طرد الجن وعلاج العقم والشفاء من الأمراض.. هكذا يستغل المصريين دماء الأضاحي
محرر انا حوا أنا حواتتخلل الحياة العادية العديد من الممارسات والطقوس الطريفة، مع كون الأضحية تعد تقربا إلى الله بدمائها وصوفها، فإن عددا من الناس يحاولون استغلال هذه المسألة، ويتخلل «عيد الأضحى المبارك»، العديد من الممارسات والطقوس الطريفة و"الغريبة" أحيانا، والتي يزاولها بعض الأشخاص خاصة الذين يفتقرون إلى الوعي الديني أو ممن لم يحظوا بالتعليم الكافي الذي يجعلهم يميزون بين الصواب والخطأ وبين الوهم والحقيقة.
«دم الذبيحة يعالج العقيمة»؛ بأن تمر فوقه سبع مرات عقب الذبح مباشرة، وهو لا يزال ساخنًا متدفقًا من الأضحية، والخرافة الأشهر هي "كف الدم" على حوائط المنزل "يصرف الجن" ويبعد الشيطان وعين الحاسد، كما يعتقد البعض.
والأصل في تلك الممارسات يعود لما قبل "الجاهلية"، بعضه يعود لعصور المصريين القدماء؛ فعقائد أهل مصر القديمة كانت تتقرب للآلهة بقرابين تذبح في المعابد، ويؤخذ جلودها ودمها كـ"هبة خاصة" لخدام المعبد و صغار الكهنة، والدم أيضًا لعب دورًا في "العقيدة اليهودية"، منذ أن تحول "نهر النيل" إلى دم في عهد سيدنا موسى عليه السلام، وآيات خروج بني إسرائيل من مصر، كما ذكر في العهد القديم، "ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم واعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر".
ولكن هذه العادة قد تؤدي إلى مخاطر صحية خاصة على الجلد؛ حيث إنها قد تتسبب في عدوى فطرية أو بكتيرية أو فيروسية.
دم الذبيحة خطر يتسبب في نقل الأمراض الجلدية وبهذا الصدد، يقول الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية والتجميل، والرئيس الأسبق للمركز القومي للبحوث،: إن الاعتقاد بالتبرك أو فك النحس أو الشفاء بدم الأضحية هو كلام ليس له أي أساس علمي أو سند ديني، فهذا المعتقد يمكن أن يتسبب في نقل الأمراض فدم الأضحية مثله مثل أي دم لا نعرف هل هذه الأضحية سليمة أم لا، فضلا عن انتقال عدوى "السنط".
وتابع: إن الدم أيضًا معرض للهواء وبالتالي يمكن إصابته بالبكتريا أو الفيروسات أو الفطريات والتي تتسبب في حساسية الجلد فضلا عن الإصابة بالعديد من الأمراض الفيروسية والفطرية والبكتيرية.
وأكد الناظر على أن هذه المعتقدات ليس لها أي سند علمي أو ديني، ولكن ما عليك إلا أن تطعم الفقير والمحتاج من طعامك هذا أفضل عند الله.
حرام شرعا ومن الناحية الدينية والشرعية، يوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قال الله تعالى في كتابه:« لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ».
فالمقصود الأعظم «إراقة الدم» طاعة لله عز وجل وامتثالا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، والتمتع باللحم والتبارك بطعمه وتناوله؛ لأنه طعام قربة من القربات وطاعة من الطاعات، مشيرًا أن ما يفعله بعض الجهلاء من غمس أيدهم في دماء الأضاحي ووضعه على الحوائط، هذا من فعل الجاهلية، ولقد أكرمنا الله بالإسلام فيستحيل على المسلم الحق أن يتنازل عن موروثات الدين الحقيقة والجري وراء العادات الجاهلية، فقال الله تعالى: «ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ».