على حافة حرب أهلية.. د. طلعت مليك يرصد لـ”انا حوا” تطورات مظاهرات فرنسا
محرر انا حوا أنا حوابعد مَقتل أحد العربان على يد رجال الشرطة الفرنسية في منطقة "نانترر" شمال باريس!
وهي منطقة معظم من يسكنها هم عربان وأفارقة ومهاجرين أخرين!
عمليات تخريب شديدة ـ واشعال الحرائق في المباني الحكومية ـ والمدارس، ومكاتب العموديات ... الخ
هذا بخلاف اشعال النيران في السيارات والقطارات والترام والمترو والمحلات وعمليات تخريب من الصعب شرحها هنا بدقة!
وبعض الذين يستخدمون العنف، هم يرفضون عمل الشرطة في أحياءهم ـ حيث يريدون انهم هم الذين يقومون بأعمال الضبط والنظام!
وعليه ـ فأن الساسة في فرنسا منقسمين ـ بعضهم::
ينادي بحظر التجوال في الأحياء المسكونة بالمهاجرين
والبعض الأخر ينادي بالتهدئة!
والرئيس الفرنسي ماكرون، ينادي بصوت عالي للتهدئة ويعد بأن العدل سوف يأخذ مجراه!
أما وزير الداخلية الفرنسي، فقد قام اليوم ينشر ٤٠ ألف عنصر إضافياً من الشرطة والأمن لمجابهة ما يحدث وحماية المدنيين من أعمال العنف هذه!
وهذه الاحداث بدأت من أول أمس ومازالت تشتد بشدة حتى اللحظة
وبوادر حرب أهلية بدأت تنتشر في الأحياء التي يسكنها مهاجرين
وذلك بعد مَقتل شاب ١٧ سنة ويدعي "نائل" وهو عرباني من الجزائر ـ على يد الشرطة وأمه وجدته في حالة انهيار
وماكرون يدعو للتهدئة ـ ورئيسة الوزراء تمضي كل وقتها اليوم في الحي الذي اشتعل به العنف
حرق سيارات وأملاك ومحلات بل وحتى الترام والمترو لم ينجو من العربان والمهاجرين الملثمين
فقط ، جهة العدل هي الجهة التي يمكن الوثوق بها ـ والعربان والمهاجرين وممثليهم ـ يقولون أنه لا يوجد عدل متساو للجميع!
بدات أعمال العنف هذه، بعدما قد قامت الشرطة الفرنسية، بإطلاق النيران على سيارة يقودها شاب عمره ١٧ سنة "بحسب الشرطة الفرنسية فأن "هذا الشاب، لا يحمل رخصة قيادة "ـ ويقوم بتوزيع "البيتزا" عن طريق هذه السيارة ـ وعندما لم يمتثل لأمر الشرطة بالتوقف ـ قامت الشرطة بإطلاق النيران عليه واردته قتيلاً! ـ أنهم لاحظوا أن سيارة هذا الشاب، تسير بسرعة ولا تتبع قواعد المرور بحسب كلام أحد مسئولي الشرطة الفرنسية !
و قد نزلت جماهير العربان الغفيرة، ومعهم بعض الأفارقة ومجموعات أخرى ـ إلى الشوارع ـ وبدأو في اشعال الحرائق في كل مكان استطاعوا الوصول إليه ـ وبالطبع الاعتداء على رجال الشرطة ـ وعمليات العنف تزداد لحظة بلحظة وشباب العربان والمهاجرين هم الذين يتحكمون في الشارع في هذه المناطق ـ ويتصلون بعضهم البعض عبر الفيسبوك وغيره! وقامت السلطات الفرنسية
بنشر طائرات مسيّرة للمراقبة "درونز" ـ نظراً لخطورة الموقف وإلى نتائج غير محمودة بالمُطلق!
وبالطبع ـ توجد مظاهرة وهي عبارة عن مَسِيرة شعبية، تسمى المِسيرة البيضاء ـ وهي باختصار شديد لامتصاص غضب الجماهير ـ حيث هي عبارة عن تظاهرة ـ ويمكن المطالبة عبرها بتحقيق العدل، وحمل اللافتات التي يجب توجيهها لحكومة الرئيس ماكرون
وقد بدأت هذه التظاهرة البيضاء، منذ لحظات ـ وافترشت جدة القتيل الأرض بالقرب من مكان مقتل حفيدها ـ أما أم القتيل فقد أردت الملابس البيضاء، وقام المنظمون للمسيرة وقد قاموا بوضعها فوق سيارة بيضاء ـ "كما في الصورة" وهي ترتدي "تي شورت" ابيض مكتوب عليه اسم ابنها القتيل "نائل"، وقد بدأت تهتف بصوت عالي وهي في حالة خليط بين الحزن والفرح ـ لتحميس الجماهير لتطبيق العدل بحسب مطالبها ـ وأخذ حق ابنها!
وقد انضمت أحزاب اليسار بأعداد كبيرة مع المسيرة البيضاء، في هذه اللحظة التي أكتب لكم فيها ، وقد خرج العربان عن بكرة أبيهم يهتفون ضد الشرطة الفرنسية ـ والجميع في المسيرة بعضهم يرتدي ملابس بيضاء لأثبات انهم ينادون بالعدل ـ ومع ذلك فهم يهتفون ضد الشرطة الفرنسية ـ يحملون لافتات تعبر عن فقدانهم الثقة كلياً في الشرطة الفرنسية ـ ويطالبون بتفعيل عمل جهاز شرطة فرنسي يقوم بالكونترول على الشرطة الفرنسية في مثل هذه الأحوال! أي شرطة على شرطة! في حين أن البعض الأخر يرى ان كثرة انتشار بيع المخدرات والجريمة في هذه الأحياء تحتاج إلى حضور شُرطي مستمر!
وهناك في الشوارع الجانبية ـ مازال شباب العربان ينتقمون للقتيل بأعمال عنف شديدة ـ والخشية بتطور هذه الاحداث مع وصول جماعات أخرى قد تشترك في هذا العنف ـ
وسوف نوافيكم بما يحدث في الساعات القادمة ـ وسوف نضيف الجديد ـ هنا مع هذه السطور ـ لمن يحب أن يتابعنا!
الجديد :
1ـ زادت أعمال العنف والحرائق والتخريب بشكل يصعب رؤيته ـ وعليه فقد صدرت أوامر من الحكومة الفرنسية وذلك بحظر التجوال: من الساعة الـ ٢١ أي التاسعة مساءاً وحتى السادسة صباحاً في مناطق العنف ـ وبالطبع قد تم ظهر اليوم، ايقاف كل المواصلات العامة بالكامل في هذه المناطق!
2ـ عدد من السفارات المتواجدة في فرنسا، تحذر مواطنيها من الاقتراب من مناطق العنف ـ بما في ذلك السفارة الأمريكية في باريس!
3ـ تم إحراق العلم الفرنسي في ضواحي باريس وفي عدة أماكن أخرى، وأمام كاميرات التلفزة والميديا العالمية.
4ـ والآن وقبل منتصف الليل بدقائق قد دخلت المصفحات مع جنود متخصصين إلى بعض مناطق العنف والصراع الذي تشهد المدن الفرنسية الليلة!
5- مع بداية منتصف الليل ـ امر وزير الداخلية الفرنسي، بتشديد قبضة الدولة ـ وعليه قد تم القبض على التو، ، على 176 شخصاً من المهاجمين على أملاك ورموز الدولة الفرنسية!