د. زكريا ابراهيم يكتب: عمليات نصب تستوجب بلاغ للنائب العام


فوجئت منذ فترة بوالدتى تطلب منى مشاهدة أحد الإعلانات ...كان اعلان للتبرع لتوصيل مياه الشرب لقرى بعيدة كما يقولون.
لفت نظرى الاعلان و الشيوخ الظاهرين فيه و يتحدثون عن صدقة سقيا الماء و أنها تدخلك الجنة و و و و مقابل التبرع بمبلغ ٣٠٠٠ جنيه اعلان استمر حوالى ٢٠ دقيقة و يليه اعلان آخر ذات المحتوى تقريبا و لكن يتحدث عن زراعة النخيل و تبرع لزراعة نخلة يأكل الناس منها و الحسنات التى ستنهال عليك مقابل ٣٥٠٠ جنيه لشراء صك النخيل وايضا اعلان به تقريبا نفس الشيوخ و نفس المدة حوالى ٢٠ دقيقة !!!!!!
ما جعلنى اجلس واتابع ما يعرض وفوجئت بتكرار تلك الإعلانات لعدد كبير لدرجة غير عادية و على عدد كبير من القنوات مما يعنى أنهم انفقوا مبالغ طائلة لتصوير وبث تلك الإعلانات كل تلك المدة (علما بأن الإعلان يتم حساب تكلفته بالثانية واوقات العرض وعدد مرات العرض) وتساؤل جال بخاطري. لماذا ينفقون كل تلك المبالغ الطائلة فى الإعلانات لطلب تبرعات..ألم يكن من الأفضل استخدام تلك المبالغ لعمل ذلك الخير و اكثر ؟؟؟؟؟
بدأت تتكون نظريتى بأن كل هؤلاء مجرد نصابون يستهدفون جمع الأموال بطريقة احتيالية لا تختلف عن المتسولين فى الشوارع و لكن بشكل احدث و يصلون لكل منزل و للتأكد من نظريتى بدأت اجمع ارقام هواتف تلك المنظمات الخيرية
تواصلت مع إحدى الجمعيات التى تدعى أنها تقوم بتوصيل المياه للفقراء والقرى البعيدة وأخبرته انى اعمل فى مجال المقاولات وعلى استعداد للتبرع و لكن بإرسال العمال والمواسير وكافة مستلزمات توصيل المياه مجانا فى اى مكان يحددونه وتحت إشرافهم ...ليرد على (احنا عندنا العمال بتوعنا يا فندم لو عاوز تساعد ابعت فلوس) رديت و ايه الفرق انا هبعت لحضرتك عمال ومواسير وكل حاجة هتتم تحت اشرافكم ...رد على بأنه سيخبر إدارة الجمعية و يعاود الاتصال بى ....و بالطبع لم يتصل بى أحد و عندما تواصلت معهم مرة أخرى أغلق الخط فى وجهى .......
و جربت مرة أخرى مع جمعية أخرى تبيع صكوك النخيل (ذكرتني بالعصور الوسطى و بيع صكوك الغفران و شراء منازل فى الجنة) لتكون المفاجأة أن ذات الشاب هو من رد على مكالمتى و دار بيننا نفس الحوار تقريبا .....
حضرتك عاوز تتبرع يبقا بفلوس كاش ...اللى تقدر عليه صك النخيل ب ٣٥٠٠ جنيه (المكالمات مسجلة لدى و على استعداد لوضعها تحت يد العدالة)
الموضوع كله لا يتعدى وسيلة نصب جديدة مستغلين الدين و الدين منهم و من أفعالهم برئ .....
يستهدفون كبار السن خاصة و الذين يريدون فعل الخير و يستغلون الدين للوصول إليهم
انا شاهدت أحد مندوبى تلك الجمعيات عند أحد أقاربى حيث فوجئت برجل فى حوالى الخمسين من العمر مرتديا بدلة رمادية أخبرها أنه مندوب الجمعية فطلبت منه الجلوس مبتسمة و طلبت له مشروب و دخلت أحضرت له مبلغ من المال و فوجئت به يخرج من جيبه رزمة من المال لا تقل عن ٣٠ الف جنيه او أكثر ليضيف لتلك الكومة من النقود ما اعطته له قريبتى و أعطاها إيصال و رحل....و عندما سألتها عن الموضوع أجابتنى بفرح أنه مندوب لجمعية تقوم بتوصيل المياه للقرى الفقيرة شاهدت إعلانهم وطلبت رقمهم لتشاركهم فى فعل الخير.
تلك الجمعيات ليست أكثر من ستار لعملية نصب ممنهجة مستهدفين شريحة كبيرة من الناس وممولة بشكل كبير بدليل كثرة إعلاناتهم على اغلب القنوات طوال اوقات اليوم و طول مدة الإعلان بما يوضح كم النقود التى قاموا بدفعها للوصول لضحاياهم
وانا أناشد السيد النائب العام التحقيق فى الموضوع و كما ذكرت فى البداية اعتبار هذا المقال بلاغ الى السيد النائب العام.