هند الصنعاني تكتب.. انتصارات أكتوبر.. ثأر العرب في يوم ”الكيبور“
أنا حوايهل علينا شهر أكتوبر من كل سنة وتهل معه نسمات الفخر والعزة، ملحمة عظيمة ورمز خالد تحققت فيه الإرادة المصرية والعربية وأُرغِم فيه الجيش الإسرائيلي على الخضوع وسِيق إلى السلام رغم أنفه وترك أرض سيناء الطاهرة ذات الرمال النقية التي كانت شاهدة على بسالة جيش عظيم ضحى بالروح من أجل استرجاع أغلى بقعة على أرض مصر.
حرب "يوم الكيبور" أو "يوم الغفران" حسب التسمية لدى اليهود، ذكرى أليمة لدى الإسرائليين، هذا اليوم المقدس لديهم هو اليوم الأخير من أيام السنة اليهودية وحسب معتقداتهم هو يوم التكفير عن الذنوب، يلتزمون فيه البيوت ولا يقومون بأي نشاط، تفاجأوا بالحرب يومها مما جعلت التعبئة المنتظمة لقوات الإحتياط أمرًا مستحيلًا.
خمسون سنة مرت ولازالت مصر تستمتع بلذة الانتصار على اسرائيل، فلم تكن مجرد حرب عسكرية بل كانت اختبارا حاسما حولت الشعب المصري إلى بطل حمل شعار "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، ولم تكن حرب أكتوبر فقط حربا للعبور وتحرير أرض مصرية، بل كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ الأمة العربية، فقد حظيت مصر بدعم عربي واسع بعدما سارعت القوى الغربية لدعم اسرائيل لكن العالم تفاجأ بتكاثف المصريين والعرب وهذا التلاحم ساهم في إعادة رسم خريطة قوى العالم.
ومن بين الجيوش التي لعبت دورا بارزا في تحقيق النصر، مشاركة الجيش المغربي ومساندته لأشقائه المصريين والتي كانت المشاركة الأقوى بقيادة قائد همام المغفور له الملك الحسن الثاني والذي كان مدافعا قويا عن القضايا العربية حيث أمر بإرسال "تجريدة مغربية" قدر عددها ب 11 ألف ضابط وجندي مغربي ومئات الدبابات والطائرات المقاتلات F5، وقدم المغرب عددا من الشهداء كان على رأسهم الجنرال الصفريوي ومساعده عبدالقادر العلام الذي استشهد بقذيفة فسفورية إلى جانب عدد من الجنود المغاربة.
لم تقتصر المشاركة المغربية على الجنود فقط، فقد شارك الشعب المغربي بطريقته وقام بتنظيم حملات تبرع بالدم قبل وأثناء وبعد الحرب لفائدة الجيوش المقاتلة على الجبهة لتمتزج دماء المصريين بدماء المغاربة ويشهد التاريخ أن علاقة المملكة المغربية بمصر علاقة ملحومة بأواصر أبدية.
حرب أكتوبر، حرب الشعب المصري والأمة العربية بشهادة التاريخ هو أهم نصر عربي في التاريخ الحديث، حلم ظل مؤجلا منذ هزيمة 67 لمدة 6 سنوات، من خلاله تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف وتدمير مواقع الجيش الإسرائيلي، فتحققت فيه إرادة أمة ورفع فيه خير أجناد الأرض على الأعناق، كسروا شوكة الإسرائليين وأنهوا أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، امتزجت فيه دماء وأرواح العرب أجمعين وانتهت بنصر ساحق أعاد العزة والكرامة للأمة العربية.