هل روسيا على أعتاب حرب أهلية جديدة.. وكيف يمكن تجنبها؟
محرر انا حوا أنا حوابأتت روسيا علي أعتاب حرب أهلية بعد انشقاق قوات فاغنر، تتسارع التطورات المتعلقة بالتمرد المسلح الذي أعلنه قائد قوات "فاغنر" يفغيني بريغوجين، ومازالت الأحداث جارية، وبالتالي فإن ردود الفعل الدولية مازالت تظهر تدريجيا.
في أول تعليق له على العصيان العسكري الذي أعلنه قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، ليل أمس، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الرد على أي تمرد سيكون صارماً وحاسماً وقاسياً.
كما اعتبر في كلمة متلفزة بثت اليوم السبت على القنوات الرسمية في البلاد، أن تلك التصرفات تشكل طعنة في الظهر، مضيفا أنه تم جر عناصر فاغنر إلى تمرد مسلح.
وبنبرة حاسمة شدد الرئيس الروسي على أن كل من حمل السلاح في مواجهة الجيش خائن. وقال: "ردودنا على هذه التهديدات ستكون صارمة وقاسية على الذين خانوا". و اعتبر أن منظمي التمرد خانوا روسيا وستتم معاقبتهم بشكل صارم.
إلى ذلك، أكد أن الجيش سيدافع عن الدولة والمواطنين ضد جميع التهديدات بما فيها "الخونة في الداخل"، وفق وصفه، في إشارة إلى بريغوجين.
كذلك، حث عناصر فاغنر على عدم التهور، ودعا "أولئك الذين انخرطوا بالتمرد المسلح إلى عدم ارتكاب أي خطأ فادح"، محذرا من أن "من ينظم العصيان يحاول دفع البلد للاستسلام والحرب الأهلية".
وقال: "أي اضطرابات داخلية تشكل تهديدا قاتلا للدولة وهي بمثابة صفعة للشعب الروسي"، مؤكدا أن بلاده تحتاج إلى "وحدة" جميع قواتها.
أما فيما يتعلق بالوضع في مقاطعة روستوف الجنوبية على الحدود مع أوكرانيا، فأقر الرئيس الروسي بأن الوضع "مازال صعبا"، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ "إجراءات صارمة" لاستقرار الوضع. وتعهد قائلا "️كرئيس وكمواطن سأقوم بكل ما بوسعي للدفاع عن روسيا ووقف هذا التمرد المسلح".
أتت تلك التصريحات بالتزامن مع تأكيد مصدر أمني روسي لرويترز أن مقاتلي فاغنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيج على بعد 500 كيلومتر إلى الجنوب من موسكو.
فيما أعلن بريغوجين أنه سيطر على كافة المراكز العسكرية في مدينة روستوف (جنوباً) بما فيها المطار وقيادة الشرطة، مهدداً بالزحف نحو العاصمة موسكو، ما لم يأت كل من وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف للقائه.
وكان قائد فاغنر البالغ من العمر 62 عاماً، والذي أثار الجدل بتصريحاته النارية خلال الأشهر الماضية ضد شويغو والأركان الروسية، أعلن مساء أمس ما يشبه العصيان والتمرد العسكري داعيا عناصر الجيش إلى الإطاحة بقادته.
يشار إلى أن الخلافات بين قائد تلك المجموعة العسكرية الروسية الخاصة وقادة الجيش، كانت تفجرت منذ أشهر طويلة خلال المعارك الدامية التي خيضت في أوكرانيا.
فيما شكل القتال في مدينة باخموت بالجنوب الأوكراني، الشعرة التي قصمت ظهر البعير، حيث اتهم يفغيني وزير الدفاع الروسي وقائد الأركان بالتآمر ضده وخيانته، وحجب الأسلحة عن مقاتليه.
إلا أن الدفاع الروسية غالبا ما كانت تنفي تلك الاتهامات، دون أن ترد مباشرة على يفغيني. إلى أن تفجرت الخلافات بشكل دراماتيكي منذ ليل أمس، بإعلان بريغوجين التمرد العسكريّ!
نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الولايات المتحدة تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في روسيا في أعقاب تصريحات بريغوجين.
وقال البيت الأبيض "نراقب الوضع في روسيا وتم إطلاع بايدن على تحركات فاغنر ضد قيادة الجيش الروسي".
في تعليق لها.. قالت الرئاسة الأوكرانية إن ما يحدث في روسيا بالوقت الحالي هو فقط البداية.
ووصف مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، اليوم السبت، ما يحدث في روسيا بأنه "مجرد بداية".
وكتب بودولياك على تويتر "الشقاق بين النخب جلي للغاية. الموافقة والتظاهر بأن كل شيء مستقر لن يفلحا".
وأردف "لا بد أن يخسر طرف ما بكل تأكيد: إما بريغوجين.. أو القوى ’المناهضة لبريغوجين‘".
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن تمرد قوات فاغنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها.
وكتب زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي "ضعف روسيا واضح. ضعف واسع النطاق. وكلما أبقت روسيا قواتها ومرتزقتها على أرضنا، واجهت المزيد من الفوضى والألم والمشكلات لاحقا".
وأكد "من الواضح أن أوكرانيا قادرة على حماية أوروبا من انتشار الشر والفوضى الروسيين".
وقال "روسيا اختارت الدعاية لإخفاء ضعفها وحماقة حكومتها، والآن بلغت الفوضى حدا لم يعد بإمكان أحد أن يكذب بشأنها".
وتابع أن بوتين "يرسل مئات آلاف الأشخاص إلى الحرب ليتحصن أخيرا في منطقة موسكو للاحتماء من الذين سلحهم بنفسه".
علامة على انهيار النظام
من جهته، قال أندريه يوسوف، نائب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاوكراني اندريه يوسوف أن الأحداث في الاتحاد الروسي هي علامة على انهيار النظام الحاكم.
واضاف يوسوف "بادئ ذي بدء، من الضروري أن نفهم أننا نتحدث عن صراع ومواجهة روسية داخلية، وهي نتيجة مباشرة للعدوان العسكري الإجرامي لنظام بوتين ضد أوكرانيا".