تمارا سعد تكتب: أنت مميز وتتميز
أنا حواعندما انهيت دراستى الجامعية وبدأت العمل بإحدى البنوك .... كانت المسافة بين البنك الذى اعمل به وسكنى تصل بالزحمة لأكثر من ثلاث ساعات وبالاخص أثناء العودة .. ارهقتنى زحمة المرور واستفزنى اهدار الساعات وعدم تقدير اهمية الوقت ... وابتدات احسب حساب الساعات والدقائق وطلبى هو الوصول لمعرفة " كم تستنفذ الزحمة من اهدار الوقت اسبوعيا ؟!"... هذا بالاضافة لارهاقها النفسى المحبط .... فليس امامى حل للتغلب عليها سوى أن اخوض المعركة مجبرة كنت ام راضية .... (و مجبرا آخاك لا بطل !).. ومع الوقت وصلت لقناعة ان الحياة بدون كفاح صعبة... وان الكفاح هو الحل الذى تتفوق فيه مميزاته على معاناته مهما كان حجمها !!... بل والمفاجأة الأكثر دهشة هى تأكدى ان تلك الحياة على طبيعتها معقدة ولا تحتمل منى زيادة فى التعقيد ...وماذا افعل لمواجهة الصعاب وفك شفرة العقد.؟؟.... احتاج لقدارت شخصية عالية تساندنى بل و تآزرنى من اجل التفوق على الآثار السلبية و الضغوط والتوتر والقلق ! ... كل هذا لا يحل بالهروب... فقد يضيف الهروب على معاناتنا هموم تثقل النفس ...وبتراكمها تفقدنا الاستمتاع بثمار الكفاح والاحساس بالنجاح! ... اذن ليس امامنا سوى المواجه ... المواجهة من وجهة نظر البعض صعبة... ولكن فى باطنها حقيقة ...ففى مواجهة الصعاب شجاعة السهل الممتنع !!.. بل وهى اقصر الطرق التى نصل بها لفتح أبواب غير متوقع فتحها ... ابواب تحتمى فيها وبها وتحصنك بقوة خارقة.... و تؤكد لك انك تمتلك قدرات مدهشة وغير متوقعة .. فما من تجربة يسمح بها الخالق لك الا ويعلم جيدا انه يزرع فى داخلك قدارت كامنة تزلزلك لكى ما تعلنها فى مواقفك ... لتأتيك الغلبة بها ....مواقف بطولية تجعلك رجل المواقف الصعبة ... فقد تكون الضريبة معاناة وآلام وبطش من الاغبياء... ولكن وبشكل عام ثمارها تتفوق بمراحل على سلبيتها.... كل هذا يأخذنى لسؤال هام يفرض نفسه... كيف أذن التعايش مع الصعاب واتجنب اضرارها ؟!!! ...ومن هنا يبدأ موضوع الحديث ألا وهو " لابد من معاهدة بينى وبين الصعاب تبنى بيننا وتؤكد لنا على التعايش بشرط التصالح النفسى " ومع الوقت وبالتدريب والإلتزام بقواعد الأختيارات ونمو المناعة ضد الصعوبات واكتساب المهارات .. تستمر وانت فى حالة من البهجة برغم تضارب الأمواج وبطش الرياح...... ومن هنا يجب ان أوضح كيف يكون التصالح النفسى الذى وجدت فيه نهاية للشقاء..... فى البداية بذور اتمسك بها وبمراعتها والحفاظ عليها بذرعها فى أرض خصبة تأتينا بنضوج فى شخصياتنا .... نعم التصالح النفسى شجرة لابد لى من زرعها فى وسط تركيبة شخصيتى لتثمر ثمار تغذى كيانى وقدراتى على الكفاح والاحتمال ..وتزيد اركان شخصيتى صلابة ...واحتمى فى ظلها .... وتصبح أصل كل الانتصارات. المدهشة...... الحل فى اكتساب فضيلة التصالح النفسى يبدأ من عندى... فلا تبحث يا صديقى على السلام خارج أركان شخصيتك ..... فمهما حاولت خارجك فى البحث عن الراحة والسعادة .. اقول لك عن تجربة حلاوة السلام تكمن فى داخلك..... ابدأ اذن بفرط البذور لزرع شجرة تحصنك....وتطهر داخلك.... وتنمو وتطرح تصالح نفسى بثمار ما لم يخطر لك على بال ...وهنا "كيف" تطرح نفسها ؟...... كل ما سبق يتوقف على اصرارك على التمسك بوجود الله جل جلاله فى حياتك بالسكنى داخلك ... ومرعاته بالاعتناء بزرع بذور لعلاقة عميقه متأصلة تنمو جذورها داخلك .. وتصبح شجرة تعلو بفروعها قرب السما ...