مديرة المرصد الإفريقي للهجرة: الاحتلال الإسرائيلي قتل 15 ألف مدني بعد 7 أكتوبر ومائة ألف خلال 75 عامًا
أنا حوا أنا حواقالت السفيرة د. نميرة نجم إن انخراط منظمة الاتحاد الإفريقي في قضايا تقرير المصير وإنهاء الاستعمار وإنهاء الاحتلال لا يتوقف عند حدود إفريقيا، على الرغم من ولايتها الإقليمية، بل على العكس من ذلك يمتد إلى دعم النضال من أجل استقلال البلدان النامية الأخرى مثل مشاركتها التاريخية في القضية الفلسطينية، وأخيراً في المطالبة بوقف التطهير العرقي ضد السكان المدنيين في فلسطين وإدانة جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني ضد المدنيين في كل من فلسطين وإسرائيل، وهذا بالتأكيد شيء يريد المحامون الأفارقة استكشافه بشكل أكبر وكيف يلعب الاتحاد الإفريقي مثل هذا الدور على مستوى العالم.
جاء ذلك في محاضرة السفيرة تحت عنوان "النداء الفريد للاتحاد الإفريقي للمحامين الدوليين من أصل إفريقي " في مؤتمر الاحتفال العشريني لدورية مراجعة قانون المنظمات الدولية التي نظمها قسم القانون الأوروبي والدولي والمقارن بجامعة فينيا نوفمبر الجارى.
وأضافت السفيرة أنه استنادا إلى خبراتها الواسعة كقانونية دولية، والتي حظيت به من خلال شرف العمل كدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، وكمستشار قانوني للاتحاد الإفريقي لمدة خمس سنوات، تستطيع أن تؤكد أن الاتحاد الإفريقي يحظى بجاذبية فريدة من نوعها بالنسبة للمحامين الأفارقة، ليس فقط لالتزامه بإيجاد الحلول الإفريقية، ولكن أيضا بدور المنظمة التاريخي في إنهاء الاستعمار، والنضال من أجل السيادة الإفريقية، فضلا عن دورها الديناميكي في التكامل الاقتصادي، وحقوق الإنسان، وحل النزاعات، والاعتراف بالقانون العرفي.
وأوضحت السفيرة أنه في حالة إنهاء الاستعمار والسيادة يتمتع الاتحاد الإفريقي بسياق تاريخي متأصل في إنهاء الاستعمار في إفريقيا، وقد يجد المحامون من أصل إفريقي أهمية في العمل على وضع أطر قانونية تحمي وتعزز سيادة الدول الإفريقية، وتضمن أن أنظمتها القانونية ليست من بقايا الحكم الاستعماري ولكنها تستجيب لاحتياجات وتطلعات الشعوب.
وأوضحت أن مشاركة الاتحاد الإفريقي في قضية أرخبيل تشاغوس واسترداد دولة موريشيوس من الاستعمار البريطاني أمام محكمة العدل الدولية، كانت مثيرة لاهتمام المحامين الأفارقة، وكان من دواعي سرورها قيادة فريق الاتحاد الإفريقي كمستشار قانوني سابق للاتحاد الافريقي، وأنها حرصت على أن يكون الفريق من المحامين الأفارقة فقط، وتستطيع أن تقول أن التزامهم ومشاركتهم كانت استثنائية.
وأبرزت السفيرة مشكلة الهجرة والنزوح الداخلي بين الدول الافريقية وإلي خارج القارة بأسبابه المتعددة الناتجة عن أزمات الحروب الأهلية، والنزاعات بين الدول والانقلابات العسكرية، وغياب الحكم الرشيد والتدوال الآمن للسلطة في عدة دول، والمشاكل الاقتصادية، بالإضافة الي العوامل المستجدة من تطرف المناخ التي تؤدي إلي الكوارث الطبيعية غير المسبوقة بالقارة، وأشارت الي توجه المرصد الإفريقي للهجرة نحو مشروع دراسة القانونية مع القانونيين الأفارقة للآثار المترتبة علي النتائج من الزيادة المتوقعة في انفجار أعداد الهجرة واللجوء، وأن أنشطة المرصد تقع ضمن اهتمامات المحامين من القارة، لأنها تمس حقوق المهاجرين وحقوق الإنسان والقانون الدولي بشكل عام الذي يسمح بحرية تنقل للإنسان بغض النظر عن لونه أو عرقه أو جنسه.
وأضافت أن المحامين بشكل عام متحمسون للسعي من أجل الحقوق، والمحامون الأفارقة في القارة أو في أي مكان آخر ومهتمون باكتشاف ما يفعله الاتحاد الإفريقي للنضال من أجل الحقوق في القارة ويطمحون إلى منظمة قوية تأخذ تنميتنا وفقًا لأجندة 2063 إلى مستوى آخر.
وسلطت السفيرةً الضوء بإسهاب على بعض الجوانب الرئيسية الأخري التي تساهم في تميز الاتحاد الإفريقي، منها الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية التي قد ينجذب المحامون الأفارقة إلى فكرة تشكيل الأطر القانونية ذات الصلة ثقافيًا وسياقيًا بالمجتمعات المتنوعة داخل إفريقيا.
وأكدت السفيرة، أن ما يحدث فى غزة من إبادة جماعية يؤثر مباشرة على إحدى دول القارة، ومحاولة تهجير إسرائيل سكان غزة قسريا إلى سيناء لإنهاء القضية الفلسطينية ضد قواعد القانون الدولي، هذا بالإضافة إلى موقف الاتحاد الافريقي ومن قبله منظمة الوحدة الإفريقية الثابت من القضية الفلسطينية بضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وحماية المدنين وإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل وهى محل لقرارات سنوية من الاتحاد الافريقي، وبالتالى كان طبيعيا أن يستمر الاتحاد في ذات النهج خاصة، ولنفس الأسباب رفض الاتحاد الإفريقي منح إسرائيل صفة عضو مراقب بالاتحاد، فموضوع الاحتلال والاستعمار وإنهائه لا يزال أحد أهم أولويات الاتحاد، حيث أن ما نراه الآن من تدمير للمستشفيات والبنية التحتية وقتل الأطفال غير مسبوق في التاريخ الحديث ومن غير المقبول الصمت بشأنه، فالأطفال الفلسطينيون الذين قتلوا بالقصف الاسرائيلي في غزة في زمن قياسي، خلال شهر ونصف فقط أكثر من 12 ضعف الأطفال الذين قتلوا في أوكرانيا علي مدي سنتين، إنها إبادة جماعية ومذبحة للأبرياء ومستمرة بتأييد وبتمويل أمريكي أوروبي مشترك، وماحدث في 7 أكتوبر كان ضد محتل يدعي أنه يدافع عن نفسه رغم أنه قتل 100 ألف مدني فلسطيني علي مدي 75 عاما قبل هذا التاريخ، وأضاف 15 ألفا بعد هذا التاريخ وفي شهر ونصف فقط وبقنابل محظورة دوليا.