدأ أمس ويختتم أعماله غدا حيث ألقت مستشار شيخ الأزهر، كلمة في فعاليات الجلسة الأولى من المؤتمر بعنوان «المساواة بين الجنسين وأدوار المرأة والاعتدال».
وأضافت مستشار شيخ الأزهر، أن المساواة نابعة من خلال دعوة الإسلام إلى الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتشدد والتطرف والانحلال، تلك الوسطية التي وصف الله سبحانه وتعالى المسلمين بها فقال: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾.
وأكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن الإسلام لم يقف بالمرأة عند حدِّ المساواة بالرجل، بل جعل لها إرادتها الخاصة في كثير من شئون الحياة؛ من حرية تملُّك المال، وحِفظه والتَّصرُّف فيه، وغير ذلك، وجعل لها أدوارًا في المجتمعات المختلفة، هذه الأدوار من شأنها أن تسهم بدور كبير وفعَّال في الحث على الاعتدال والوسطية على المستويين الديني والإنساني؛ مشيرة إلى أن صاحبة الدور الأبرز في النهوض الحضاري بالأمم والشعوب؛ باعتبارها أُمًّا وزوجة، فهي المحور الرئيس في الأسرة، وتتحكَّم في تصرفات أفرادها وتضبطها؛ فتُقوِّم المعوجَّ وتُصلِح المُنحلَّ، وتصنع الأجيال الذين يُشكِّلون المستقبل للأمم والشعوب، ويَبنون الحضارات في كافة المجالات؛ الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية وغير ذلك.
وأوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي، أن هذا الدور الذي تقوم به المرأة في المجتمعات من شأنه أيضًا أن يوجِّه الفكر والسلوك، ويدفعه إلى الاعتدال والتزام الأخلاق الحميدة؛ وذلك لِمَا تزرعه في النشء من غريزة دينية قائمة على أساس شرعي بعيد عن التشدد والتنطُّع والتقعر في الآراء والأفكار، مرجعه قوله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» الذي هو علَمٌ مِن أعلام النبوة، كما قاله ابنُ التِّينِ.
وأشارت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، إلى دور الأزهر الشريف وعلى رأسه شيخه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور، أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في التضلع بقضايا المرأة والاهتمام بها من منطلق الثوابت الشرعية، فقد أكد أن الإسلام حفظَ للمرأة حقوقها، وأبرز دورها في المجتمعات، وأن هذا من مقتضيات الوسطية التي اتسم بها الإسلام، وليس أدَّل على ذلك إلا ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر الأزهر الشريف للتجديد المنعقد في يناير سنة 2020هـ من القول بجواز أن تتقلد المرأة جميع الوظائف التي تتلاءم وطبيعتها بما في ذلك الوظائف العليا بالدُّول، وإثبات حقها فيما سماه العلماء بحق الكد والسعاية، وحرمة التعسف معها في طلاقها؛ لعدم الإضرار بالأسرة وأفرادها، وغير ذلك.