ومنها وفى كل ثانية تجنى ثمار..... تشجعك على الاستمرار وتجدد الأفكار وتنير الروح .. ويصبح فى داخلك نور يسبق خطواتك فى المكان لترى ما لم يراه من حولك وتسرع بالحلول وتذوب أمامك الصعاب... ويهتف الفاهمين والمتحلين بالوعى... المميز جاء !!.. المميز تنفتح بيديه أصعب الأبواب !!... وسرك يا مميز فى تمسكك بقدرات الله ... التى تجعل منك إنسان متصالح على نفسه !.... فلابد ان يأتى عليك وقت تعاين فيه زمن الحصاد وتتذوق حلاوة طعم الثمار وتنمو فى حياتك بدل الشجرة أشجار ...فما من تجربة مره الإ ونهايتها تتذوق حلاوة ثمار ... وهنا يجب التنويه والتوضبح فليس فقط اغضبهم لتعرفهم معيار لفهم معدن البشر انها نظريه تحتمل الصواب و الخطأ !! ... وانما الصواب كل الصواب تجده في:- (من ثمارهم اعرفوهم) ...فلا تخدعك المظاهر، فالمتصالح على نفسه من ثماره تعرفه وفى طريق السلام دائما تجده .... ومن حرصه على الالتزام تميزه.... وبرفضه لكل انواع الخطية كبيرة كانت او صغيرة يعطيك الامان وعندما تجده تهتف داخلك "مازالت الدنيا بخير وسلام"... المتصالح على نفسه له طله توزع طاقة إيجابية على كل من يقابله ... شجره فى اصلها الله جل جلاله فى علاه وفى ثمارها توافق العقل والقلب مع الروح... توافق يطرح تناغم هارمونى ولا مكان فيه للنشاز... فالعزف بالتناغم يمتعك بثمار التصالح النفسى فى كل مواقفك فى الحياة..... اذن "المتصالح على نفسه من ثماره اعرفوه" .. فليس بالشغل على المظهر تجده فالقبور من الخارج فخمة وتحمل عظام اموات ... و البذور حبه تغرس داخلك وتولد منها ثمار نبدأ منها الحياة .. اجتهد واشتغل على داخلك ...ليبدأ تصالحك فى أرض صالحة ولتكن تركيبة شخصيتك! ....وبعد تذوقك حلاوة طعم الثمار تدرك قيمة التصالح النفسى.
وتكتشف انك اصبحت تحصيل حاصل لمواقفك الصالحة و الرائعة مع كل من قابلك به القدر فى الحياة ... وهنا تكتشف حقيقة مذهلة ان ثمارك تصل لاصحابها تعرفهم كنت او لا تعرفهم... انها ترتيبات إلهية تحت مسمى صدف غير متوقعة ... فكل خطواتك فى الطرقات نصيب... تؤكد على أنك خلقت من اجل رسالة فى الحياة ... رسالة ! اوجدتك الترتيبات الإلهية للكفاح من اجلها ! ..واليوم تجنى ثمارها ويفرح بها كل ما يسعى لها ....من حلاوة ثمرك تكون حياتك ومن ثمارك سوف نعرفك !... انها رسالتك التى اخلصت فى الوصول بها لاصحابها..... وقد يأتى يوم تمضى انت و تعيش وتستمر رسالتك ... ... فكل الرياح والامواج المتلاطمة قد يهزوا الشجرة ولكنهم لن يقدروا على نزع أصلها وجذورها ... خبرات عميقة نقف أمامها فى هدوء وصمت نتأملها ونتعلم منها .... وبالوصول للتصالح النفسى صعب ان نشعر بالمعاناة او التذمر و الشكوى حتى لو كانوا يطاردونا بقسوة ليطفئوا بهجتنا ... فى العالم سيكون لكم ضيق... ولكن ثقوا ففى السلام النفسى نحيا فى السماء ونحن على الارض... فالشجرة داخلنا و بذورها وجذورها من الله جل جلاله فى علاه وفروعها تصل لاعلى سماه "... ونصيحة انتبه لنفسك فالحياة رحلة قصيرة مهما طالت ... واغرس البذور فى ثنايا عقلك ونبض قلبك وسوف تنعم بثمار لم تخطر يوما على بال... تشحن روحك بفيضان من المشاعر ورؤية وأفكار ومنها قدرات مفرحة تجددك وتجعل مثل النسر شبابك ... فلا تبالى يا صديقى بالاشواك... وإن كانت موجودة فهذه ضريبة الانتصارات !! .. فمعايير التصالح النفسى غير مألوفه فالخسائر مع التصالح النفسى مكاسب !! و المكاسب معه انتصارات !! ... انت محبوب، انت ناجح، انت ممتد للامام ، برغم الازمات وفى داخلك قدرات تدوس بها العثرات ... مع التصالح النفسى انت مختلف كل الاختلاف تعطى ولا تحتاج فالشجرة تتجدد بالثمار وبها يمنحك الله بركات إألهية مذهلة لا تخطر لك على بال !!!.... تجعلك تسجد فى خشوع شكر لله جل جلاله فى علاه .. السلام النفسى تصالح وحالة من الإقبال على الحياة والاستمرار بالتجدد وازدهار وبركات قد لا تتوقعها ولكنها تفاجئك من السماء .