د. حبيبة محمدي من الجزائر تكتب: عامٌ هجرى جديد والسيرة العطرة!
أنا حوااسمحوا لى أن أتقدمَ بخالص التهنئة بالعام الهجرى الجديد، إليكم جميعًا، كُتَّابًا مبدعين ومثقفين أفاضل، وقرّاءَ أعزاء.
كلُّ عام وأنتم بخير، كلُّ عام والأمة العربية والإسلامية فى رخاءٍ وتقدم وازدهار وأمان، وشعوبنا جميعًا بخير.
إنَّ سيرةَ سيّدنا رسول الله، «عليه أفضل الصلاة والسلام»، سيرةٌ عطرة ملأى بالموعظة والقدوة الحسنة، وقد اقتدى بها المستشرقون، أليسَ أوْلى بنا أن نفعلَ نحن المسلمين؟!.
وقد اختار اللهُ تعالى «المدينة» دارًا للهجرة النبويَّة، وبالتأكيد أسباب الهجرة، ظروفها، فوائدها وأهدافها، والحكمة التى نستنبطها من الهجرة النبويَّة، من معجزة «غار حِراء» إلى استقبالِ «الأنصار» المبهر للنبىّ محمد، صلى الله عليه وسلم، وغيرها من التفاصيل.
كلّ ذلك نقرؤه فى كتابِ اللهِ عزّ وجلّ وسيرةِ نبّيه العطرة؛ حيث لم تكنْ الهجرة مجرّد حدث، إنّها حدث جلل ملىء بالمعجزات!.
ولعلّ الدرس الأقرب اجتماعيًّا هو بناء أوّل مجتمع إسلامى بالمدينة، فيه قبائل عربية متعددّة، وعصبيات وطبقات مختلفة.. نشدانًا للتكامل والوحدة!، وهذا فضلًا عن الهدف الأسمى للهجرة، وهو نشر الدعوة الإسلامية المحمَّدية.
والهجرة حدث ملىء بالعِبر والدروس دينيًّا، روحيًّا واجتماعيًّا؛ وهى أهمّ حدثٍ فى تاريخِ الإسلام.
وإذا كانت «الهجرة» فى أبسطِ تعريفاتها هى الخروج من الأرض واللجوء إلى أرضٍ أخرى لأسبابٍ سياسية أو عقائدية وغيرها، فإنَّ الهجرة النبويَّة خرجت من حيّز الزمان والمكان وأخذتْ أبعادا أخرى، أخلاقية واجتماعية ودينية، بحثًا عن أرضٍ طيبة للتكافل الاجتماعى والمؤاخاة والمحبّة أو قُلْ بحثًا عن المجتمع الكامل أو المدينة الفاضلة!.
ما أحوجنا إلى إعادةِ قراءةِ سيرةِ نبيّنا العطرة!، فلقد اهتمَّ بها المستشرقون كثيرًا، واعتبروا أنَّ الهجرةَ كانت فاتحةَ عهدٍ جديد فى تاريخ الإسلام؛ بل اهتموا بحياته وتاريخه كلِّه بوصفه القدوة للإنسانية جمعاء، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ). صدق الله العظيم. الأنبياء ١٠٧.
قال عنه المستشرق الفرنسى المعروف «غوستاف لوبون»: ((إذا ما قيستْ قيمةُ الرجال بجليل أعمالهم؛ كان «محمد» من أعظمِ مَن عرفهم التاريخ، وقد أخذ علماءُ الغرب يُنصفون محمدًا، مع أنَّ التعصب الدينى أَعمى بصائرَ مؤرخين كثيرين عن الاعترافِ بفضله))!.
أجدد الأمنيات الطيبة بعامٍ هجرى مبارك، ١٤٤٥. أعاده اللهُ على أمّتنا العربية والإسلامية وعلى شعوبِنا بمزيدٍ من الخير واليُمن والبركات والمحبّة والسلام. وأنا، إذ يُشرفنى أن أنتمى إلى «أشرافِ» هذا النسب الطيب- وأقول هذا محبّةً وامتنانًا وحمدًا وفخرًا وليس استعراضًا- ونحن كلّنا أمة واحدة، لنعودَ إلى القراءة الجادة لديننا الحنيف ولسيرة نبيّنا العطرة لاستخلاصِ الدروس والعِبر والاستفادة فى حياتنا الرُّوحية والعامة.
وصلى اللهُ على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.