د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. كيف وجدت نفسك؟
أنا حوايحكي أن رجلا أراد تطليق زوجته فقيل له : ما يسؤوك منها ؟ قال : العاقل لا يهتك ستر زوجته ... فلما طلقها , قيل له : لم طلقتها ؟ قال مالي و الكلام علي من صارت أجنبية ؟.." واسلاماه ...
هذه هي أخلاق المسلم ...هذا ما جاء من أجله شفيعك وشفيعي محمد رسول الله صلي الله عليه و سلم الذي نحتفل بمولده ". انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ". كما قال " ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن و ان الله ليبغض الفاحش البذيء ".
لكن ... هل تساءلت يوما ؟ هل أنا هذا الرجل ؟ هل أنا هذا المسلم ؟ ... أنظر حولك ...و أجب علي سؤالي !!!
و قبل أن تبدأ في الهجوم علي انعدام الاخلاق في زماننا , و انعدام الضمير و الاحترام ...وقبل أن تبدأ في أن تلعن الاخرين و تصفهم بانعدام الاخلاق .!!!
أحكم علي نفسك أولا ...وأطرح علي نفسك هذا السؤال :" هل أنا هذا المسلم ؟ هل أنا هذا الخلوق ؟.....هل تحفظ لسانك فلا تتحدث الا بالخير و تبتعد عن قبح الكلام لانك تعلم انك ستحاسب عليه " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد " ؟ . هل أنت ممن ينطبق عليهم قول الرسول صلي الله عليه السلام " من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر فليقل خيرا أو ليصمت " ؟.
هل أنت المسلم الخلوق , الصادق , الامين , الستار , " من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه " لان مكارم الاخلاق صفة من صفات الانبياء و الصالحين ؟ . هل أنت القبيح أم الكريم , الذي سأل عنه أحد الحكماء : " هل هناك أقبح من البخل ؟ . قال : " نعم ... الكريم اذا تحدث بأحسانه لمن أحسن اليه " ؟ ..
هل أنت مريض بمرض من أمراض القلوب مثل الكره , الحقد , الحسد , البغضاء , النفاق , الغيرة , القسوة , الغلظة ؟. هل كلامك كما وصفه عمرو بن العاص " الكلام كالدواء ان اقللت منه نفع , و ان أكثرت منه قتل " فاقتصرت كلامك علي مافيه خير .؟
هل أنت أحد الدعاة الي الله الذي وصفهم عمر بن الخطاب " كونوا دعاة الي الله وأنتم صامتون , قيل : و كيف ذلك ؟ قال : بأخلاقكم " ؟ .هل تجاهد نفسك علي فعل الخير وتعاتبها و تلومها " النفس اللوامة " ؟ . هل أنت ممن يكفون عن ذكر عيوب الاهل والاصدقاء و يسترون عوراتهم ؟.
واخيرا ....كيف وجدت نفسك !!!! مسلما خلوقا أم عليك أن تتعلم كيف تحفظ لسانك !! فلا تيأس من اصلاح نفسك ..فقد سألوا يوما أحد الحكماء :" كم وجدت في ابن ادم من العيوب ؟ قال : " هي أكثر من ان تحصي , ولكن ان وجدت فيه خصلة ان استعملها , سترت العيوب كلها و هي " حفظ اللسان ".!!!
أحفظ لسانك ...و كن لاخاك كما تحب أن يكون لك . و أعرف متي تتكلم , و مع من تتكلم و كيف تتكلم ..و أستر اخاك ولا تندم علي حسن خلقك معه حتي و ان قابلك بالاساءة , لانك لا تنتظر الثواب منه بل تنتظره من خالقك ...
اللهم انظر الينا بوجهك الكريم في مولد سيدنا محمد صلي الله عليه و فان من تنظر اليه لا تعذبه ابدا..