ياسر صادق يكتب.. مجلة المسرح تاريخ من نور
أنا حوالم أعتد أن أتكلم عن أي مكان أو منصب توليته بعد تركي له سواء في مسرح السلام عندما كنت مديرًا عامًا لفرقة المسرح الحديث أو بعد أن حصلت على درجة وكيل وزارة وتوليت رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية لمدة ٤ سنوات وحتي بلوغي سن المعاش ولكني الآن أجد نفسي مضطرًا للحديث عن مجلة المسرح العريقة بعد أن تعالت أصوات بعض الزملاء بأن المجلة ليس مكانها المركز القومي للمسرح وضرورة عودتها إلى بيتها الأصلي الهيئة العامة للكتاب وكأن المركز القومي للمسرح قد اغتصب حقًا ليس له وهنا يطيب لي أن أشرح للزملاء الأفاضل والمهتمين بمجلة المسرح وكافة المسرحيين مجلة المسرح أصدرتها الهيئة عام ٦٤ أي قبل إنشاء المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون بـ١٦ عامًا والذي ينص قرار إنشائه على إصدار الكتب الدورية المتخصصة والمجلات والنشرات وعندما كانت المجلة ( المسرح ) في بيتها الأول توفقت عن الإصدار ٥ مرات آخرها في سنة ٢٠١٥ لمدة ٤ سنوات وبعد أن توليت إدارة المركز القومي للمسرح في يناير ٢٠١٩ طلبت من معالي وزيرة الثقافة السابقة الأستاذة الدكتورة إيناس عبد الدايم أن توجه سيادتها بعمل بروتوكول لإعادة إصدار مجلة المسرح بين الهيئة العامة للكتاب وبين المركز القومي للمسرح وبالفعل رحبت معاليها وأمرت بتوقيع البرتوكول بعد اختيارنا لرئيس التحرير الناقد المسرحي والصحفي الكبير الأستاذ عبد الرازق حسين والذي نال استحسان وقبول الأستاذ خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي وكذلك معالي الوزيرة بعد رفع الأمر لسيادتها وبالفعل تم توقيع البرتوكول الأول بين الهيئة والمركز باعتماد وتوقيع الأستاذ خالد جلال بوصفه السلطة المختصة للمركز القومي للمسرح وكان هذا البرتوكول ينص على إصدار ٢٠٠٠ نسخة بسعر ١٥ جنيه للنسخة الواحدة على أن يتحمل المركز القومي للمسرح تكاليف هيئة التحرير ومكافآت الكتاب وتتحمل الهيئة تكاليف الطبع والتوزيع في مقابل حصولهم على نسبة ٦٥% من نسبة التوزيع والمركز ٣٥% وتمت الموافقة وخرج أول عدد من الإصدار السادس إلي النور في شهر ٨ لسنة ٢٠١٩ وبعد ستة أشهر طالبنا الهيئة بالنسبة المقررة في البروتوكول وكانت الصدمة الكبرى أن حصيلة مبيعات ١٢٠٠٠ نسخة هي ١٢٠ نسخة وفي ال ٦ أشهر الثانية من البروتوكول كنت قد أنشأت الأجنحة المتحفية الخاصة بالمركز القومي للمسرح في مسارح الدولة وطلبت من الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب أن أتحصل على نسخ من المجلات يتولى المركز بيعها وتوريد نسبة ٦٥% من المبيعات للهيئة وقد زادت نسبة البيع قليلًا ولكن ليس بالقدر المرضي وكانت المجلة مهددة بالتوقف وانسحاب الهيئة من البرتوكول فقمت بعمل البرتوكول الثاني والذي ينص على أن يتولى المركز مسئولية إصدار وبيع وتسويق المجلة في مقابل توريد نسبة ١٥ % من نسبة المبيعات في مقابل حق استغلال ترخيص المجلة الصادر للهيئة العامة للكتاب وأن يتحمل تكاليف طبعها في الهيئة ونظرا للتكلفة الكبيرة والتي لا تتحملها موازنة المركز قررنا تخفيض أعداد الطبع ل١٠٠٠ نسخة وقمت بعمل بروتوكولات مع مختلف قطاعات الوزارة لتسويق المجلة في مقابل نشر الإعلانات والموضوعات الخاصة بالقطاعات المختلفة وبالأرقام والأعداد ١٨٩ نسخة شهريا لهيئة قصور الثقافة و٧٠ نسخة شهريا للبيت الفني للمسرح و٧٠ ثم ٥٠ نسخة شهريا للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية و٥٠ نسخة لأكاديمية الفنون و٥٠ نسخة لأسقفية الشباب للكنيسة الأورثوذكسية برئاسة الأنبا موسى وتم توقيع عقد مع جريدة الأهرام لتوزيع ال٥٠٠ نسخة الأخرى ولكني وجدت نسب التوزيع دون المستوى ولكم أن تتخيلوا أن توزع الأهرام ٧٦ نسخة من ٥٠٠ ومن المرتجع ٣٩ نسخة تالفة مقطعة الأغلفة ولا تصلح للبيع نهائيا والحجة أنها توجد في الشوارع عند البائعين ومعرضة للتلف ويتحملها المركز وبعد حوالي ٤ أشهر أنهيت هذا التعاقد وأعلنا عن إشتراكات سنوية بتخفيض ويتحمل المركز توصيلها إلى مكان المشترك مجانا.
وبعد رفع أسعار الورق تم عمل البرتوكول الثالث وإلغاء نسبة الـ ١٥ % من نسبة التوزيع للهيئة نظرًا لارتفاع سعر الطبع والذي بدوره أدى إلى ارتفاع سعر المجلة لتصبح ب٢٥ جنيه في مقابل طباعة ٨٠٠ نسخة فقط وتكون أبيض واسود فيما عدا الغلاف ألوان واستمر إصدار المجلة بشكل شهري منتظم حتى العدد الأربعين والذي قمت بإصدار أمر طبعه وذهب للمطبعة قبل خروجي للمعاش بيومين وخرج بتاريخ ١ فبراير ٢٠٢٣.
ولك أن تعلم يا صديقي العزيز أن المركز القومي للمسرح برغم من موازنته المتواضعة حافظ على هذا الإصدار ليكون ثاني أطول فترة استمرت فيها خروج المجلة إلى النور.. المركز القومي للمسرح هو صاحب الحق الأصيل في الحفاظ على تراث المسرح وتوثيقه ونشر وطبع كتبه ومجلته المسرح لم نغتصب المجلة بل حافظنا عليها بمجهود كبير يفوق ما ذكرته لحضراتكم بكثير وألف شكر لمعالي وزيرة الثقافة الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني بإصدار أوامرها باستمرار إصدار المجلة ورقيًا والشكر موصول للصديق والزميل والأخ إيهاب فهمي الذي لم يتخذ أي قرار بتحويلها اليكترونيا بل كان يتدارس هو ومجلس الإدارة الحلول نظرًا لارتفاع الأسعار مرة ثالثة والشكر أيضًا للصديق العزيز خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي.